بعد التطورات الأخيرة التي شهدها الوضع الميداني والسياسي في سوريا من تشكيل جبهات وكيانات عسكرية موحدة ضمت عددًا من أشهر الفصائل والكتائب المقاتلة، برزت على الساحة تساؤلات عديدة حول موقف لواء شهداء الإسلام منها، اللواء العامل في داريا من أكثر من سنة، والذي أبدى صمودًا لافتًا في وجه النظام وحافظ على قسم كبير من مدينة داريا لم تستطع قوات النظام السيطرة عليه خلال العام الذي مر على الحملة العسكرية على المدينة. كما ظهرت مؤخرًا تجاوزات عديدة من حوادث سرقة وحالات احتكار تورط عدد من عناصر الجيش الحر فيها، وحُمّل اللواء مسؤوليتها كونه صاحب النفوذ الأكبر داخل مدينة داريا.
كل ذلك، بالإضافة إلى تناقل أنباء عن ظهور بعض الخلافات داخل اللواء نفسه في الآونة الأخيرة، دفع بعنب بلدي إلى إجراء لقاء مع قائد لواء شهداء الإسلام النقيب أبو جمال لتبيان موقفه من تلك التطورات.
- تشكلت في الآونة الأخيرة عدة كيانات عسكرية ضمت العديد من الكتائب بهدف توحيد العمل العسكري ضد النظام، كما هو معلن في بياناتها، فهل عرض عليكم الانضمام لأي منها؟
عرض علينا الالتحاق بهم بعد الإعلان عن هذا التجمع، لكن في مرحلة المفاوضات التي سمعنا أنها امتدت حوالي الستة أشهر، لم ندع للمشاركة بها، ودعينا فقط للاجتماع الذي قررنا فيه رفض جنيف2، وهناك تنسيق مع كل فصيل على حدة، أما الجبهة الإسلامية فنحن ندرس طلب انضمامنا لهم.
- هل أنتم موافقون على الفكرة والبرنامج السياسي للجبهة؟ أم هنالك اختلاف في التوجه والأهداف؟
لا يوجد برنامج سياسي واضح للجبهة بعد، أو حتى لغيرها من التجمعات العسكرية البارزة، جميع التجمعات تعتمد على خطوط عريضة، هدفنا الحالي هو اسقاط النظام وسوف نعمل كمقاتلين حتى تحقيق الهدف، وبعد تحقيق هدفنا وعودة الاستقرار، حينها سيصبح الطريق مفتوحًا لمن أراد أن يدخل في السياسة .
- هل هذا يعني أنك لست موافقًا على وضع أهداف سياسية، كإقامة دولة إسلامية، أو علمانية على سبيل المثال؟
من منظور شخصي كعسكري حاليًا هدفي وما يجب أن أعمل عليه هو إسقاط النظام، وبعد الحرب من الممكن أن نعمل في السياسة، ولا أحبذ العمل بالسياسة فحاليًا وقت العمل العسكري
- هل أفهم من ذلك أنك تعارض فكرة الجبهة الإسلامية كمشروع سياسي؟
على العكس تمامًا أنا مؤيد لفكرتها عندما تفصل بين العمل السياسي والعمل العسكري، فالسياسة للسياسيين، أما العسكريين فعليهم أن يشغلوا أنفسهم بالحرب وإسقاط النظام والعمل على نشر الأمن بعد سقوطه، ونحن لن ننضم لأي تجمع يسعى وراء مصالح وأطماع شخصية، فكل التشكيلات تدعي أنها إسلامية التوجه وغالبًا تحمل نفس المبادئ والأهداف، لكننا مع الأسف نراهم متناحرين مع بعضهم ونجد أنه من الأفضل توحدهم ليبين صدق توجههم.
- برزت في الآونة الأخيرة عدة مشاكل في المدينة أهمها تلك التي تورط بها بعض عناصر الجيش الحر بالسرقة، ما سبب ذلك برأيك وكيف تعاملون مع هذه الحالات؟
قلة المواد الغذائية ونقص الموارد في المدينة وظهور المحتكرين، أدت إلى قيام مجموعة من عناصر الجيش الحر بمداهمة منزل ومحاولة سرقته، إلا أن دورية من دوريات الشرطة العسكرية التي كانت تتجول في المدينة ألقت القبض عليهم وأفشلت عملية السرقة وهم الآن قيد التحقيق، والسبب الرئيسي لنشوء هذه المشاكل هو قلة الوعي عند المقدمين على هذا الأمر.
- ما طبيعة العلاقة بينكم وبين الشرطة العسكرية واللجنة الشرعية المشكلة حديثًا، وكيف تنسقون معهم لمحاسبة المذنبين؟
اللجنة الشرعية هي الجسم القضائي وصاحب الأمر في ضبط أمور المدنيين والعسكريين وقد ساهم لواء شهداء الإسلام مع باقي الألوية العاملة في المدينة وبموافقة المجلس المحلي، وقد بايعنا اللجنة الشرعية أمام أهالي المدينة ونحن نحاول دعمها بكافة الوسائل وسنساعدهم على أن يعملوا بحريتهم ليحققوا الحق ويحاسبوا كل المقصرين، والشرطة العسكرية التابعة للجنة الشرعية تتخصص بأمور العسكريين، أما المخفر الذي أصبح أيضا تابعًا للجنة يتخصص بأمور المدنيين.
- هنالك أنباء عن مشاكل داخلية تعرض لها لواء شهداء الإسلام والبعض يرى أن ضعف القيادة أو قلة صرامتها هو السبب فما ردك على ذلك؟
المشاكل ظهرت مؤخرًا نتيجة قلة الموارد، لا بسبب ضعف القيادة التي لم تتغير منذ تشكيل اللواء ومر اللواء خلالها في أفضل حالاته، قياسًا بمختلف الألوية العاملة في مدينة داريا والمعضمية، فالمشاكل في لواء شهداء الإسلام قليلة جدا بفضل الله، وللأسف في هذه الظروف عانينا من عدة مشاكل فرض علينا التغاضي عن هذه التصرفات وعدم الحزم في التعامل معها، ولكن عندما تكون الظروف جيدة سيتم محاسبة جميع المخالفين ولن يتم التغاضي عن أي مخالفة.