القهوة على العموم، من أهم أنواع المشاريب الساخنة المرغوبة لدى مختلف شعوب العام، وسمعنا منها القهوة العربية، اليمنية، البرازيلية، اليونانية، التركية، والقائمة تطول.
لكن قهوة “كوبي لواك” الآندونيسية، قد تذهلك لدى سماعك بها لأول مرة، بسبب سعرها وطريقة تحضيرها.
“كوبي لواك”
قهوة “كوبي لواك” هي قهوة تصنع بكميات قليلة جدًا، إذ يبلغ إنتاج آندونيسا، أكبر منتجٍ لها، حوالي 500 كيلوغرام سنويًا.
وتتميز “كوبي لواك” برائحتها القوية، المميزة وطعمها الفريد، كما يقول من تذوقها.
وهي إحدى أغلى أنواع القهوة في العالم إذ يتراوح سعر الكيلوغرام الواحد بين 100 إلى 600 دولار أمريكي.
ويبلغ سعر فنجان القهوة الواحد في المحلات الفاخرة ما بين 35 إلى 100 دولار أمريكي، وتقدم عادةً في مطاعم خاصة في اليابان وأمريكا وبعض الدول الأوروبية وفي المناسبات الخاصة.
مهضومة داخل “الزبّاد”
والغريب في صناعة هذه القهوة كما ذكر موقع “ناشيونال جيوغرافيك”، في بحث مطول، أن “كوبي لواك” تصنع من حبات البن المهضومة داخل جسم قط “الزبّاد”، والتي تخرج مع فضلاته على شكل قوالب صغيرة.
و“الزبّاد” كما يطلق عليه بالعربية، هو حيوان ثدي صغير شبيه بالقطط، يعيش في مناطق جنوب آسيا، وخاصة أندونيسيا والفلبين وماليزيا وجنوب الصين.
كما يعيش “الزبّاد” في غابات شرق أفريقيا، حيث يطلق عليه هناك اسم “زبّاد النخيل الأفريقي”.
وهو شبيه بالقطط عمومًا، قصير القامة، له ذيل طويل كالقرد وعلامات وجه مثل “الراكون”، ويكون فروه عادةً مخططًا أو مرقطًا.
طريقة التحضير
حبات بن قهوة “كوبي لواك” تخرج عادةً مع فضلات حيوان الزبّاد، الذي يعيش في آندونيسيا ويقتات بشكل أساسي على حباة القهوة هناك.
وبفضل أنزيمات خاصة داخل جسم الزبّاد، تتغير تركيبة بروتينات حبات القهوة، التي تزيل حموضتها، وتكسبها نكهتها المميزة.
لدرجة أن صنّاع قهوة “كوبي لواك” يعتنون بها أثناء تحضيرها وغسلها، كي لا تتخرب هذه التركيبة، ما يجعلها ذات طعم أخف على اللسان.
وتكون حبات القهوة مغطاة بقشرة حمراء رقيقة، قبل أن يتناولها الزبّاد، ولدى خروجها مع فضلاته تذوب الطبقة الحمراء، وتبقى حبات البن، على شكل قوالب صغيرة مضغوطة.
من ثم تؤخذ هذه القطع وتغسل وتحضر، لتحمّص بطريقة خاصة، ومن ثم تتحول إلى أحد أغلى أنواع البن في العالم.
ونظرًا لغلاء أسعار قهوة “كوبي لواك”، بات السكان المحليون يعتنون بتربية حيوان الزبّاد، ويحافظون على حياته، وأسسوا له محيميات خاصة لتربيته.
وبسبب شهرته أصبح السياح القادمون إلى آندونيسيا يرغبون بالذهاب إلى محمياته وأماكن تربيته بغية الاقتراب منه والتعرف على حياة هذا الحيوان آكل القهوة.