الخبز “ع الصاج” بديل أفران الغوطة المتوقفة
عنب بلدي – الغوطة الشرقية
بدأ أهالي الغوطة الشرقية الاعتماد على “خبز الصاج” خلال الأيام القليلة الماضية، بعد توقف عدد كبير من الأفران في المنطقة عن العمل، لفقدان مادة الطحين إضافة إلى الارتفاع الكبير الذي طرأ على أسعار المحروقات، ما أدى إلى ارتفاع سعر ربطة الخبز إلى حدود 800 و900 ليرة سورية، بعد أن كانت تباع بـ 300 ليرة الشهر الماضي.
ارتفاع الخبز في المنطقة لم يكن الوحيد، فقد شهدت أحياء الغوطة ارتفاع أسعار المواد الغذائية والأساسية كافة، نتيجة الحملة الأمنية التي يشنها النظام السوري والميليشيات الرديفة على الأحياء الشرقية للعاصمة، القابون وبرزة، بإشراف لوجستي روسي، منذ مطلع الشهر الماضي، ما أدى إلى قطع خطوط الإمداد الغذائية الأساسية للغوطة عقب السيطرة على عدد من الأنفاق والمعابر الحيوية الواصلة إلى أحياء الغوطة من طرف برزة والقابون.
كما أسهم توقف إدخال المواد الغذائية والأساسية من قبل التاجر، أبو أيمن المنفوش، إلى ارتفاع الأسعار، والذي برز اسمه كتاجر يثق به النظام ويستطيع أن يبرم العقود ويدخل المواد الغذائية والألبسة إلى داخل المناطق المحاصرة، لكنه يتحكم بأسعارها.
الشعير بديلًا عن القمح
فقدان الخبز دفع الأهالي الذين لا يملكون أدوات “خبز الصاج” للاعتماد على أحد الأفران الصغيرة القليلة في المنطقة. وقال أبو صبيح الترك، صاحب أحد الأفران، لعنب بلدي، إنه بسبب قلة مادة الخبز الأساسية وارتفاع سعرها، توجه الأهالي بشكل كبير إلى الاعتماد على أفران “خبز الصاج” القليلة في المنطقة، ما أدى إلى ازدحام كبير، الأمر الذي أدى إلى تفعيل الدور واستقبال القمح أو الشعير من الأهالي عبر تسجيل دور قد يصل إلى يومين.
وأضاف الترك أن الأهالي يأتون بما يدخرونه من القمح إضافة إلى الشعير بالرغم من صعوبة تصنيعه كونه “ناشفًا” ولونه “أسود”.
وأشار إلى أن كلفة تصنيع كيلو القمح يبلغ حوالي 250 ليرة، بسبب ارتفاع سعر كيلو الحطب الذي يعتمد عليه في تصنيع الخبز والذي يبلغ سعر الكيلو منه حوالي 200 ليرة سورية.
ويسبّب تنوّع أصناف المادة المقدمة من الأهالي بطئًا في العجن، إذ يرسل بعضهم قمحًا، بينما يرسل آخرون قمحًا مخلوطًا بشعير، فيما يأتي البعض بالشعير فقط.
الأهالي ينفقون ما يدخرونه
بعض الأهالي الذين يملكون أدوات تصنيع “خبز الصاج” اعتمدوا على صناعته في المنزل من القمح الذي يدخرونه في منزلهم، دون الحاجة إلى دفع التكلفة.
وقال سليمان المكبتل، مواطنٌ في دوما إنه بدأ بصناعة الخبز على الصاج منذ أسبوعين بعد فقدان الخبز العادي من الأفران، وغلاء سعر الربطة الواحدة إلى 900 ليرة إن وجدت، مشيرًا إلى أن كلفة “خبز الصاج” ليس أقل كلفة من الخبز العادي ولكنه متوفر في الوقت الحالي أكثر.
وأضاف المكبتل أنه بدأ باستعمال مادة القمح التي ادخرها من خلال الزراعة، الموسم الماضي، في أرضه القريبة خوفًا من اشتداد الحصار وفقدان الخبز.
عودة “خبز الصاج” إلى الواجهة لم تقتصر على الغوطة فحسب، وإنما انتشرت في أغلب المناطق المحاصرة من قبل النظام السوري والميليشيات الرديفة له إضافة إلى المخيمات، فبعد أن كان استخدام المواطنين السوريين للصاج قبل الحرب لمجرد تذكيرهم بعادات أجدادهم وآبائهم، بات اليوم إجباريًا لكثير من السوريين.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :