واشنطن بوست: الأزمتين السورية والكورية تختبران سياسية ترامب الخارجية
دفع الهجوم الكيماوي على مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، مطلع الأسبوع الجاري، الإدارة الأمريكية الجديدة لاتخاذ موقف حازم من نظام “الأسد”.
وعقب الهجوم، الذي أودى بحياة 100 سوري على الأقل، قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي لم يكن موقفه واضحًا بعد من “الأسد”، “سلوكي سيتغير كثيرًا تجاه (الأسد) بعد الهجوم الكيماوي”.
“أمريكا أولًا”
وترى صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أن الأزمتين السورية والكورية (الشمالية)، اللتين تواجهان الإدارة الجديدة، من شأنهما اختبار سياسة ترامب الخارجية “أمريكا أولًا”، وفق ترجمة عنب بلدي.
وتقول الصحيفة إن الرئيس ترامب تعهد باتباع نهج جديد جذري تجاه السياسة الخارجية، لرفع العبء المكلف للقيادة الأخلاقية بما يخدم المصالح الاقتصادية والأمنية الأمريكية.
وتتابع الصحيفة أن ترامب ندد بالهجوم الذي وصف بـ “المروع” من قبل نظام رئيس النظام السوري بشار الأسد ضد “الأبرياء، بمن فيهم النساء والأطفال الصغار وحتى الأطفال الصغار الجميلين”.
وسئل ترامب فيما إذا كان الهجوم تخطى “الخط الأحمر”، فردا قائلًا “تخطى الكثير من الخطوط بالنسبة لي (…) ما وراء الخط الأحمر، العديد، العديد من الخطوط”، وفق الصحيفة.
وأضافت أنه رغم الحديث الصريح لإدارة ترامب، فإن “هجوم النظام السوري بالأسلحة الكيميائية يشكل مشكلة خاصة لفلسفة سياسة ترامب الخارجية”.
يسيء للقيم الأمريكية
وترى الصحيفة أن هجوم “النظام السوري” يسيء وبشكل أساسي، إلى القيم الأمريكية، وينتهك قواعد السلوك الدولية، ولكنه لا يشكل تهديدًا مباشرًا لأمن أمريكا أو مصالحها الاقتصادية، فهو “فظاعة” في عالم “أمريكا أولا”، ولكنه بالكاد يوجه نداءً للعمل من أجل الولايات المتحدة وحلفائها.
وأشار بيان الرئيس الأمريكي فى الأردن، عقب الهجوم، إلى أن “الفظائع” التى شاهدها على التلفزيون، أجبرته على إعادة النظر فى بعض المعتقدات الجوهرية التى كان يؤمن بها حول دور الولايات المتحدة فى العالم عندما كان مرشحًا للرئاسة.
180 درجة
وتعتقد الصحيفة الأمريكية أن السؤال الكبير هو: إلى متى سيستمر شعور ترامب بالغضب، وما إذا كان سيؤدي إلى عمل جوهري بالأساس أم لا؟
“كوري شيك”، وهو باحث في جامعة “ستانفورد”، ومسؤول سابق في إدارة جورج بوش الابن، قال إن “الرئيس ترامب أدلى ببيان حول الأسد الذي يبدو مختلفًا بنسبة 180 درجة عن سياسته الفعلية”.
وذهب للقول إلى أن “هذه قد تكون مجرد إدارة عشوائية بزعامة رئيس يستجيب للمحفزات قصيرة المدى، عوضًا عن التخطيط أو الاستراتيجية الطويلين الأجل”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه قبل نحو أسبوع من الهجوم الكيماوي في سوريا، قال وزير الخارجية “ريكس تيلرسون” وسفيرة الأمم المتحدة “نيكي هالي”، إنه يمكن لإدارة ترامب الاكتفاء بمحو تنظيم “الدولة الإسلامية”، لكنها لم تتطرق إلى إزالة “الأسد”.
“الرجل القوي يرحل”
وفي أعقاب الهجوم مباشرة، بدا ترامب متمسكا بموقفه السابق، مركزًا على توجيه اللوم على الرئيس السابق، باراك أوباما لتهديده، الذي اكتفى بالتهديد، ولكنه لم ينفذ ضربة عسكرية عندما قتل “الأسد” المئات في هجوم الغاز العصبي عام 2013، وفق الصحيفة.
وقال ترامب في بيان صدر الثلاثاء إن “تصرفات الأسد الشنيعة” كانت نتيجةً مباشرة “لضعف أوباما”.
وبحلول ظهر يوم الأربعاء، بدا وكأن ترامب لمّح، دون أن يقول مباشرةً، إلى أن “الأسد” يجب أن يعاقب على أعماله، وأن “الرجل السوري القوي” قد يضطر إلى الرحيل، وفق ذكر الصحيفة.
كما قال ترامب “ليس لدي طريقة محددة، واذا تغير العالم، فإننى أذهب بذات الاتجاه”، مضيفًا “أنا مرن (…) وسأخبركم بأن الهجوم على الأطفال كان له تأثير كبير علي”، وذلك في إشارة إلى أسلوب ترامب في التعامل مع الوقائع.
وراحت الصحيفة للاعتقاد بأن إدارة ترامب حاليًا في طور المراجعة الذاتية لسياساتها فى كل من العراق وسوريا، والتى يقودها “البنتاغون” ووزير الدفاع “جيم ماتيس”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :