قال رجل الدين الشيعي البارز وزعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، إنه طلب من رئيس النظام السوري، بشار الأسد، التنحي حتى لا يلقى مصير الزعيم الليبي السابق، معمر القذافي.
وكان الصدر دعا في بيان، صدر السبت 8 نيسان، الأسد إلى التنحي عن الحكم “حبًا بسوريا الحبيبة، ليجنبها ويلات الحروب وسيطرة الإرهابيين”.
وجاء التصريح الجديد اليوم ردًا على رسالة أحد أنصاره التي سأله فيها عن واقع المطالبة بالتنحي في ظل تصاعد واحتدام الصراعات في المنطقة، في الوقت الذي تشكل فيه سوريا جزءًا من “محور الممانعة”.
وأكّد “إنما طالبته (الأسد) بالتنحي حفاظًا على سمعة الممانعة لكي لا يكون مصيره كالقذافي وغيره والعياذ بالله”، بحسب ما نقلت وكالة “فرنس برس”.
وقتل القذافي بعد دقائق من أسره من قبل معارضين، في تشرين الأول 2011، إثر الثورة المشتعلة ضده، وعرضت صورٌ لجثته الملطخة بالدماء.
وأضاف الصدر “ثم إن هناك أكثر من نقطة يجب عدم إغفالها، الأولى، لم أطالب بتنحي بشار فحسب بل طالبت قبل ذلك بإقالة عبد ربه (منصور)، وحاكم البحرين (حمد بن عيسى ال خليفة)، كونهما لا زالا يقمعان شعبهما بحجة الشرعية بأساليب إرهابية ولا إنسانية”.
ودعا “العالم إلى إنقاذ الشعب اليمني والبحريني والسوري، وإلا ستصل الأمور إلى ما لا يحمد عقباه”.
وشدّد الصدر على أن “تنحي بشار وعدمه أمر راجع للشعب السوري المحب للسلام، إلا اني أجد ذلك حلًا مناسبًا لإنهاء معاناة الشعب الذي لازال يعاني ظلم الاحتلال والإرهاب. والشعب السوري لا يستحق إلا الأمان والسلام والرفاهية”.
واعتبر الزعيم الشيعي في بيانه الأول أن استقالة الأسد تعطى زمام الأمر إلى “جهات شعبية نافذة، تستطيع الوقوف ضد الإرهاب، لإنقاذ الأراضي السورية بأسرع وقت”.
ولم يكتفِ رجل الدين بمطالبة الأسد بالتنحي، بل دعا الولايات المتحدة الأمريكية بـ “كف أذاها”، مضيفًا “كما أن ذلك مطلوب من روسيا والفصائل الأخرى”.
وكان بشار الأسد قلّد مقتدى الصدر “وسام الجمهورية”، وهو أرفع الأوسمة في سوريا، في أيلول 2012، وسلّمه نيابة عنه وكيل وزارة الأوقاف في حكومة النظام نبيل سليمان.
وأعلن الصدر تأييده للنظام السوري مع مطلع الاحتجاجات ضده عام 2011، لكنه عرف بتصريحاته المقلّة بخصوص الأوضاع في سوريا، ووصف بمعارضته كافة أنواع التدخل العسكري فيها.
وتأتي تصريحات الزعيم الشيعي عقب ضربة أمريكية صاروخية استهدفت قاعدة للنظام السوري في حمص، الجمعة 7 نيسان، كإجراء عقابي ردًا على الهجوم الكيماوي على مدينة خان شيخون جنوب إدلب.
يقود مقتدى الصدر (44 عامًا) أكبر تيار شيعي في العراق، خلفًا لوالده محمد صادق الصدر، وينتشر تياره بشكل واسع جنوب ووسط العراق، وشكل دراعًا عسكريًا لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” عام 2014، تحت مسمى “سرايا السلام”.