من كوريا إلى سوريا.. تغيّر العنوان والمتقاسمون نفسهم

  • 2017/04/09
  • 12:44 ص
مظاهرة في مدينة دوما بريف دمشق ترفض دعوات التقسيم والفدرالية (تصوير فراس عبد الله)

مظاهرة في مدينة دوما بريف دمشق ترفض دعوات التقسيم والفدرالية (تصوير فراس عبد الله)

د. حكيم بحر

كانت كامل شبه الجزيرة الكورية تمثل إمبراطورية موحدة إلى أن احتلتها اليابان عام 1905 بعد هزيمة روسيا القيصرية. وظلت تحت السيطرة اليابانية حتى نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 وهزيمة اليابان. قسّم كل من الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الامريكية كوريا إلى منطقتي احتلال، خضعت كوريا الشمالية لسلطة الاتحاد السوفياتي، في الوقت الذي خضعت فيه كوريا الجنوبية لحكم الولايات المتحدة الأمريكية.

من كوريا إلى سوريا، لا يخفى على أحد الحال التي وصلت إليه سوريا من محاولات وجهود واضحة للتقسيم، ويبدو ذلك جليًا من خلال مناطق النفوذ حيث أضحت روسيا تتلاعب بنظام الأسد في المناطق المسيطر عليها، وعلى الطرف الثاني تتلاعب الحكومة الأمريكية بقوات سورية الديمقراطية ومكونها الرئيسي حزب “PYD” للسيطرة على حصتها من سوريا. وتتضمن قواعد التقسيم الظاهرة حتى الآن توزيع المكاسب ومناطق النفوذ كما يلي:

  روسيا الولايات المتحدة الأمريكية إيران تركيا
مناطق السيطرة حلب – اللاذقية – طرطوس القامشلي – الحسكة – دير الزور – الرقة دمشق – ريف دمشق – حمص والبادية جرابلس – الباب وريفها –إدلب
القواعد الجوية مطار حميميم العسكري مطار الطبقة العسكري مطار المزة —-
القواعد البرية قواعد عدة في مناطق سيطرة النظام قواعد في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية بجانب مطار دمشق الدولي مناطق سيطرة الجيش الحر
القواعد البحرية ميناء طرطوس —- —- —-
موارد المياه تحلية مياه البحر الفرات ودجلة منابع المياه في ريف دمشق —-
موارد الطاقة المحتملة طاقة الأمواج سد الفرات الطاقة الشمسية في البادية —-
النفط والغاز والفوسفات آبار النفط المكتشفة في الساحل السوري النفط في المنطقة الشرقية الفوسفات – الغاز ريف حمص —-
فوائد أخرى السياحة والمنتجات البحرية السياحة التاريخية والمنتجات الزراعية السياحة الدينية —-

الناظر إلى ما سيجري تقسيمه يعرف أن سوريا ليست كما يدّعي النظام بفقرها، فقد عاش الشعب السوري في ظروف مادية واقتصادية قاسية تحت مسميات الممانعة والمقاومة والأمن والأمان… بل هي دولة غنية تحتاج إلى حكومات قوية وأمينة للنهوض بها.

إن اللاعب الوحيد الذي أقحم نفسه في هذه اللعبة هو اللاعب التركي، حيث كانت الولايات المتحدة تسعى من خلال قوات سوريا الديمقراطية إلى السيطرة على كامل الحدود السورية مع تركيا وصولًا لمنفذ بحري تضمن قاعدة بحرية لها فيه، إلا أن التدخل التركي منع تتمة المشروع بهذه الصورة. ويعد اللاعب التركي أكثر المتضررين -بعد سوريا طبعًا– من خلال وجود كيان يشكل خطرًا على بلاده.

تقسيم سوريا إلى سوريتين أو أكثر لن يتوقف عند هذا الحد بل سيعمل المحتلون على زيادة الشرخ بين أبناء الشعب الواحد، وزيادة التفرقة بينهما وصولًا لنموذج غير قابل للتوحد من جديد، كما هو الحال بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، حيث تسعى هاتين الدولتين لمنع نشوب الحرب بينهما بدلًا من تفكيرهما في الوحدة من جديد.

مقالات متعلقة

رأي

المزيد من رأي