بدأت الولايات المتحدة الأمريكية التحقيق في مدى تورط روسيا بالهجوم الكيماوي، الذي نفذه النظام السوري على مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، وراح ضحيته ما يزيد عن 100 شخص.
ونقل موقع شبكة “CNN” عن مسؤول دفاعي رفيع المستوى، أن “البنتاغون” (وزارة الدفاع) يبحث عن أدلة حول معرفة الحكومة الروسية بالهجوم الكيماوي، أو تورطها به، اليوم السبت، 8 نيسان، وفق ترجمة عنب بلدي.
“هذا غير صحيح”
وفي رد على سؤال الشبكة، أنكر المتحدث باسم “الكرملين”، دميتري بيسكوف، تورط بلاده بالهجوم الكيماوي على إدلب، عبر رسالة نصية قال فيها “هذا غير صحيح”.
في حين حفز الهجوم الكيماوي، الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب لتوجيه ضربة صاروخية على مطار الشعيرات التابع لنظام الأسد بالقرب من مدينة حمص، أمس الجمعة.
الأمر الذي أثار حفيظة روسيا واعتبره الرئيس فلايمير بويتن “خرقًا للقانون الدولي”، ووصف الضربة بـ “العمل العنيف”.
شرخ
ولكن السؤال، هل يؤدي الهجوم الكيماوي والضربة الأمريكية، إلى زيادة الشرخ بين الدولتيّن، لا سيما بعد محاولة ترامب تحسين العلاقات مع “الكرملين”، إبان تسلمه الرئاسة، والتي اعتبرها البعض “فرصة” لروسيا.
واعتبرت صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية، قبل يوم من “الضربة” أن بوتين “ذهب بعيدًا في دعمه للأسد”، مضيفةّ أنه “يقامر على صالح علاقته مع أمريكا” التي نددت بالهجوم الكيماوي.
ويأتي تحقيق “البنتاغون” بتورط روسيا بالهجوم الكيماوي، بالتزامن مع اعتراض روسيا على الضربة الأمريكية.
“تدمير الأدلة”
وقال مسؤول عسكري للشبكة، أن “البينتاغون”، يحقق فيما إذا كانت طائرة روسية قصفت مشفى في مدينة خان شيخون، بعد خمس ساعات من الهجوم الكيماوي، بهدف “تدمير الأدلة”.
وأشارت معلومات استخباراتية أمريكية إلى وجود طائرة روسية بلا طيار تحوم فوق مشفى يعالج المصابين بالهجوم الكيماوي، والتي قُصفت لاحقًا من قبل طائرة مجهولة، وفق تصريح مسؤول دفاعي.
مشاحنات أمريكية- روسية
وجرت مشاحنات بين المندوبيّن الأمريكي والروسي في الأمم المتحدة أثناء جلسة مجلس الأمن الطارئة، التي عقدت مساء أمس، عقب الضربة الأمريكية.
ونددت نيكي هايلي، المندوبة الأمريكية، بالدعم الروسي المقدم للنظام السوري قائلةً “في كل مرة يتخطى بشار الأسد خطوط معايير الإنسانية، تقف روسيا وراءه”.
وأشارت هايلي إلى استعداد أمريكا القيام بضربة أخرى قائلةً “أمل أن لا نضطر لذلك”.
في حين اعتبر المندوب الروسي، فلاديمير سافرنكوف، أن الضربة الأمريكية “انتهكت القانون الدولي”.
وقال إن الولايات المتحدة بضربتها هذه “تحاول إبعاد الأنظار عن ضحايا المدنيين في العراق”.
كما وصف النداءات الدولية في مجلس الأمن لحل الأزمة السورية بـ “المنافقة” بعد الضربة الأمريكية.
وأكد كل من المندوب البريطاني والفرنسي دعم بلادهما للولايات المتحدة في سوريا ضد نظام الأسد.
في حين استنكر البولفي، ساشا سيرغو الضربة، وقال “يجب احترام ميثاق الأمم المتحدة، وعدم اتخاذ خطوات فردية”.
وأطلقت أمريكا أمس، 59 صاروخًا من طراز “توماهوك” (متوسط المدى)، على مطار الشعيرات التابع للنظام في ريف حمص الشرقي، كرد على الهجوم الكيماوي.