السورية للطيران، انخفاض في الأمان وارتفاع في الأسعار
عنب بلدي – العدد 95 – الأحد 15/12/2013
طالت أشهر الأزمة، وأحلام السوريين بانتهائها تبخرت عند كثيرين ليحملوا مكانها أحلامًا جديدة بالسفر والهجرة نحو أيّ وجهة كانت، لجوءً أو إقامة. إلا أن انتقال المواطن السوري لم يعد بالأمر اليسير، فالخيارات أمامه محدودة جدًا، في حين أن الأسعار أصبحت مفتوحة بشكل واسع، وأيّ خطوة ينوي القيام بها ستكلفه عشرة أضعاف ما كانت تكلفه قبل الأزمة، حتى لو قرر السفر من المطارات السورية وعبر الخطوط الجوية المحلية.
فمع اتخاذ قرار السفر يجد السوري المغادر من العاصمة دمشق نفسه أمام خيارين: إما المجازفة والسفر عبر مطار دمشق الدولي الذي يشهد محيطه اشتباكاتٍ متقطعة، أو اتخاذ الطريق الأكثر أمنًا من خلال التوجه إلى مطار بيروت الدولي.
فرغم الأخطار الكبيرة التي تنطوي على عبور الاوتوستراد المؤدي إلى مطار دمشق الدولي، يجازف عددٌ كبيرة من السوريين من أصحاب الدخل المحدود بالسفر عبره. فمنذ نحو عام، والمعارك مندلعة من دون توقف في القرى والبلدات المتناثرة على جانبي طريق المطار. وخلال هذه الفترة، شهد الطريق انقطاعًا تامًا لفترات قصيرة، كان أطولها أسبوعين متواصلين توقفت خلالهما حركة المطار تمامًا، عمالًا ومسافرين.
ولا تقتصر المخاطر على الطريق المؤدي إلى المطار، بل تصل في بعض الأحيان إلى داخله؛ فقد سُجّل سقوط عددٍ من قذائف الهاون أصابت مبنى المطار وأدت إلى إصابات طفيفة بين العاملين والمسافرين وطالت بعض المدارج، وفي محاولة من إدارة المطار إلى تقليل الخطر على موظفيها قامت بطرح نظام المبيت، إذ يبيت الموظفون مدة 24 ساعة في المطار، ثم يحصلون على إجازة لمدة يومين وهكذا دواليك.
لم يقتصر المبيت على الموظفين، فقد يضطر المسافرون في بعض الأحيان للمبيت أيضًا، وهذا ما حصل مع «فائز» الذي عاد من القاهرة عبر مطار دمشق ولكن مع اندلاع اشتباكات على الأوتوستراد تأخر خروجه من المطار عدة ساعات ما دفعه إلى المبيت ليلة كاملة في قاعة المسافرين لانعدام المواصلات المتجهة إلى قلب العاصمة.
في مطار دمشق، يمكن القول بأنّ «السورية للطيران» هي سيدة المشهد بامتياز، فطائراتها هي الوحيدة التي تقلع وتهبط بعد مقاطعة الشركات العربية والأجنبية مطار دمشق لأسباب سياسية أو أمنية، في حين تراجع دور هذه الشركة في المطارات الدولية الأخرى، إذ تقلصت رحلاتها وانحصرت وجهاتها اليوم بـ 15 وجهة هي «موسكو، دول الخليج، بيروت، عمان، طهران، مصر، الجزائر»، من أصل 42 وجهة كانت تغطيها في مختلف دول العالم.
وفي الوقت الذي تتحدث فيه الشركة عن زيادة محدودة على أسعارها لا تتجاوز الـ 30%، تشهد الأسواق ارتفاعات يومية على أسعار التذاكر، حتى أصبحت الوجهات القريبة كعمان والقاهرة تكلف المسافر مبلغًا يفوق الخمسين ألف ليرة، وهي وجهات كانت قبيل الأزمة لا تتجاوز تكلفتها الـ 15 ألف ليرة.
ومهما ارتفعت تكلفة السفر الجوية، فهي في الوقت الحالي تشكل الخيار الأكثر أمانًا حتى بالنسبة إلى من يرغب في السفر إلى الأردن، فمخاطر الطريق برًا لم تعد مقبولة بالنسبة إلى الكثيرين، إضافة للارتفاع الحاد في أجور السيارات الخاصة المتجهة إلى المطار، إذ بلغت تكلفتها في الآونة الأخيرة أكثر من عشرين ألف ليرة، وذلك إثر مرورها بطريق أطول عبر مدينة السويداء لدواعٍ أمنية.
يذكر أن وزارة الخزانة الأمريكية كانت قد أضافت في 16 أيار من هذا العام مؤسسة الطيران السورية إلى قائمة الشركات والأشخاص السوريين الخاضعين للعقوبات الأمريكية، كما تم حجبها من على شبكة «Sita aero» المسؤولة عن حجز وإصدار التذاكر الالكترونية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :