ألف يوم..
عنب بلدي – العدد 95 – الأحد 15/12/2013
بعد مرور ألف يوم على الثورة السورية، لا يمكننا إنكار نجاح الأسد في حرفها عن مسارها، وتحويلها من حراك سلمي وطني، إلى قتال عسكري شرس، تتدخل فيه دول وتنظيمات إقليمية.
إذ أصرّ الأسد على اتهام الثوار ومنذ الأيام الأولى على انطلاق الثورة بحمل السلاح، ودخول التنظيمات العربية والأجنبية لتخريب البلاد، وراح يحرض المدنيين ويضغط عليهم بانتهاكاته المتكررة ومجازره بحقهم، حتى اضطروا للمقاومة لا مفر، لنصل اليوم إلى الصورة التي كان يتبناها إعلامه الرسمي قبل سنتين و تسعة أشهر.
وبعد أن خرجت مناطق واسعة من قبضة الأسد، غابت اليوم صور الحراك الشعبي المنظم الذي بدأت به هذه المناطق، وتبدلّت المظاهرات المطالبة بإسقاط الديكتاتور، إلى مظاهرات تطالب بإيقاف التضييق على حريات المدنيين، والإفراج عن المخطوفين والصحفيين.
أما شعار «الشعب السوري ما بينذل» فلم يعد يلقَ صدىً في نفوس السوريين اليوم، لأن انعدام مقومات الحياة الأساسية لديهم، وتخاذل دول الجوار عن مدّ يد العون لهم، جعلتهم يتشربون الذل ألوانًا، في سبيل الحصول على لقمة العيش ومسكنٍ يؤيهم من بردٍ أو حرّ، وصار مشهدُ تهافتهم على الجمعيات ومفوضيات الأمم المتحدة مألوفًا رغم الحرقة التي يخلفها في صدورهم.
ثم إن المجازر الكبيرة التي ترتكب بحق المدنيين -وآخرها ما حصل في حلب اليوم- تجعل باجتماعها مع العوامل السابقة نسبة كبيرة من السوريين يرتدون عن الثورة ويكفرون بها؛ لذلك فإن تصحيح مسار الثورة بات اليوم مطلبًا أساسيًا للحيلولة دون توقفها.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :