القطاف لـ حنا مينة
بعد جزأيها “بقايا صور”، و”المستنقع”، يختتم حنا مينة ثلاثية سيرته الذاتية الروائية مع “القطاف”، والتي تقع في 360 صفحة، صدرت عن دار الآداب عام 1986.
متابعًا من حيث توقف في “المستنقع”، يبدأ مينة الرواية مع عودة العائلة للاذقية بعد أن خسرت سوريا لواء اسكندورن. لتكون مزارع الزيتون ومواسم قطافه وعمل العائلة في إحدى المزارع ساحة لأحداث الرواية وعنوانًا لها.
وفيما تحتفظ صورة الأم في هذا الجزء بذات النقاء والهالة التي أحاطها بها مينة في الجزأين السابقين، سيلاحظ القارئ “للقطاف” فروقًا في لهجة الكاتب وطريقة حديثه عن أبيه، فالأب الذي كان يقول عنه في بقايا صور “ذاك الذي لم يتقن شيئًا لا فضيلة ولا رذيلة” نراه يصفه في القطاف بقوله “والدي لا يعرف ما هو الخوف، كان بحارًا”. ونجده يصف مواقف شهامته ضد ظلم “الشوباصي” ودفاعه عن الفلاحين المتّهمين بسرقة الزيتون من قبله.
يفسّر بعض النقاد هذا التحوّل في موقف حنا من أبيه، برغبته بترك انطباع جيّد عنه في آخر أعمال ثلاثيته، يعلّل البعض ذلك باستجابة حنا لاستنكار أخته الكبيرة “قدسية” ومعاتبتها الشديدة لما كتبه عن والدهم في الجزأين السابقين، فيما يرى آخرون أن السنوات التسع الفاصلة بين كتابة “القطاف”، و”المستنقع” كانت السبب بوقوع الكاتب في أخطاء من قبيل التكرار والتناقض.
بغض النظر عن السبب فإن هذا التكرار والتناقض أسهم في ما يراه النقاد انحدارًا في مستوى الثلاثية وتدميرًا لمصداقية الروائيّ وشخصية الأب التي أبدع في وصف أبعادها باعتباره نموذجًا للتسلط الأبوي، ليتحول في القطاف إلى بطل شعبيّ.
اقتباسات
“الإنسان لا يكون حرًّا من الخارج فقط. عليه أن يكون حرًّا من الداخل أوّلًا، أن يملك من الاعتداد ما يكفي لتوازن الشخصيّة، ومن الزهو ما ينبغي كي لا ينكسر أمام أية مصيبة”.
“يقال إن طلب الحرّيّة عبء، لكنّ الذلّ، الخضوع، العبودية، عبء أكبر، وصاحب المبدأ ينهض بعبء الحرية بأيسر ممّا ينهض عديم المبدأ بعبء العبوديّة”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :