د. أكرم خولاني
عادة ما تنمو الأسنان والأضراس دون أن تسبب أي ألم، ما لم تصب بالتسوس أو الخراجات، إلا أن أضراس العقل كثيرًا ما تسبب المشاكل والمضايقات لصاحبها لأسباب متعددة، ولذلك فإن بعض أطباء الأسنان ينصحون بخلع ضرس العقل تجنبا لألمه، إذ إن الآلام المتصلة بهذا الضرس أسوأ بكثير من ألم خلعه، علمًا أن آلام الأسنان هي من أشد أنواع الآلام التي يمكن أن يتعرض لها الإنسان في حياته، وتأتي في الدرجة الرابعة بعد ألم الصداع العنقودي وألم الولادة الطبيعية وألم القولنج الكلوي بسبب الحصيات.
ضرس العقل هو الضرس الثالث والأخير في ترتيب الأضراس في كل جهة من الفك العلوي والسفلي، أي أن كل إنسان يمتلك أربعة أضراس عقل، ويسمى بضرس العقل لأنه يظهر غالبًا في الفترة ما بين السابعة عشر والحادية والعشرين من العمر، وهي الفترة التي يبلغ فيها الإنسان سن العقل والرشد والحكمة، وفي حالات نادرة قد يظهر ضرس العقل في سن الشيخوخة.
حين يظهر ضرس العقل في مكانه السليم وبشكل طبيعي فمن المفترض ألا يثير ظهوره أي مشاكل أو ألم، وأحيانًا عند وجود مكان كاف في الفك قد يصبح ضرس العقل بديلًا لأحد الأضراس.
قد يشق ضرس العقل طريقه جزئيًا عبر اللثة، فيكون بزوغه غير كامل، ما يجعله مغطى بطبقة من اللثة، وأثناء المضغ يؤدي الإطباق إلى التهاب هذا الجزء من اللثة، كذلك قد تتجمع بقايا الطعام في هذا الجزء متسببة بحدوث التهابات اللثة وتسوس الضرس.
قد يبقى ضرس العقل منطمرًا ولا يبزغ عبر اللثة، وذلك نتيجة نموه إلى الجانب باتجاه عرضي، أو بسبب كون حجم الفك أصغر من المعتاد، فيعلق الضرس ويفشل في الظهور عبر اللثة، وهذا يتسبب بتضرر الأسنان المجاورة.
ما العلامات التي تنذر بأن ضرس العقل ليس بحالة طبيعية؟
- الإصابة بنوبات من الصداع على فترات متقطعة أثناء اليوم، خاصة في الليل.
- حدوث ألم دفين في الفك، وآلام في الأذن والرقبة معًا.
- الإحساس بصعوبة وثقل عند فتح الفم، وقد يصل الأمر إلى عدم القدرة على فتحه، فلا يستطيع حتى التثاؤب أو تحريك الشفاه، وكذلك عدم القدرة على مضغ الطعام بشكل جيد، وذلك بسبب ضغط أضراس العقل على العضلات المضغية الموازية لها ولقمّة الفك.
- الشعور بتنميل في الوجنة عند النوم على الجانب الذي يوجد فيه ضرس العقل المصاب، أو عند الاستناد بالوجنة على اليد.
- نشوء التهابات شديدة وانتفاخات في اللثة في مكان ضرس العقل، ما يتسبب بخروج رائحة كريهة من الفم.
- حدوث ألم عند لمس الضرس بالإصبع.
كيف يتم تشخيص المشكلات المتعلقة بضرس العقل؟
يقوم طبيب الأسنان بفحص الأسنان واللثة واكتشاف علامات ظهور الضرس، ويستخدم التصوير بالأشعة السينية (صورة بانورامية للفكين) للتأكد من شكل ضرس العقل وتشخيص ما إذا كان هو السبب في الألم أم يوجد سبب آخر.
كيف يمكن تسكين ألم ضرس العقل؟
- مضغ العلكة على الجانب الذي يوجد فيه الألم، فمضغ العلكة بمثابة مساج لمنطقة الألم، ما يسكنها مؤقتًا.
- الغرغرة بالماء الفاتر مع الملح (ملعقة صغيرة ملح في كأس ماء فاتر)، فهذه الغرغرة فعالة في علاج ألم ضرس العقل المتوسط دون الحاجة لاستخدام أي دواء مسكن.
- دهن مخدر موضعي مكان الألم، وهذا يعطي مفعولًا لمدة نصف ساعة تقريبًا.
- استخدام مسكن للألم كالباراسيتامول أو الأسبرين أو الإيبوبروفين.
- ويمكن وضع كمادات ثلجية على الخد من الخارج مما يؤدي لتنميل أعصاب الفم وتخفيف الألم مؤقتًا.
كيف يمكن علاج مشكلات ضرس العقل؟
بعض أطباء الأسنان يفضلون خلع ضرس العقل حتى لو لم يسبب أي إزعاج، لأن الآلام التي يمكن أن تنتج عن هذا الضرس أسوأ بكثير من ألم خلعه، لكن آخرين يرون أنه لا داعي للخلع إذا ظهر الضرس بشكل طبيعي طالما أنه لا يسبب أي ألم.
وبشكل عام فإنه يجب خلع ضرس العقل في حال تسوسه، أو بزوغه بشكل ملتو، أو بزوغه بشكل غير كامل وحدوث التهاب لثة فوقه، أو عندما يكون منطمرًا ومغروزًا بين عظم الفك والضرس المجاور، أو إذا كان يضغط على عصب الفك.
وتجرى العملية من قبل اختصاصي الجراحة الفكية تحت التخدير الموضعي، ولا يلجأ إلى التخدير.