“صوتي قوي بطبيعته. أنا أشبه بثور داخل محل زجاجيات. وكما تعلمون هو (الرئيس الأمريكي دونالد ترامب) يسمح لي بفعل ذلك”، بهذه الكلمات تصف نيكي هيلي، مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، مواقفها التي نقلتها إلى واجهة الأخبار في الأيام القليلة الماضية.
لا خبرة في الأمن القومي
تصدرت هيلي المندوبة الـ 29 لأمريكا في الأمم المتحدة، عناوين الأخبار، لا سيما عقب مواقفها المعارضة والمنددة لروسيا والنظام السوري، إثر الهجوم الكيماوي الذي نفذته قوات الأسد على مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي.
ورغم افتقار هيلي لخبرات سابقة في مجال الأمن القومي، كما يرى ثيادور شيلفر، الصحفي في شبكة “CNN” الأمريكية، تمكنت من الظهور في السياسة الخارجية والدفاع عن مواقف الرئيس دونالد ترامب.
وفي مقابلة معها قالت هيلي إنها قوية وصريحة بطبيعتها وتتخذ مواقفها دون رادع، مشيرةً إلى أن ترامب يدعمها في مواقفها.
وعلى خلاف شريكها في المواجهة مع موسكو، ريكس تيلرسون، وزير الخارجية الأمريكي، المعروف بصداقته للروس أيام كان رئيسًا تنفيذيًا لشركة “إكسون موبيل”، فلم تكن هيلي معروفة سابقًا على نطاق دولي، ولمع اسمها عقب الهجوم الكيماوي.
وشغلت هيلي منصب حاكمة لولاية ثاوث كارولاينا الأمريكية، ما بين عامي 2011 و2017، قبل تسلمها لمندوبة الأمم المتحدة، لتكون أول أنثى، وثاني حاكمة من أصل هندي أمريكي في الولاية.
الأسد.. مجرم حرب
وبالنسبة لمواقفها الدولية، اعتبرت هيلي أن اجتماع مجلس الأمن، الذي جرى مطلع الأسبوع الجاري، يعد “يومًا قويًا للولايات المتحدة.. ضعيفًا بالنسبة لروسيا.. جديدًا للصين، ويوم القيامة للأسد”.
وذلك ردًا على الفيتو الروسي في اجتماع جلسة الأمن حول القرار الأممي، الذي يطالب النظام السوري بالتعاون في التحقيق حول الهجوم الكيماوي على خان شيخون.
لكن موقف هيلي المعارض لروسيا يعود إلى ما قبل الهجوم الكيماوي، إذ اتهمت الروس بحماية الأسد رغم أنه “مجرم حرب”، لافتة أن بلادها تركز على هذا الجانب، وذلك في تصريح لها يسبق الهجوم بيومين.
واعتبرت أن الأسد يعامل شعبه بطريقة “مقززة”، لذا فإن السوريين “لا يريدونه أن يترشح للانتخابات المقبلة”.
الكيماوي يعيد الأسد إلى قائمة الأولويات
ورغم موقفها المندد والمعارض لوجود “الأسد”، يلاحظ تضارب في تصريحاتها، إذ قالت هيلي قبل ذلك في تاريخ 31 آذار إن “سياسة الولايات المتحدة في سوريا لم تعد تركز على إزاحة الرئيس بشار الأسد عن السلطة، بل ستعمل على حل سياسي طويل الأمد للنزاع السوري”.
ولكن عقب الضربة الأمريكية لمطار “شعيرات” في ريف حمص الشرقي، شدّدت هيلي على موقفها المعارض لوجود الأسد.
وقالت إن “الوضع تغير بعد ضربات الليلة الماضية، والأسد لن يتمتع بحماية بعد الآن”، وذلك في اليوم التالي للضربة الأمريكية، السبت 8 نيسان.
ورغم التناقض في مواقفها، إلا أن النزعة المعارضة للأسد وروسيا تتجلى في تصريحاتها الأخيرة في جلسات مجلس الأمن.
سياسة هجرة “صارمة”
أما ما يخص مواقف هيلي داخليًا، فيوجد لديها سياسة صارمة تجاه مسألة “الهجرة”، رغم انحدارها من عائلة هندية- أمريكية مهاجرة، إذ هاجرت عائلتها في تاريخ 1969 إلى الولايات المتحدة.
وكان والدها أجينت سينغ راندهاوا استاذًا جامعيًا في جامعة “بونجاب الزراعية”، وهاجر إلى كندا أولًا بعد تلقيه منحة من جامعة “بريتش كولمبيا”، ولاحقًا انتقل إلى الولايات.
وفي تصريح سابق لها، أشارت هيلي إلى ضرورة تعزيز قوانين الهجرة في أمريكا، كونها ابنة مهاجرين، على حد قولها.
وصوتت لصالح القوانين التي تطالب أرباب العمل حمل وثائق تؤكد أن الموظفين الجدد من المهاجرين، هم بالأصل مقيمون شرعيون، وذلك في شهر حزيران عام 2011.
تدلّع بـ “الفتاة الصغيرة”
الاسم الأصلي لهيلي هو نيمارتا راندهاوا، من مواليد بيمبرغ في ولاية ثاوث كارولاينا الأمريكية عام 1972، من عائلة هندية من السيخ، وكانت تدعى نيكي، ومعناه “الفتاة الصغيرة”.
وعملت هيلي منذ صغرها في محل والدتها للأبسة النسائية، وهي بعمر 12 عامًا، ما يقال إنه ساعد على تكوين شخصيتها “الحادة” حاليًا.
وتخرجت هيلي لاحقًا من جامعة “كلمسون” الأمريكية، من قسم علوم المحاسبة في عام 1989.