تعيش محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية انفلاتًا أمنيًا متصاعدًا، مع ازدياد عمليات الخطف والسلب والتصفية الجسدية، في ظل انتشار الميليشيات المحلية في المدن والبلدات والقرى، علاوة على ميليشيات “الدفاع الوطني”، والأجهزة الأمنية، ما تسبب بفوضى لم تشهدها المحافظة من قبل.
وألقت هذه التداعيات بظلالها على اجتماع أمني وحزبي موسع، شهدته المحافظة يوم الخميس الماضي (13 نيسان)، شهد نقاشات حادة، خلصت إلى مطالبة النظام السوري بسحب الغطاء عن ميليشيات محلية، وتسليم قائمة من المطلوبين للأجهزة الأمنية.
النظام يصعّد مع وجهاء “الجبل”
وطالب العميد وفيق ناصر، رئيس فرع الأمن العسكري في السويداء، وجهاء المحافظة بضرورة تسليم “المطلوبين” لدى الأجهزة الأمنية، في اجتماع حضره الأمين القطري المساعد لحزب “البعث”، هلال هلال، ورؤساء الأفرع الأمنية في السويداء، وشيخ عقل الطائفة الدرزية، حكمت الهجري، ووجهاء من المحافظة، في مطعم “باب الشمس”.
وذكرت مصادر إعلامية متطابقة في المحافظة أن الاجتماع شدد على ضرورة سحب رخص السلاح للمجموعات التي قامت بـ “أعمال عدائية” ضد الأجهزة الأمنية.
وأشارت صفحة “السويداء 24” في “فيس بوك” إلى أن العميد وفيق ناصر، أبرز ضابط أمني للنظام السوري في المنطقة الجنوبية، هو من أدار الاجتماع، وطالب وجهاء المحافظة بـ “كف الغطاء عن المطلوبين للأجهزة الأمنية كلن حسب عائلته”، موضحًا أنه جهّز أسماء المطلوبين، وسيرسلها بظرف مختوم لكل “وجيه” من عائلات “الجبل”.
العميد ناصر، والأمين القطري هلال، كلفوا أعضاء مجلس الشعب في السويداء، للتواصل مع “الهيئات الاجتماعية” في السويداء، لتشكيل ثلاث هيئات في مدن السويداء وشهبا وصلخد، ثم تشكيل لجنة مصغرة من هذه الهيئات الثلاث للتواصل والربط مع الأجهزة الأمنية.
اختطاف واعتداءات متكررة
ورغم محاولة النظام ضبط الواقع الأمني في السويداء، وإضفاء الشرعية على سيطرته المطلقة عليها، إلا أن الحوادث والانتهاكات بحق المدنيين لم تتوقف، وسجّلت بمعظمهما ضد “مجهولين”.
ورصدت عنب بلدي، ثلاثة انتهاكات متفرقة شهدتها المحافظة خلال الأيام القليلة الفائتة، أبرزها اختطاف المواطن نصوح محمد علي شاهرلي، مع أحد أصدقائه، أثناء قدومهم من حمص إلى السويداء، اﻷربعاء 12 نيسان، ورجّحت مصادر في المحافظة أنه تعرض للاختطاف عقب الوصول إليها.
الخميس 13 نيسان، أقدم مجهولون في سيارة سياحية “مفيمة”، على محاولة اختطاف الشاب طارق الحمد، في حي الدبسي بمدينة السويداء، لكنه نجا منهم بعد محاولة ضربه، بحسب صفحات محلية عبر “فيس بوك”، موضحة أنه استطاع الفرار بعدما أشهر مسدسه وأطلق الرصاص بالهواء.
وفي اليوم الذي يليه، أقدم مسلحون مجهولون على سلب سيارة المدني فوزي أشتي، بعد استدراجه داخل مدينة السويداء والاعتداء عليه بالضرب، ما أدى إلى إصابته ونقله إلى المستشفى الوطني، دون تحديد هوية الفاعلين.
وكان آذار الفائت شهد، وفق مصادر عنب بلدي، نحو 30 حالة اختطاف وسلب وتصفية جسدية في مناطق متفرقة من المحافظة، سجّلت بمعظمها ضد مجهولين.
وشهدت السويداء منذ العام الفائت، عمليات اختطاف وقتل بحق المدنيين، عزاها البعض إلى تقصير الأجهزة الأمنية في المحافظة، بينما ألقى آخرون بالمسؤولية على الوجهاء الذين شكّلوا ميليشيات محلية باتت هي المتنفّذ بالواقع الأمني فيها.