تأخذ “الصداقة” بين ريكس تيلرسون، وزير الخارجية الأمريكي، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، منحىً مختلفًا عندما تتعلق بـ “مواقف الدول”، فالمصالح الاقتصادية بين الصديقين يبدو أنها تتلاشى أمام السياسة.
الوزير الجديد للخارجية الأمريكية لم يبالِ بـ “وسام الصداقة” الذي منحه إياه بوتين، في 2013، لينقلب عليه سياسيًا، طارحًا ضغوطًا سياسية وعسكرية على حليفه بشار الأسد.
وطالب تيلرسون بوتين بالاختيار بين الأسد وإيران وحزب الله من جهة، وبين واشنطن من جهة أخرى.
حظي الستيني، مطلع شباط الفائت، بتأييد 56 عضوًا في مجلس الشيوخ مقابل 43، ليتسلم الخارجية الأمريكية، بعد مخاوف وتحسبات أمريكية من تسليمه الحقيقة، نظرًا لعلاقته الوثيقة ببوتين.
توالت تصريحات الوزير ولمع اسمه عقب الضربة الأمريكية، التي استهدفت قاعدة جوية للنظام السوري في مدينة حمص، وأخذت مسارًا واحدًا يحذّر فيه روسيا من البقاء في صفّ الأسد، إضافةً إلى تصريحات تعلقت بالأسد وعائلته شخصيًا “من الواضح أن عهد أسرة الأسد في سوريا تقترب من نهايتها”.
وهدّد في أكثر من مناسبة بالردّ على الأسد في حال شنّ هجومًا كيماويًا جديدًا، أو استخدم أسلحة تقليدية ضدّ المدنيين.
واتهم موسكو بأنها “متواطئة ولم تكن قادرة على الوفاء ببنود هذا الاتفاق”.
خلال جلسة لمجلس الشيوخ قبل تقلده منصبه، قال تيلرسون إن الغرب لديه مبررات للقلق من العدوان الروسي، إلا أنه لم يشر إلى شخص الرئيس بوتين، إذ يحيّده من تصريحاته، ويحاول أن يعمم الملف الروسي في سوريا بصورة عامة لا شخصية.
وكان ابن ولاية تكساس و”الاقتصادي النفطي” أثار جدلًا واسعًا في أمريكا، وخاصة خلال الفترة التي عمل فيها مديرًا لشركة “إكسون موبيل”، إذ عقد صفقات مع شركة “روسنفت” الروسية الحكومية.
وذكرت عدة تقارير اقتصادية نشرتها وسائل إعلام أمريكية أن المشروع الاقتصادي الأوروبي الذي تسلّمه أجرى عدة تعاملات تجارية مع إيران، روسيا، السودان، رغم وجود هذه الدول تحت قائمة العقوبات الأمريكية.
بعد توليه منصبه السياسي “الرفيع”، أعلن تيلرسون أنه يشاطر دونالد ترامب رؤيته “لاستعادة مصداقية العلاقات الخارجية للولايات المتحدة، وتعزيز الأمن القومي للبلاد”.
ليرد عليه ترامب مثنيًا “تيلرسون واحد من أبرع مبرمي الصفقات في العالم، وسيساعد في تغيير مسار سنوات من السياسة الخارجية الخاطئة، والأفعال التي أضعفت أمريكا (…) المسار الوظيفي لريكس تيلرسون يجسد الحلم الأمريكي”.
يصل اليوم تيلرسون إلى روسيا في زيارة يلتقي فيها نظيره، سيرغي لافروف، إلا أنه لن يقابل صديقه الرئيس فلاديمير بوتين، فـ “هناك مرحلة سياسية جديدة قد بدأت”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :