“غصن زيتون” تُدير مراكزَ للتعليم الذاتي في درعا والقنيطرة
عنب بلدي – خاص
تستيقظ الطفلة حلا (8 سنوات) بنشاط صباح كل يوم داخل داخل خيمتها، متلهفة للذهاب إلى المركز التعليمي، كما تقول عائلتها، ومثلها الطفل لؤي (11 عامًا)، الذي يستفيد بدوره من مراكز التعليم الذاتي، التي تديرها منظمة “غصن زيتون” في كلٍ من درعا والقنيطرة.
خمسُ مراكز جديدة افتتحتها منظمة “غصن زيتون” في القنيطرة، الاثنين 3 نيسان الجاري، أضيفت إلى 11 مركزًا، ضمن مشروع التعليم الذاتي، الذي بدأته المنظمة في 19 تشرين الثاني من العام الماضي، وسبقه فترة تجهيز قاربت الستة أشهر، وفق إدارة “غصن زيتون”.
نشأت “غصن زيتون” كمنظمة إنسانية في ظل الثورة، وتُعنى بجوانب عدة أبرزها حماية الطفل وتعليمه وترفيهه، منذ أن تأسست بجهود تطوعية من قبل شباب مثقفين، ساعين للنهوض بالواقع التعليمي للطفل في حوران، وفق إدارتها.
وتدير المنظمة 14 روضة أطفال، وستة مراكز ثقافية وسبعة للدعم النفسي، إضافة إلى 22 خيمة تعليمية وأربع حافلات تعليمية ترفيهية، كما تضم فرقًا متنوعة، منها خمسة للتوعية، وثمانية جوالة للدعم النفسي والتوعية المجتمعية. |
“في الحقيقة هناك مشاريع ترفيهية كثيرة، إلا أن التعليم الذاتي أنجحها”، يقول ذوو الطفلة حلا، باعتباره أعاد الأطفال إلى جو التعليم.
بينما ترى عائلة الطفل لؤي، أن اقتصار برنامج التعليم على المواد الأساسية “ساعد في إنجاح المشروع”، مؤكدة أن “وجود المراكز داخل المخيمات، ساهم بتغيير نظرة المجتمع عن الذين يعيشون فيها”.
مئات الطلاب يتوافدون إلى المراكز
تعمل المنظمة ضمن محافظتي درعا والقنيطرة، لتغطية غياب التعليم في تلك المناطق، وفق المنسق الإعلامي لـ”غصن زيتون”، أيهم الغريب، ويقول إن المرحلة الأولى التي تضمنت 11 مركزًا في كل من المحافظتين، “حققت نجاحًا ما أوجب تعميم فائدتها من خلال المراكز الجديدة”.
خططت إدارة المنظمة لاستيعاب ألفي طالب وتلميذ (6 – 16 عامًا)، في المرحلة الأولى، ممن انقطعوا عن الدراسة لفترة تزيد عن شهرين، إلا أن أعداد المستفيدين وصل بعد افتتاح المراكز إلى 2500 شخص، وفق الغريب.
وبلغت أعداد المسجلين لدى المنظمة في المراكز الجديدة، 600 طالب وتلميذ، حتى السبت 8 نيسان، ويؤكد منسق المنظمة أن التسجيل مفتوح أمام الجميع، “حتى الوصول إلى جميع المستهدفين في المنطقة”، لافتًا إلى خطة توسعة “تضمن وصول المراكز كاملة إلى 24 مركزًا، وبخطة لاستيعاب سبعة آلاف طالب وتلميذ”.
جميع المستفيدين يخضعون لعمليات سبر شفوية وكتابية، بالتنسيق مع ذويهم، لتحديد السوية الحقيقية والوضع الدراسي لكل طفل، ويوضح الغريب أن “كل مرحلة من مراحل التعليم مدتها ثلاثة أشهر، ويحق للطفل الذي يتجاوز المرحلة وفق التعليمات المحددة، الانتقال إلى التي تليها للوصول إلى الصف التاسع في النهاية”.
جميع الخطوات السابقة، تمهد لها المنظمة بحملة تعريفية بالمشروع وكوادره، “بقصد توضيح الغاية منه وتهيئة الناس وتشكيل حاضنة شعبية حقيقية في المنطقة المستهدفة”.
أربع مواد أساسية في المنهاج
أُعدّ منهاج التعليم الذاتي الذي توفره المنظمة، من قبل الأمم المتحدة، بينما تُتابع كوادر “غصن زيتون” الأطفال في منازلهم، بالتنسيق مع إدارات المراكز، ويرى الغريب أن تلك الخطوة “تساهم في تلافي العقبات التي تواجه الطلاب”.
يُركز المنهاج على أربع مواد أساسية: الرياضيات، اللغة العربية، العلوم، اللغة الإنكليزية، ويحصل الطلاب والتلاميذ على حقائب مدرسية مجانية ضمن المشروع، بينما يشير منسق المنظمة إلى أن 70 شخصًا تتنوع مهامهم بين التدريس والتوجيه والمتابعة والتقييم، إضافة إلى بعض الكوادر الإدارية، جميعها تعمل ضمن المشروع.
وترعى “غصن زيتون” أنشطة مختلفة ضمن المشروع، وأساسها جلسات تدريبية للطلاب على كيفية استخدام مواد التعليم الذاتي، والمتابعة الفردية والجماعية مع المستفيدين، إضافة إلى جلسات توعية وتدريب لذويهم، والتأهيل الدوري لكوادر المشروع.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :