المعارضة تسيطر على معلولا وتؤمن راهبات دير مارتقلا
عنب بلدي – العدد 94 – الأحد 8/12/2013
سيطرت المعارضة السورية بشكل كامل على مدينة معلولا يوم الاثنين 2 كانون الأول، بينما ردّت كتائب المعارضة على اتهامها بخطف راهبات دير «مارتقلا» بتسجيل مصور يظهر الراهبات بحالة جيدة، في حين دعا المطران لوقا الخوري الشباب المسيحي لحمل السلاح والدفاع عن الكنائس.
وبعد أيام من المعارك سيطر مقاتلو جبهة النصرة وكتائب إسلامية أخرى على مدينة معلولا التي تحظى بمكانة لدى مسيحيي الشرق(60 كيلومتر شمال شرق دمشق) وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
من جهتها قالت وكالة الأنباء السوريّة الرسمية «سانا» إن «مجموعات إرهابية» دخلت معلولا، واتهمت الوكالة «المسلحين» باقتحام دير «مارتقلا» واحتجزت رئيسته وعددًا من الراهبات.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني سوري في دمشق أن «القوات النظامية اضطرت إلى التراجع، وتقدّم مقاتلو المعارضة باتجاه وسط المدينة»، بعد أن ألقى مقاتلو المعارضة إطارات محشوة بالمتفجرات من التلال المحيطة بالمدينة.
القيادة المشتركة للجيش الحر اعتبرت في بيان لها أن المجموعات التي قامت بالهجوم على معلولا هدفها تدمير حاجز القوس، وليس الدخول لمعلولا أو السيطرة عليها والبقاء فيها، مشيرة إلى أن الهجوم أسفر عن تدمير الثكنة العسكرية عند الحاجز وتدمير 3 دبابات «T72» وعربة شيلكا ومقتل 53 عسكريًا من النظام، مؤكدًا أن الثكنة كانت تشكل عقبة أساسية في المناطق المحيطة بمعلولا وتشكل إزعاجًا حقيقيًا لسكان المنطقة.
قوات الأسد ردت من جهتها بقصف على المدينة لم تسلم منه دور العبادة المسيحية، ما اضطر مقاتلي المعارضة لنقل راهبات دير «مارتقلا» والتأمين على حياتهم نحو مدينة يبرود شمالًا.
وردًا على اتهامات بخطف الراهبات بثت المعارضة تسجيلًا مصورًا عبر قناة الجزيرة في وقت متأخر يوم الجمعة، يظهر فيه الراهبات الـ 13 إلى جانب ثلاث أخريات من المدنيات العاملات في الدير.
وقالت الراهبات في التسجيل إنهن اضطررن لمغادرة البلدة بمساعدة الثوار هربًا من القصف العنيف، وأشرن إلى أنهن يقمن حاليًا في منزل مريح دون تحديد مكانه، وأن أيا منهن لم تصب بأذى. وتوقعن إطلاقهن بعد يومين.
وقدمت إحدى الراهبات شكرها للأشخاص الذين أنقذوها مع زميلاتها، ونفت تعرض أي منهن لأذى، ودعت جميع الأطراف المتحاربة إلى وقف قصف الأماكن المقدسة.
وقال البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم المَلَكيين الكاثوليك في لقاء مع الجزيرة إنه يتوجه بالشكر إلى كل إنسان تعامل جيدًا مع الراهبات، لكنه طالب بتسليم الراهبات إلى مرجعهن الروحي بطريرك الروم الأرثوذكس.
في سياق متصل قال معاون بطريركية أنطاكية المطران لوقا الخوري لـ»صحيفة الزمان» إن المناطق المسيحية داخل سوريا تتعرض لـ «طمس الهوية الحضارية والتاريخية وتخريب من قبل الجماعات المسلحة»، داعيًا الشباب المسيحي لحمل السلاح من «أجل الدفاع عن سوريا».
وأوضح لوقا «لم نرد يوما حمل السلاح، ولكن الخطر الذي تواجهه سوريا الآن ليس على المسيحيين فقط، ولكن على سوريا بأكملها، حيث وصف المسلحين بأن هدفهم قتل الإنسان وهدم الحضارة الإنسانية».
وأشار لوقا أنه ينتظر تعليمات البطريركية لمهلة يومين لإعطاء «الضوء الأخضر» لكل مسيحي يريد أن يحمل السلاح للدفاع عن أماكن عبادته، مشيرًا أنه منذ اندلاع الأزمة في سوريا تم تدمير أكثر من 30 كنيسة ودير في جميع أنحاء سوريا.
يذكر أن معلولا شهدت اقتحامًا مماثلًا من قبل قوات المعارضة في أيلول الماضي، لكن الجيش الحر خرج منها كبادرة حسن نيّة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :