مواقف الأسد والمعارضة السورية تخلق تحديات أمام جنيف-2

  • 2013/12/01
  • 11:33 م

عنب بلدي – العدد 93 – الأحد 1/12/2013

بعد أشهر من المباحثات أعلنت الأمم المتحدة الثاني والعشرين من كانون الأول الثاني المقبل موعدًا لمؤتمر جنيف-2 الذي يبحث حلًا سياسيًا للنزاع السوري، وبينما وافقت المعارضة السورية على مشاركة مشروطة باستبعاد أي دور للأسد في المرحلة الانتقالية، أكدّت دمشق إرسال وفد إلى جنيف-2 ليس من أجل «تسليم السلطة». فيما أعلن الجيش الحر مواصلة عملياته على الأراضي السورية.

  • كانون المقبل موعدًا

وقال الأمين العام للأم المتحدة بان كي مون يوم الإثنين 25 تشرين الثاني أن ممثلي الحكومة السورية والمعارضة سيجتمعون للمرة الأولى في جنيف في 22 كانون الثاني، واعتبر كي مون تحديد الموعد «مهمة تبعث على الأمل».

وقال الناطق باسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي إن الأمين العام ينتظر من المندوبين السوريين أن يحضروا إلى جنيف، وهم مدركون أن هذه الخطة هي الهدف، ومع نية جدية بوقف الحرب التي أسفرت عن مقتل أكثر من 100 ألف شخص، وشردت حوالي تسعة ملايين من منازلهم، وتسببت في عددٍ لا يحصى من المفقودين والمعتقلين، وأضاف الناطق نقلًا عن الأمين العام أن «النزاع مستمر منذ فترة طويلة، وسيكون أمرًا لا يغتفر عدم اقتناص هذه الفرصة لوقف المعاناة والدمار اللذين سببهما».

واعتبر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الاثنين أن مؤتمر السلام هو «أفضل فرصة»، لتشكيل حكومة انتقالية لإنهاء الصراع، وقال كيري في بيان له «نعي جيدًا أن العوائق على الطريق إلى حل سياسي كثيرة، وسندخل مؤتمر جنيف بشأن سوريا وعيوننا مفتوحة على اتساعها.»

  • المعارضة توافق بشروط

بدوره قال الائتلاف الوطني السوري أنه «ينظر بكل إيجابية» إلى تحديد موعد المؤتمر الدولي، الذي «سيكون موضوعه الأساس تطبيق بنود بيان جنيف1 كاملة»، وأكّد في بيان له أنه يسعى بالمشاركة لـ «الوصول إلى اتفاق حول تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات، بما فيها الصلاحيات التنفيذية على الجيش والشرطة والأمن وأجهزة الاستخبارات في سوريا».

لكن البيان جدّد رفض الائتلاف لمشاركة الأسد في «هيئة الحكم الانتقالي»،  وجاء فيه «يؤكد الائتلاف التزامه المطلق بأن هيئة الحكم الانتقالية لا يمكن أن يشارك فيها الأسد أو أي من المجرمين المسؤولين عن قتل الشعب السوري، كما لا يمكنهم القيام بأي دور في مستقبل سوريا السياسي».

وفي السياق ذاته رفض رئيس الائتلاف أحمد الجربا مشاركة إيران في المؤتمر باعتبارها «دولة محتلة»، في الوقت الذي أعلن فيه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف استعداد بلاده لحضور المؤتمر «من دون شروط مسبقة» إذا تلقت الدعوة.

  • الأسد لن يسلّم السلطة

أما دمشق فقد أكدت مشاركتها بـ «وفد رسمي» وفق بيان لوزارة الخارجية نشرته وكالة «سانا» الرسمية للأنباء جاء فيه أن سوريا «تؤكد مجددًا مشاركتها بوفد رسمي يمثل الدولة السورية، مزودًا بتوجيهات السيد الرئيس بشار الاسد، رئيس الجمهورية العربية السورية، ومحملاً بمطالب الشعب السوري، وفي مقدمتها القضاء على الارهاب».

وأضاف البيان أن الوفد «ذاهب إلى جنيف ليس من أجل تسليم السلطة لأحد، بل لمشاركة أولئك الحريصين على مصلحة الشعب السوري المريدين للحل السياسي».

من جهته وصف نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، المعارضة السورية بأنها «تعيش في عصر مختلف، فهؤلاء الناس قادمون من العصور الوسطى… هم ضد الديمقراطية والانتخابات، كما أنهم ضد سلامة أراضينا ووحدة الشعب السوري» في مقابلة مع شبكة «CNN» الأمريكية.

وردًا على سؤال حول إمكانية بحث تنحي الأسد خلال المؤتمر أجاب المقداد: «ولا يمكن للقبطان أن يتخلى عن السفينة عندما تبحر في أعماق البحر».

