كيف تحاور لـ طارق الحبيب

  • 2017/04/02
  • 11:54 ص

كيف تحاور؟ سؤال طرحه استشاري الطب النفسي طارق الحبيب على نفسه خلال دراسته الجامعية، فبحث وألّف لأول مرة في حياته كتابًا عن آداب الحوار وفنونه في النصوص الإسلامية والأمثال الشعبية العربية.

الحوار أفضل وسيلة لحل المشكلات وأهم أسلوب للتعامل مع الناس، هذا ما أكد عليه المؤلف، فتحدث عن الحوار كضرورة حضارية تشكل قيم الأفراد وسلوكهم، ورأى أن الهدف من الحوار هو الارتقاء بالتعامل بين الناس.

ويعتقد الحبيب أن ثقافة الحوار يجب أن تكون راسخة عند الدُعاة خاصةً، وأن لكل مُحاور بصمته الخاصة بناء على تجربته الشخصية.

حوارٌ قبل الحوار!

فالحوار هو الرجوع عن الشيء وإلى الشيء، ويتحاوران بالكلام أي يتراجعان فيه، لهذا يطرح الدكتور مساءلـةً ومراجعة للذات قبل بدء أي حوار فيها سؤالان أساسيان: هل هناك فائدة ترجى من هذا الحوار؟ وهل نيتي خالصة لله؟

اطلب الحقيقة أينما ظهرت واهرب من الخديعة وتحرّر من الهوى، إذ يعتقد المؤلف أن المحاور عليه أن يرى خصمه مُعيْنًا وأن يفرح إذا أصاب ويحزن إذا أخطأ ولا يتجاهل عليه أو يسخر منه.

ويؤكّد أن على المسلم تقبّل الحقيقة حتى وإن جاءت من شخص غير مسلم، ويستشهد بموقف النبي محمد مع حبر يهودي انتقد حلف المسلمين بالكعبة، فكان رد النبي عليه بأمر المسلمين بأن يحلفوا برب الكعبة.

متى يصبح الحوار جدالًا؟

الحوار والمناظرة يشتملان أساليب للاقناع، فإن كانت عقلية سُميّت نقاشًا، وإن كانت عاطفيّة سُمّيت مودّة.

قد يتحول الحوار إلى الجدل والعكس غير صحيح، فالجدل يحول الاختلاف مع الآخر إلى خلاف معه ثم تعنيف له، و المجادِل متعصب لرأيه وهذا يعود لقلّة اعترافه بخطئه، ولرفضه الاقتناع مهما كانت الحجج، ويُعتبر الجدل دومًا مرادفًا للخصومة.

أدب الحوار لتجنب الجدل

الاختلاف طبيعة بشرية، وهنالك مواقف اختلف فيها صحابة النبي محمد، فاختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، وهذا يعود لأدب الحوار الذي تحلى به الصحابة، فكانوا يتجنّبون الثرثرة ولا يقاطع بعضهم بعضًا ولا يجيب أحدهم قبل أن يفهم، مع معرفتهم كيفية إنهاء الحوار، ويعتبر الكاتب هذا أصعب جزء بالحوار.

نصائح فنيّة تُذكر في الخاتمة وتشتمل على ملاحظات عديدة لتجنب الأخطاء التي يقع فيها أغلب الناس عند بدء حوار أو ختامه.

اقتباسات:

– لا خيل عندك تهديها ولا مال   فليسعف النطق إن لم يسعف الحال
– كم ضاع حق بسوء عبارة وظهر باطل بحسن طلاوة

– كن منصفًا فالناس تقدّر ذلك المُحاور الذي يقف عند الدليل ويحترم جديد الأفكار من صاحبه.

مقالات متعلقة

كتب

المزيد من كتب