“مصير الأسد” يشغل واشنطن.. و”جنيف 5″ ينتهي بـ “تجميد” كردي

  • 2017/04/02
  • 1:58 ص
لافتة لرئيس النظام السوري بشار الأسد إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين - 5 آذار 2017 -(AFP)

لافتة لرئيس النظام السوري بشار الأسد إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين - 5 آذار 2017 -(AFP)

عنب بلدي – خاص

أفسحت القوى الدولية المؤثرة في الملف السوري مجالًا واسعًا لمسألة “مصير الأسد”، خلال الأيام القليلة الماضية، تخللته مناورات كلامية تباينت بين مطالب الإسقاط والرحيل من جهة، وترك تحديد مصيره للشعب السوري من جانب آخر.

وكان للاعب الأمريكي الدور الأكبر فيها، من خلال تصريحات ناقشت التوجه إلى “عدو” آخر وهو تنظيم “الدولة الإسلامية”.

أمريكا تختار معركتها

أول التصريحات الأمريكية كان لسفيرة أمريكا لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، في 31 آذار الماضي، وقالت إن “سياسة الولايات المتحدة في سوريا لم تعد تركز على إزاحة الرئيس بشار الأسد عن السلطة، بل ستعمل على حل سياسي طويل الأمد للنزاع السوري”.

وأضافت أن “واشنطن ستعمل مع دول مثل تركيا وروسيا، سعيًا للتوصل إلى حل سياسي طويل الأمد للنزاع السوري، بدلًا من التركيز على مصير الرئيس السوري”، موضحةً “يختار المرء المعركة التي يريد خوضها… عندما ننظر إلى الوضع، يجب أن نغيّر أولوياتنا… أولويتنا لم تعد الجلوس هنا والتركيز على إخراج الأسد من السلطة”.

وكان الرئيس ترامب أكد في تصريحات، عقب توليه الرئاسة، أن الأولوية بالنسبة لأمريكا تكمن في مكافحة تنظيم “الدولة الإسلامية”، وطالب وزارة الدفاع بوضع استراتيجية جديدة لقتال التنظيم.

وبالتزامن مع حديث السفيرة هيلي، قال وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، خلال زيارته إلى العاصمة التركية أنقرة، إن “مصير الأسد على المدى الطويل سوف يحدده الشعب السوري”.

وتأتي الخطوة الأمريكية بعد “مراوغات سياسية” من قبل الإدارة الأمريكية في الأيام التي تبعت استلام دونالد ترامب، وحاولت من خلالها إبداء موقفها الواضح من مسألة إبقاء الأسد في السلطة، لتعلن عنه الآن بشكل رسمي.

كما جاءت خلافًا للموقف الأمريكي السابق في زمن تولي الرئيس باراك أوباما، والذي على الرغم من أنه لم يقدم خطوات ملموسة على الأرض السورية، إلا أن موقفه العام من شخص بشار الأسد كان واضحًا.

رد أمريكي معاكس

لم تمضٍ ساعات من الإعلان الأمريكي الرسمي من قبل السفيرة، ووزير الخارجية، حتى بدا موقف عاكس ما تم إعلانه، إذ رد السيناتور الجمهوري، جون ماكين، رئيس لجنة الشؤون العسكرية التابعة لـ “الكونغرس”، وقال إن “السوريين لا يمكنهم تقرير مصير الأسد في الظروف الحالية التي يمرون بها”.

وأضاف ماكين في بيان له نقلته وكالات عالمية “تصريح تليرسون يغض الطرف عن الحقائق الفظيعة، المتمثلة بأن الشعب السوري لا يمكنه تحديد مصير الأسد أو مستقبل بلده، في الوقت الذي يذبح فيه عبر براميل الأسد المتفجرة.”

موقف ماكين أيّده كلام عضو مجلس الشيوخ الأمريكي، لينزي غراهام، فـ “التخلي عن إزاحة الأسد كهدف، سيكون خطأً جسيمًا، وخبرًا صادمًا للمعارضة السورية، وحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة”.

وأضاف “ترك الأسد في السلطة، سيكون بالإضافة إلى ذلك جائزة كبرى لروسيا وإيران”.

المعارضة تصّر وسط تعدد المواقف

على الرغم من المواقف الدولية المتباينة، تصّر المعارضة السورية على فكرة الانتقال السياسي، وتشكيل هيئة انتقالية لا وجود لبشار الأسد فيها نهائيًا، وهذا ما أكدته على مدار الاجتماعات السياسية السابقة الخاصة بـ “التسوية السورية”.

في الأيام القليلة الماضية أُطلقت إشاعات وإعلانات عدة من قبل وسائل إعلام عربية قيل إنها على لسان مسؤولين في المعارضة، تشير إلى أن “المعارضة السورية تقبل انضمام الأسد لعضوية هيئة الحكم الانتقالي، وتتمسك بإلغاء منصب الرئاسة مع بدء مرحلة الحكم الانتقالي”.

إلا أن معارضين نفوا هذه الإشاعات فور صدورها، إذ خرج رئيس وفد “الهيئة العليا للمفاوضات”، نصر الحريري، نافيًا قبول المعارضة بمشاركة الأسد في هيئة الحكم، مشددًا “نرفض مشاركة رموز النظام السوري في مستقبل البلد”.

وفي حديث إلى عنب بلدي قال كبير مفاوضي المعارضة، محمد صبرا، إنه لا صحة لقبول الأسد ضمن هيئة الحكم الانتقالي على الإطلاق.