وأبدى المقداد استعداد النظام للتفاوض على أي شيء دون رحيل الأسد «نحن جاهزون للتحدث عن أي موضوع؛ ولكن لا يمكننا خلق فراغ في سوريا قد يؤدي إلى تفكك البلاد وانتشار الفوضى فيها، وقرارنا هو وضع كل ما نتفق عليه للاستفتاء أمام الشعب السوري، لأن الشعب السوري هو صاحب القرار النهائي للعملية برمتها»، كما اتهم المعارضة بالعزلة والخوف من الناس وقرارهم.

  • لا وقف لإطلاق النار

«الجيش الحر» والفصائل المقاتلة على الأرض لن توقف القتال، وقال اللواء سليم إدريس رئيس هيئة أركان الحر إن مقاتليه لن يشاركوا في المؤتمر، واضاف في لقاء مع قناة الجزيرة «إن الظروف والأجواء ليست مهيئة حتى الآن لعقد مؤتمر جنيف في التوقيت الذي تم تحديده، لأسباب كثيرة، والإسراع في إعلان تاريخ عقد المؤتمر من دون أخذ الأسباب المؤدية لنجاحه، ستؤدي إلى نتائج سلبية كبيرة على جميع المستويات»، مؤكدًا أن الجيش الحر لن يتوقف عن القتال إن كان قبل المؤتمر أو خلاله أو بعده.

وأبدى إدريس استياءه من عدم التنسيق مع الحر «لم يتم التشاور مع الحر حول اختيار الشخصيات والجهات التي ستشارك في المؤتمر… وهذا أمر لا نقبل به على الإطلاق والمقاتلون الذين يدفعون من دمهم على الأرض يجب أن يؤخذ رأيهم».

فضلًا عن موقف الجبهة الإسلامية إذ رفضت فصائلها في وقت سابق المشاركة في جنيف-2 واعتبرتها «هدرًا لدماء الشهداء».

أما رئيس الائتلاف فقد قال أنه لم يتمّ التوافق على إيقاف القتال، مشيرًا إلى أنه «فهم» من لقاءه بالمبعوث الدولي الاخضر الإبراهيمي في نيويورك أن هذا الطلب لم يكن موجودًا أبدًا.

  • تشكيل جسم مفاوض للمعارضة

وفيما قال الجربا إنه تم الاتفاق مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، على عقد اجتماع تشاوري للمعارضة في مقر الجامعة خلال شهر، أعلن المنسق العام لـ «الهيئة الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي» حسن عبدالعظيم في مؤتمر صحافي في دمشق: «الذي يريد أن يحضر جنيف من الائتلاف.. يريد حلًا سياسيًا، نحن مستعدون للتنسيق معه ووضع رؤية موحدة وآلية تفاوض».

وفي إطار الاستعدادات لجنيف-2، قام خبراء دوليون بتدريب قادة «الائتلاف» على أصول التفاوض وآلياتها، في وقت نظمت قوى معارضة أخرى دورات تدريبية في دول أوروبية.

  • قائمة المشاركين لم تحسم بعد

وحول المشاركين في المؤتمر قال المبعوث الدولي الاخضر الإبراهيمي إنه لم يتم الانتهاء بعد من وضع قائمة المشاركين في محادثات السلام.

ولدى سؤاله عمّا إذا كانت إيران والسعودية ستحضران المحادثات قال الإبراهيمي «لم نضع قائمة بعد لكن من المؤكد أن هاتين الدولتين ستكونان من المشاركين المحتملين»،  وهو ما يترك الباب مفتوحًا أمام طهران للمشاركة، خصوصًا بعد أن حظيت مؤخرًا بعلاقات جيدة مع الغرب إثر الاتفاق حول النووي الإيراني.

كما عارضت الولايات المتحدة الأميركية أيضًا مشاركة إيران الاجتماع بسبب دعمها لقوات الأسد، وطالبتها أن تعلن تأييدها للانتقال السملي.

يذكر أن المؤتمر أُجّل اكثر من مرة مسبقًا وتجري التحضيرات له منذ أشهر، لكن تعنّت الأسد بالبقاء في السلطة وإصرار المعارضة على شروطها، يبدو أنها لن تترك المجال لحلٍّ توافقي في الفترة القريبة.

مقالات متعلقة

  1. المتحدث باسم الهيئة العليا: سنشارك في محادثات جنيف
  2. حجاب: لا مفاوضات والقوات الأجنبية تقصف الشعب السوري
  3. الشرق الأوسط: مفاوضات سوريا المقبلة مختلفة من حيث الشكل
  4. فابيوس: دي ميستورا لن يوجه دعوات لـ "الديموقراطي الكردي"

سوريا

المزيد من سوريا