أرشيف الثورة: هل هو في خطر؟

  • 2013/12/22
  • 9:33 م

باسل مطر – مشروع سلامتك

كان نبيل، وهو مصور فيديو، قد كرس وقته كله لخدمة الثورة يحتفظ بكل ما تلتقطه عدسته على قرص صلب خارجي ثم يرفعها على قناته العامة على يوتيوب. كان يعتقد أن هذه المواد الهامة التي وثقت تفاصيل هامة من عمر الثورة منذ أن كان يصور المظاهرات والرجل البخاخ في حارته في حمص القديمة إلى أن أصبح يوثق انتهاكات النظام وفظائعه ثم معارك الجيش الحر الذي هب للوقوف في وجه النظام في مأمن من الضياع أو التلف. ذات يوم قامت الشركة بحذف عدد كبير من الأفلام من قناته على يوتيوب بسبب تبليغات قراصنة النظام المتسمرة، وفقد نبيل جزءًا كبيرًا من المواد التي كادت تكلفه حياته في مناسبات كثيرة. لم يكترث كثيرًا، حيث كان يخطط لرفع هذه الأفلام مجددًا حتى تكون متاحة للجميع، لكن ظروف القتال والملاحقة والمداهمات كانت تجعله يتنقل بين مكان وآخر وأصبح وصوله إلى الإنترنت محدودًا وأكثر صعوبة. لكن الكارثة وقعت عندما اضطر نبيل ذات يوم أن يغادر المكان الذي كان فيه عندما اقتحم النظام الحي وداهم المنازل. لم يستطع أحمد أن يصطحب حاسبه الشخصي ولا القرص الصلب الخارجي الذي يحوي الأفلام. وهكذا ضاع جزء هام من ذاكرة الثورة في هذا الحي الذي انخرط فيها منذ البداية وأذهل العالم بإبداعه وسلميته.

إن الاحتفاظ بنسخ احتياطية عن البيانات والملفات أمر على غاية من الأهمية. يجمع الخبراء على أن البيانات التي تحفظ على وسائط رقمية مثل القرص المدمج أو القرص الصلب أو القرص النقال لن تبقى إلى الأبد، وأنها ستختفي أو تعطل في يوم من الأيام، وهي مسألة وقت لا غير حتى لو لم تتعرض للسرقة أو التلف أو الضياع. في الظرف السوري الاستثنائي، تكون الأخطار مضاعفة، فقصة أحمد ليست الوحيدة، وطالما سمعنا عن قصص مشابهة.

لا يمكن الفصل بين موضوعي الاحتفاظ بالنسخ الاحتياطية للمعلومات وتأمين المعلومات من خلال التشفير مثلًا، وفي كل الأحوال فإن مسألة حفظ النسخ الاحتياطية من المعلومات يجب أن يتم وفق خطوات وأسس مدروسة والتي يمكن أن نلخصها بما يلي:

1. حصر وتنظيم البيانات

عليك أولًا إعداد قائمة بالملفات ذات الأهمية والتي تود الاحتفاظ بنسخ احتياطية لها بشكل آمن. جميعنا يحتفظ بوثائق هامة وبيانات ذات قيمة في أماكن مختلفة، منها ما يكون على القرص الصلب للجهاز، أو على الهاتف النقال، أو مخدم البريد الإلكتروني، ومنها ما هو ضمن مجموعات فيسبوك سرية أو على أقنية يوتيوب أو على خدمة الصور من بيكاسا. كل هذه الملفات والبيانات معرضة للضياع لأسباب مختلفة. إن ضياع قرص صلب مثلًا أو تلفه يعرض ما عليه للضياع، كذلك فإن اختراق حسابك على فيسبوك أو البريد الإلكتروني الخاص بك يعرض كل ما فيها للضياع، وكذلك فإن تلف حاسبك الشخصي أو تعرضه للبرمجيات الخبيثة سيودي بكثير من البيانات الهامة التي عليه. إن حصر بياناتك وملفاتك الهامة ووضع جدول بها وبمكانها ودرجة أهميتها هو الخطوة الأولى والصحيحة.

2. وضع استراتيجية لحفظ البيانات والملفات

كما أوضحنا فإن الملفات والبيانات التي في حوزتنا تتموضع في أماكن مختلفة، وعلينا أن نستخدم الجدول الذي وضعناه لتحديد كيفية الاحتفاظ بنسخ احتياطية لكل نوع من هذه البيانات والملفات. علينا أيضًا وضع برنامج زمني لإجراء النسخ الاحتياطي.

3. إجراء الحفظ الاحتياطي

علينا أن نحدد الطريقة التي نرغب باستخدامها لحفظ هذه البيانات والملفات لكل مجموعة أو نوع، وقد يكون هذا على وسيلة تخزين متنقلة خارجية أو على سيرفر بعيد. في العدد القادم سنتطرق للطرق المختلفة لاحتفاظ بنسخ احتياطية وفق نوع البيانات ومكان وجودها الأصلي.

4. تدارك حذف الملفات غير المقصود

نقوم أحيانًا بحذف بعض الملفات الهامة دون قصد ما يتسبب بضياع بيانات هامة. هناك برمجيات يمكن استخدامها لاستعادة الملفات المحذوفة بالرغم من أنها لا تنجح في ذلك دائمًا. برنامج أنديليت بلس هو واحد من هذه البرمجيات.

)نشرت هذه المادة بالتزامن في جريدة  «عنب بلدي» ومجلة «أوكسجين»(

مقالات متعلقة

  1. رحلة بنجامين ريتش إلى سوريا
  2. الحركات الفنية في سوريا بعد الثورة.. إبداع أم فوضى؟
  3. لجمع عشرة ملايين دولار.. "أبو فلة" يطلق حملة تبرعات جديدة للاجئين خلال الشتاء
  4. "يوتيوب" تفرض رقابة صارمة على القنوات "المشهورة"

إنترنت

المزيد من إنترنت