وأضاف أن “في كل جلسة نقدم مذكرة مكتوبة نطالب فيها برحيل بشار ومحاكمته”، ولدى سؤاله عن الغاية من التسريبات أجاب “حقيقة لا أعرف ما هي الغاية من ذلك”.

بدوره أكد عضو “الهيئة العليا للمفاوضات”، الدكتور سالم المسلط، في حديثٍ إلى عنب بلدي، نفي المعارضة للتسريبات، لافتًا “لا نقبل بوجود الأسد لا في المرحلة الانتقالية ولا في مستقبل سوريا”.

اجتماع روسي مع المعارضة يغيب عنه مصير الأسد

قبل التصريحات السياسية “المتزاحمة”، وتحديدًا في 29 آذار الماضي، اجتمعت المعارضة السورية المتمثلة بوفد “الهيئة العليا” مع نائب وزير الخارجية الروسي.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن نائب الوزير الروسي، غينادي غاتيلوف، قوله إن “مصير الأسد كسياسي لم يطرح خلال الاجتماع في جنيف”.

وأضاف أن “الوفد السوري المعارض أكد للدبلوماسيين الروس دعمه لمناقشة السلال الأربع، التي اقترحها المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميتسورا، كأساس لجدول أعمال مفاوضات جنيف”.

واستلمت المعارضة مقترحات المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان ديميستورا، بعد رفضها ذلك في وقت سابق.

وقال مستشار “الهيئة العليا”، الدكتور يحيى العريضي، لعنب بلدي، إنها تضمنت الانتقال السياسي كمحور أول، ومسألة مقاربة الدستور وآليات تطبيقه، إضافة إلى مسألة الانتخابات، وموضوع “الإرهاب”.

المسؤول الروسي أوضح أن وفد “الهيئة العليا” للمفاوضات أكد خلال اللقاء “استعداده للعمل على تحقيق نتائج إيجابية للجولة الخامسة من المفاوضات”.

وأشار إلى أن “اللقاء شهد تبادلًا صريحًا جدًا للآراء حول الوضع الراهن في المفاوضات”.

كما تم “التوصل إلى موقف مشترك فيما يخص الرغبة في إحراز نتائج إيجابية لهذه الجولة، بغية تحقيق مهام التسوية على أساس مبادئ الاستقلال ووحدة الأراضي والطابع التعددي للدولة”.

جنيف 5″ ينتهي بتعليق كردي للمفاوضات

بعد ثمانية أيام من الاجتماعات المتتابعة في جنيف، اختتمت الجولة الخامسة للمفاوضات السورية مساء الجمعة 31 آذار، دون تحقيق أي تقدم في الخطاب السياسي من قبل الأطراف المبني عليهم الاجتماع، على أن تعقد الجولة السادسة في أواخر نيسان الجاري.

وقال المبعوث الأممي، ستيفان دي ميستورا، إن “الوفود المشاركة ناقشت بالتفصيل جدول الأعمال المطروح، وتبادل وفدا المعارضة والنظام الاتهامات بشأن عدم تحقيق تقدم في هذه الجولة”.

وأضاف المبعوث الدولي “كل الوفود المشاركة ناقشت بكثير من التفصيل جدول الأعمال خلال هذه الجولة… المطلوب من وفدي المعارضة والحكومة هو التقدم نحو الجوهر من أجل التوصل إلى اتفاق سياسي”.

وعلى هامش ختام جولة الاجتماعات، قال نصر الحريري في مؤتمر صحفي إن “الوفد طرح رؤية إيجابية لتحقيق الانتقال السياسي في سوريا تتضمن أفكارًا بشأن هيئة الحكم الانتقالي من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد”.

واعتبر أن “النظام الإرهابي للرئيس الأسد رفض مناقشة الانتقال السياسي خلال المفاوضات”، مشيرًا “النظام حتى هذه اللحظة يرفض مناقشة أي شيء ما عدا التمسك بخطابه الفارغ عن محاربة الإرهاب، وهو أول من نسق وجذب الإرهاب إلى المنطقة”.

وفي السياق، وكنتيجة سياسية “بارزة” في الاجتماع الخامس، أعلن “المجلس الوطني الكردي” تعليق مشاركته في عضوية “الهيئة العليا”.

وبرر المجلس ذلك بسبب “عدم إدراج القضية الكردية في جدول الأعمال”، موضحًا أن “تجاهل القضية الكردية يثير تساؤلات عن مصداقية الهيئة العليا للمفاوضات، وضمان الحقوق القومية للكرد دستوريًا”.

وأشار إلى أنه “يرفض تجاهل سياسة الإلغاء والإقصاء”، معلقًا حضور الجلسات وعدم التزامه بالوثائق التي تقدم في غيابه.

وإلى الطرف المقابل في الاجتماعات، قال رئيس وفد النظام السوري، بشار الجعفري، خلال مؤتمر صحفي إنه كان “يأمل تحقيق تقدم في هذه الجولة، غير أن ذلك لم يحدث، رغم نقاش القضايا الأربع إضافة إلى ورقة المبادئ العامة”.

وأضاف “الوفد قدم أوراقًا عديدة للمبعوث الأممي، أولها ورقة تتعلق بمكافحة الإرهاب، إضافة إلى ورقة مبادئ عامة للحل السياسي في سوريا”.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا