طائفية الغرب
عنب بلدي – العدد 94 – الأحد 8/12/2013
منذ بداية الثورة السورية تنادي الدول الغربية بحقوق الأقليات، وتحذر من التعدي عليهم، وكأن الشعب السوري قد شُرِّب الطائفية مسبقًا، ويتربص أقرب فرصة ليكشر عن أنيابه.
حريٌّ بالغرب أن يطالب الأسد بوقف القصف على أديرة معلولا المقدسة، لا أن يتهجم على كتائب المعارضة التي قامت بواجبها تجاه جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي السوري، حين أكرمت الراهبات وأمنت لهن الحماية بنقلهن من دير «مارتقلا» إلى مكان بعيد عن قذائف الأسد.
ولم لا تُدين هذه الدول -على نفس الوتيرة- المجازر البشعة التي ترتكب اليوم بحق نساء وأطفال النبك على يد مقاتلين عراقيين بنَفس طائفي صرف، يتباهى فاعلوها بطائفيتهم فوق جثث المذبوحين والمحروقين. كما أن دمشق التي احتضنت المسلمين والمسيحيين واليهود، تُرفع فيها اليوم وبالخط العريض شعارات طائفية تطالب بالانتقام والثأر وتصرح بمشروع مذهبي جديد في المنطقة في الوقت الذي يتقارب فيه الغرب مع ملالي طهران أصحاب هذا المشروع.
ألا يكفي 1500 مسجدٍ مدمر، لكي تصرخ الدول الغربية بأعلى صوتها أن أوقفوا التطهير الطائفي الممنهج، ثم إن معتقلات الأسد تمتلأ -ومنذ سنتين- بالآلاف من رموز الدين، لم نسمع يومًا وزراء الغرب يخصّونهم بالذكر، فضلًا عن المطالبة بهم.
سياسة الكيل بمكيالين لدى الغرب ترسخ مبادئ الطائفية عند الشعب السوري، وتولد عنده شعورًا بالظلم والتعتيم الإعلامي يضيفه إلى تخلي العالم عنه عسكريًا وإغاثيًا، لتدق بذلك مسمارًا في نعش النسيج السوري.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :