لماذا دعمت بوليفيا الأسد في مجلس الأمن؟
برز اسم دولة بوليفيا في وسائل الإعلام العربية والعالمية، خلال الأسبوع الماضي، بسبب وقوفها إلى جانب النظام السوري في مجلس الأمن.
موقفان للمندوب البوليفي، ساشا سيرغو، الأول كان خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن، الجمعة 7 نيسان، دعت إليها بلاده إلى جانب روسيا لمناقشة الضربة الأمريكية على قاعدة “الشعيرات” الجوية في سوريا.
سيرغو وصف تصرفات الولايات المتحدة في سوريا بـ “الانتهاكات الصارخة لميثاق الأمم المتحدة”، محذرًا من تهديد الغارات الأمريكية للعملية السياسية الجارية في جنيف وأستانة.
واعتبر المندوب البوليفي أن الأسلحة الكيماوية ليست إلا ذريعة للتدخل العسكري الأمريكي في سوريا، كما حصل في العراق 2003.
ورفع سيرغو صورة وزير الخارجية الأمريكية آنذاك، كولن باول، الذي برر العدوان الأمريكي على العراق أمام أعضاء مجلس الأمن في 2003.
الموقف الثاني لبوليفيا كان خلال جلسة مجلس الأمن، أمس الأربعاء 12 نيسان، للتصويت على مشروع قرار أممي يطالب النظام السوري بالتعاون في التحقيق حول الهجوم الكيماوي في خان شيخون في إدلب 4 نيسان.
ورفضت بوليفيا القرار إلى جانب روسيا التي استخدمت حق النقض (الفيتو)، بينما لاقى دعم عشر دول من بينها مصر، وامتنعت ثلاث دول أعضاء عن التصويت وهي الصين (العضو الدائم) وإثيوبيا وكازاخستان.
من هي بوليفيا؟
تقع بوليفيا وسط أمريكا الجنوبية، وعاصمتها لاباز، وتعتبر خامس أكبر دولة مساحة في أمريكا الجنوبية بعد البرازيل والأرجنتين والبيرو وكولومبيا.
ويرجع تسميتها إلى الجنرال، سيمون بوليفار، الذي سعى لتحرير أراضي أمريكا الجنوبية من سيطرة الاستعمار الإسباني، واستقلت عنه في 6 آب 1825.
وتنازلت الدولة عن مساحات واسعة من أراضيها لكل من تشيلي والبرازيل والبارغواي بعد معارك معها في بداية تسعينيات القرن الماضي.
ويزيد عدد سكان الدولة عن 10 ملايين نسمة بحسب تقديرات في 2013، وتتخذ ثلاث لغات رسمية هي الإسبانية والكيشوا والإيمارا، و90% من سكانها هم كاثوليك.
وانضمت بوليفيا إلى الأمم المتحدة في تشرين الثاني 1945.
العلاقات مع روسيا ودعم للأسد
دعم بوليفيا للنظام السوري يأتي نتيجة العلاقات السياسية والاقتصادية المتقاربة مع روسيا الداعم الرئيسي للأسد.
كما تأتي تصريحات المندوب البوليفي ضد التدخل الأمريكي في سوريا، نتيجة توتر العلاقات منذ سنين بسبب اتهام أمريكا لبوليفيا بترويج تجارة المخدرات، إلى جانب اتهام أمريكا بالتدخل في شؤون بوليفيا الداخلية والهيمنة على السلطة هناك.
وزاد توتر العلاقلات مع وصول إيفو موراليس إلى الرئاسة في 2005، وأعيد انتخابه في 2014.
موراليس يصفه البعض بالمناضل ضد “الرأسمالية العالمية” و”الأمبريالية الأمريكية”، في حين تعدّه أمريكا “رجلًا خطيرًا على الديمقراطية”.
وكان موراليس قال، في مقابلة مع قناة الجزيرة في 2005، “نحن ندعو إلى الحوار مع أمريكا، لكننا في الوقت ذاته لن نقبل بعلاقات ثنائية أو متعددة الأطراف، إذا كانت مشروطة أو مبنية على الابتزاز أو التبعية”.
العلاقات المتوترة مع أمريكا دفعت بوليفيا إلى التوجه نحو تعزيز العلاقات مع موسكو، وتبني مواقفها في المحافل الدولية، وآخرها كان الدفاع عن بشار الأسد ورفض الضربة الأمريكية.
وبدأت العلاقات الدبلوماسية الروسية- البوليفية في 1969، في حين بدأت العلاقات الاقتصادية في 2002.
وفي 2016 وقع وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، مع نظيره البوليفي، ريمي فيريرا، اتفاقية لتعزيز التعاون العسكري بين البلدين.
الموقف البوليفي في مجلس الأمن لم يكن مفاجئًا بالنسبة لكثيرين بسبب الموقف المسبق من أمريكا، كما أن رفضها لمشروع القرار حول سوريا لا يضر بنتيجة التصويت كونها لا تمتلك حق النقض، ولكنّه مثّل دعمًا للحليف الروسي الذي بقي وحيدًا في مجلس الأمن، بعد امتناع الحليف الصيني عن التصويت.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :