سوريا… درب الآلام نحو الحرية

  • 2013/12/08
  • 8:42 م

عنب بلدي – العدد 94 – الأحد 8/12/2013

الكتاب من تأليف عزمي بشارة ومن إصدارات المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.

يشكل الكتاب «محاولة» في التاريخ الراهن كما يقول الكاتب، فيسرد خلال صفحاته يوميات الثورة السورية في أول سنتين من عمرها، التي اتجهت بفعل النظام نحو المجهول. يتحدث الكتاب في فصوله الأولى عن تاريخ سوريا الحديث وبنيته الطائفية وعن التوريث، ثم ينتقل ليحلل بدايات الثورة في درعا التي بدأت جهوية ثم حولها تعامل النظام إلى ثورة شاملة امتدت على طول البلاد وعرضها.

يسرد الكتاب تاريخ الثورة على مدى سنتين في كل مدينة من مدن سوريا، ولا ينسى التركيز على الانتهاكات التي ارتكبها النظام ومن ثم الفرص التي أضاعها لقيادة الإصلاح بنفسه. كما يسرد الكاتب تاريخ المعارضة خلال العقد الأول من حكم الأسد، ويقيم أداءها خلال سنتي الثورة، ويخلص إلى نتيجة أنها لم تكن بمستوى التضحيات واعتمدت مبدأ المحاصصة في تشكيلاتها وهو ما أثر على فعاليتها.

ثم ينتقل إلى المبادرات العديدة التي قدمت ومواقف الأطراف منها، منتقدًا أداء المعارضة التي رفضت أي مبادرة وأخطأت في تقييم قوة وتحالفات النظام.

يعرض الكتاب المواقف الدولية جميعها ويفصل فيها تفصيلًا شديدًا مؤكدًا أن حظ الثورة العاثر أنها جاءت في وقت تحاول فيه أمريكا ترتيب أوراقها في المنطقة بعد اكتشاف النفط الصخري لديها، وتحاول روسيا استعادة دورها كقوة عالمية صاعدة.

الفصل الأخير يتحدث عن العقوبات ونوعيتها ومدى تأثيرها، وكيف استطاع النظام تجاوزها من خلال العراق ولبنان ودعم إيران المالي والعسكري.

الكتاب ضخم ومفيد للمهتمين بالثورة السورية ومحاولة فهم مآلاتها المعقدة، والتي زادتها ممارسات النظام تعقيدًا وكارثية، فما بدأ كثورة جامعة تستهدف بناء دولة مدنية لجميع المواطنين حولها النظام إلى حرب أهلية لا يهزم فيها وإن ضعف، ويبقى كطرف محاور في أي تسوية على غرار التجربة العراقية أو اللبنانية.

مقالات متعلقة

أخبار منوعة

المزيد من أخبار منوعة