التواصل مع الأطفال وأهميته خلال الظروف الصعبة

  • 2017/04/09
  • 3:22 م
تعبيرية (إنترنت)

تهاني مهدي

الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، خلقه الله تعالى ليعيش في جماعات يأخذ منها ويعطيها، وليس ذلك لمجرد فطرة خلقها الله فيه، بل لأن هناك العديد من المهارات التي لا يمكن أن يتعلمها أو يعلمها بدون التواصل.

وقد لا يغفل عنا ما يحدث للإنسان، عندما يترك للعيش وحيدًا، من أضرار على صحته النفسية والجسدية، فوجود العلاقات بين الناس وجد لإسعادهم وراحتهم وليس لتعاستهم.

قال تعالى “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم”، وقال النبي محمد “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه”.

وفي خطوة لمساعدة الأطفال والتخفيف عنهم في هذه الظروف الصعبة، من المهم الحديث عن مهارات التواصل وأهميتها في سعينا للوصول إلى الهدف المطلوب، سيما وأن قدرتنا على تغيير الوقائع من حولنا محدودة أو شبه معدومة.

فقد يكون كل ما يحتاج إليه الطفل من الراشدين هو أن يصغوا له، فالإصغاء والفهم المتبادل وتشجيعه على التحدث بحرية كفيل بإعطاء الطفل الأمان الذي يفتقده في هذه الظروف، ويشعره تدريجيًا بقدرته على التأقلم مع الأوضاع الصعبة ومواجهتها، فيكفّ عن الشعور بالوحدة، وبثقل الأعباء التي يحملها.

وتجدر الإشارة إلى أنه على الذين يقومون بتقديم الدعم أن يقوموا ببعض الأمور البسيطة والمهمة:

  • تقبل مشاعر الطفل واحترامها.
  • تسمية مشاعر الأطفال بدلًا من تجاهلها. فبدلًا من أن تقول له “الرجال لا تبكي”، يجب أن نستبدلها بعبارة مثل “إذن أنت حزين وتبكي من أجل كذا…”.
  • الابتعاد عن أسلوب المحاضرات والنصح.

إلا أن الإصغاء للأطفال قد يكون أحيانًا صعبًا ومشوشًا، ففي بعض الأحيان يكون الطفل مضطربًا، أو أنه لا يعرف كيف يعبر، وعلى هذا فإن على المنصت معرفة جوهر تلك المشاعر وتحديد ما يريد أن يعبر عنه الطفل، فالشخص الذي يستمع جيدًا ويفهم جيدًا ينجح في نقل تفهمه لهذه المشاعر إلى الطفل.

أنواع التواصل المختلفة وأهميتها:

يختلف الأطفال فيما بينهم بأساليبهم في التعبير عن مشاعرهم، فعلى الرغم من أهمية المحادثة في التنفيس وتكوين الثقة والقدرة عند الطفل، إلا أن الأطفال يحتاجون إلى فرص أخرى تتاح أمامهم لاستعادة صحتهم النفسية، وكل منهم يختار الطريقة التي تناسبه.

وتتلخص أنواع مهارات التواصل في أي مهارة تمكّن الإنسان من التفاعل مع الآخرين وتوصيل رسالته بشكل واضح ومفهوم.

وتنقسم إلى:

تواصل لفظي: أي تواصل منطوق، ولا قيمة له ما لم يندمج مع أساليب التواصل غير اللفظي. فمثلًا: لا قيمة للكلام إذا كانت نبرة الصوت لا تتماشى مع مضمون القول.

التواصل غير اللفظي: وهو عملية توصيل للفكرة بأساليب عديدة غير منطوقة كـ:

– نبرة الصوت:

تختلف رسالة المتحدث باختلاف نبرة صوته مهما كان مضمون الكلام، فنبرة الصوت العالية توحي للطفل بأن هذا الشخص غاضب منه، بينما نبرة الصوت الدافئة تعطي الطفل شعورًا بالأمان.

– تعابير الوجه:

يجب أن تتفق تعابير وجه المنصت مع ما يعبر عنه الطفل، فإذا ابتسم في وجه الطفل وهو يتحدث عن أمر حزين، فسيشعر الطفل بعدم الأهمية وسوء الفهم.

كما أنه إذا بدا على المنصت علامات الضجر والقلق فذلك سيدفع الطفل إلى التوقف عن الكلام.

– التواصل بالنظر:

من المعروف أن التواصل البصري ينقل العديد من المشاعر والمعاني للطرف الآخر، وإن النظر في عيني الطفل، إلى  حد معين، يشعره باهتمام هذا الرجل به وبما يقوله، كما يتيح للمنصت ملاحظة إن كان الطفل حزينًا أو منزعجًا.

– الدعابة والضحك:

يمكن للدعابة والضحك أن تساعد في بناء علاقة ثقة مع الطفل إذا استخدمت في الوقت المناسب. فقد سبق وتحدثنا أن ذلك يمكن أن يكون مستهجنًا إذا كانت بتوقيت يتناقض مع ما يشعر به الطفل.

وتتلخص أهمية التواصل في أنه:

  • يقدم دعمًا معنويًا للطفل وخاصة للذي فقد أهله.
  • يوفر للطفل الإحساس بالأمان.
  • يساعد الطفل على تكوين الشعور بالراحة، وذلك عندما يبوح لأحد بما في قلبه.
  • يساعد الطفل على التعامل مع التجارب المريرة.

مقالات متعلقة

  1. الخجل عند الأطفال .. عالجيه قبل أن يصبح مشكلة
  2. خمس حاجات أساسية للأطفال في الحرب
  3. تأتأة الأطفال خلال الحرب
  4. لاجئون يشترطون "الجنسية" مهرًا لبناتهم في أوروبا

أسرة وتربية

المزيد من أسرة وتربية