دونم واحد للاستثمار لكل متدرب
“عطاء” تُدرّب سكان المخيمات على الزراعة في ريف إدلب
عنب بلدي – خاص
“تعلمنا الزراعة ضمن البيوت البلاستيكية، والتي لم نكن نعتمد عليها في مدينتنا سابقًا”، يقول أدهم السح، النازح مع عائلته من مدينة اللطامنة في ريف حماة الشمالي، مبديًا رأيه في الدورة التدريبية، التي بدأتها جمعية “عطاء” للإغاثة والتنمية، مستهدفة بعض سكان المخيمات التي تُديرها في ريف إدلب.
جمعية “عطاء” منظمة مجتمع مدني رسمية غير ربحية، مسجلة في تركيا منذ آب 2013، وترعى عشرات المشاريع الإغاثية والتنموية في العديد من القطاعات الإغاثية، كما تدير من خلال مكاتبها داخل سوريا مخيمات للنازحين حتى اليوم، تحت مسمى “قرى سكنية”. |
بدأت الدورة التدريبية مطلع نيسان الجاري، وتستمر حتى أيار المقبل، مستهدفة الفئة “الأكثر ضعفًا” داخل مخيمي “عطاء1” و”عطاء7″، من أصل تسعة مخيمات تديرها الجمعية في منطقة أطمة، ويعتبرها أدهم “ضرورية” لتلافي صعوبة المعيشة، لكنه ينتظر الأرض لزراعتها والاستفادة منها “كما وُعدنا”.
حملت الدورة عنوان “الإدارة المتكاملة للزراعة المحمية”، ووفق المدرب حسام الفرج، فإن 32 متدربًا ومتدربة، يخضعون لدروس نظرية وتدريبات عملية، “ليصبحوا قادرين على تنفيذ مشاريعهم الخاصة بمفردهم”، إضافة إلى زيارات ميدانية لمزارع مجهزة بأنفاق وبيوت بلاستيكية.
ويشمل التدريب آليات اختيار الأصناف الزراعية وطريقة زراعتها، والعملية الأنسب لسقايتها، إضافة إلى التعامل مع الأسمدة والمبيدات، ويؤكد الفرج لعنب بلدي، أن مستويات المتدربين متفاوتة، “ما دعانا لتكثيف الجلسات العملية والميدانية”.
“اختير المدرب حسب الكفاءة والخبرة، بعد تقييمه في مشاريع مماثلة لسبل العيش، نفذتها عطاء في وقت سابق”، يقول عدنان عباس، مدير المشاريع في الجمعية، التي أمّنت المسلتزمات الزراعية والمعدات وشبكات التنقيط للمتدربين، الذين سيحصلون على مساحاتٍ للزراعة في أرض استثمرتها الجمعية مسبقًا.
عقب انتهاء التدريب تتيح الجمعية لكل مستفيد، مساحة دونمٍ واحد للزراعة، “لكن لمنع العشوائية سنعتمد على مبدأ الشراكات بين الأفراد، من خلال خطة عمل تضمن التشاركية، فلا يمكن للمتدربين تحمل تكاليف السقاية والري بشكل منفرد”، وفق ما يشرح عبّاس لعنب بلدي.
يهدف المشروع، وفق “عطاء”، إلى تمكين تلك الفئات ضمن المخيمات، ويؤكد مدير المشاريع أن النازحين “هم اختاروا مشروع الزراعة، باعتبارهم فلاحين بالأصل، لكنهم يحتاجون تمكينًا لخبراتهم في بعض الجزئيات، ما يُمكنهم من الحصول على قوت يومهم، وليس الاعتماد على السلل الإغاثية التي تمنحها المنظمات”.
يرى بعض المتدربين، الذين استطلعت عنب بلدي آراءهم، أن الزراعة المحمية داخل البيوت البلاستيكية، كانت النقطة “الأهم” خلال التدريب، ويقول النازح محمد الفرج، من مدينة كفرزيتا في ريف حماة، إنه ينتظر المعدات “بفارغ الصبر”، آملًا في الحصول على بيت بلاستيكي يزرعه ويكون مصدر رزقه، كأرضه التي كان يهتم بها في مدينته المنكوبة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :