دوراتٌ تدريبية خرّجت أكثر من 500 مستفيد
“سبيلي” تطرق باب الاختصاصات “المفقودة” في الغوطة
عنب بلدي – الغوطة الشرقية
لم يكن علاء أبو حسن، الذي يعمل محاسبًا في إحدى مؤسسات الغوطة الشرقية، مطلعًا على كامل أساسيات عمله، إلى أن تخرّج من دورة محاسبة الشركات، التي تنظمها مؤسسة “سبيلي” للتدريب والدراسات، بعد دورات أخرى، كانت “مهمة” لتطوير حياته المهنية.
تأسست “سبيلي” مطلع عام 2016، وتقول إدارتها إنها عملت على نشر العلم بأقل التكلفة، وإيصاله لكافة شرائح المجتمع في ظل الحرب والحصار.
وخرّجت المؤسسة منذ بدء الدورات التدريبية، أكثر من 500 طالب، كما يعمل فيها اختصاصيون بعضهم متطوعون. |
أبو حسن واحدٌ من قرابة مئة متدرب، تخرجوا من دوراتٍ في مجالات مختلفة، رعتها مؤسسة “سبيلي” على مدار الأسابيع الماضية، وكرّمت المتخرجين داخل مكتبة “بيت الحكمة” في مدينة دوما، الأحد 2 نيسان الجاري.
“استفدت كثيرًا وخاصة في المجال التطبيقي، كطريقة ضبط وتقسيم الحسابات، ما يمنحني العمل بسرعة ودقة، ويعطي مردودًا أكبر بمجهود أقل”، يقول المتخرج في حديثٍ إلى عنب بلدي، مؤكدًا أنه تعرّف على طريقة “الربط بين الشركاء في مؤسسة معينة، وعلاقتهم مع بعضهم”.
حصل أبو حسن وأقرانه على شهادات تخرج من المؤسسة، ويشير علاء الدين كيكي، المتخرج من دورة تصميم “الفوتوشوب”، إلى أنه تعلم أساسيات البرنامج خلال 15 جلسة جرت على مدار أكثر من شهرين، لافتًا “سأستخدم ما تعلمته لتطوير عملي في الطباعة”.
ويرى عبدالله وسام، من أهالي الغوطة، والذي حضر حفل التكريم، أن مؤسسة “سبيلي”، كان لها دورٌ “كبير” في رفد مجتمع الغوطة في الأيام الماضية، واصفًا لعنب بلدي الحفل بأنه “ثمرة صغيرة من إنجازات نتطلع لأن تتحقق عن طريق المؤسسة”.
أكثر من مئة متخرج
كرّمت المؤسسة خلال الحفل بعض الأساتذة، وأكثر من مئة طالب متخرج، في مجالات متنوعة كالمحاسبة واللغات والحاسوب والبرامج الاختصاصية وبرامج التصميم الإعلامي، ويقول مديرها سهيل دقماق، إن التكريم يرفع معنويات الطلاب، مقدرًا عدد الحضور بحوالي 120 شخصًا.
تعمل المؤسسة على “إزاحة العامل المادي من سلم الأولويات، واستبداله بجودة التعليم ومحتوى الدورات، للتأكد من نجاح الطالب وتحقيق الهدف منها”، وفق دقماق، الذي يعتبر أن نقطة القوة في المؤسسة “أساسها الكوادر والاختصاصيون العاملون فيها”.
وتعمل “سبيلي” على الاختصاصات “المفقودة” داخل الغوطة واللازمة للكوادر، “باعتبارها أساسية لرفد سوق العمل كونها مفيدة لمستقبل الغوطة”، وفق تعبير مديرها.
وتنظم المؤسسة دورات في مجالات مختلفة، ومنها الصناعي، إذ توفر دورات في مجال الأتمتة والتحكم (PLC)، والإلكترون وتصميم الدارات، إضافة إلى برمجة المعالجات والطاقة البديلة والرسم الهندسي(الأوتوكاد).
ويستفيد الطلاب من دورات اللغات والمحادثة الإنكليزية التي توفرها المؤسسة، التي تُدرب بعض الطلاب على اللغة اليابانية، ويعزو دقماق السبب لأنها “قد تفتح المجال أمام المجتمع لاستقطاب خبرات الشعب الياباني مستقبلًا، في إعادة الإعمار على سبيل المثال”.
كما تبحث المؤسسة عن الكوادر أصحاب الخبرات، لتحفزهم على تنظيم دورات خاصة بهم، بمساعدة كوادرها، ويلفت مديرها “كثيرون لديهم المعلومات، ولكنهم لا يملكون الخبرة لعرضها على الآخرين، لذلك ندربهم على ذلك”.
مشاريع حالية ومستقبلية
تُدرّب المؤسسة حاليًا 20 إعلاميًا، ضمن دبلوم ريادة الصحافة والإعلام ، ووفق مديرها، فإنها تأمل في إحداث تغيير بإعلام الثورة بعد تخرجهم، “ليكون أكثر حرفية”.
وتعمل إدارتها على مشاريع أخرى، بعيدًا عن التدريب والتأهيل، إذ بدأت خطواتها الأولى لإعداد مركز دراسات، مستفيدة من المختصين في مكتب الشؤون العلمية التابع لها، ويؤكد دقماق، أنها تُجهز لمشروع مركز تكنولوجيا لليافعين والشباب، ومكتب للتوظيف في الغوطة.
وتقول إدارة المؤسسة، إنها تسعى إلى العناية بالكوادر، “التي هي نقطة القوة في المنطقة المحاصرة، وربما نقل التجربة إلى مناطق محاصرة أخرى”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :