معارك القلمون بين الكرّ والفرّ

  • 2013/12/01
  • 11:26 م

عنب بلدي – العدد 93 – الأحد 1/12/2013

ارتفعت وتيرة المعارك في سلسلة جبال القلمون الاستراتيجية شمال دمشق، حيث استعادت قوات الأسد بلدة دير عطية وشددت الخناق على مدينة النبك، فيما استطاعت قوات المعارضة قطع الطريق الدولي بين دمشق وحمص لليوم العاشر على التوالي.

وبعد أسبوع على سيطرة الثوار على بلدة دير عطية أعلنت قوات الأسد استعادة السيطرة على البلدة إثر معارك عنيفة. وفي بيان لها أفادت بأن وحدات تابعة للجيش تمكنت من هزيمة «جماعات إرهابية»، تسللت إلى دير عطية وإن العملية قضت على العديد من «الإرهابيين» من جنسيات مختلفة. وأضاف البيان أن الجنود يطاردون المسلحين في مناطق قريبة في محاولة لتأمين طريق دمشق-حمص.

وأفاد المركز الإعلامي السوري في القلمون بانتهاكات قام بها جنود الأسد أثناء اقتحامهم لمشفى دير عطية التي سيطر الثوار عليها مسبقًا، متهمًا قوات الأسد بقتل خمسة أطباء وخمسة ممرضين وسائقين من منظومة الإسعاف في المشفى. بينما نقلت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» عن وزير الصحة سعد النايف أن «إرهابيين» ارتكبوا المجزرة. كما اتهم الائتلاف الوطني السوري قوات الأسد بإعدام 35 مدنيًا في مزارع دير عطية.

ويقطن دير عطية غالبية مسيحية عرف عنها الحياد من أحداث الثورة السورية، لكن السيطرة عليها تكتسب أهمية كونها تشرف على أوتستراد دمشق-حمص الدولي الذي استطاع الثوار إغلاقه لليوم العاشر على التوالي، في تطور غير مسبوق منذ بداية الثورة السورية في آذار 2013.

وتشارك في معارك الطريق الدولي عدة فصائل أبرزها «الدولة الإسلامية في العراق والشام» و»جبهة النصرة» وكتائب من الجيش الحر، كما أعلن الثوار تشكيل غرفة عمليات موحدة في القلمون تجمع كل الفصائل تحت قيادة مشتركة، واستطاعت هذه الكتائب تدمير العديد من الآليات وقطع الحركة تمامًا على الطريق الدولي، ما أدى إلى إيقاف رحلات السفر المتوجهة من العاصمة إلى الشمال السوري.

من جهتها تفادت قوات الأسد قطع الطريق وتحولت إلى طريق «الفرقلس-التنف-أبو الشامات»، واستطاعت إيصال المحروقات إلى دمشق وريفها بعد انقطاع 5 أيام، وعادت شركات النقل إلى العمل لكن بأجور مضاعفة.

إلى النبك حيث ضيّقت قوات الأسد مدعومة بمقاتلي حزب الله ولواء أبي الفضل العباس حصارها على المدينة منذ عشرة أيام، محاولة استردادها من قبضة الثوار، ودارت اشتباكات عنيفة على أطرافها بالتزامن مع قصف مركز استهدف الأبنية السكنية، فيما لا يزال عدد من المدنيين محاصرين في الحي الغربي، بينما اتهم الائتلاف السوري في بيان له قوات الأسد باحتجاز نحو 30 عائلة، في أقبية مبان تقع قرب ثكنة الكيمياء العسكرية في المدينة.

وقد بلغ عدد الشهداء في النبك وحدها 39 شهيدًا منذ 20 من الشهر الجاري، بينهم 31 مدنيًا حسب مركز توثيق الانتهاكات في سوريا، فيما يتحدث الثوار عن عشرات القتلى من قوات الأسد ومقاتلي حزب الله، وقد استمر الحزب في تشييع مقاتليه داخل الأراضي اللبنانية ومن بينهم القيادي البارز «جعفر رعد» وقد وصل عدد قتلاه في الأيام الأخيرة إلى 25 حسب ما نقلته مصادر أمنية لبنانية لرويترز، لكننا لم نستطع الحصول على إحصائية دقيقة بسبب تكتم الحزب ووسائل إعلام الأسد على الخسائر.

أما مقاتلو المعارضة المتواجدون في مدينة الزبداني فقد شنوا سلسلة عمليات على الحواجز المحيطة بالمدينة، فيما ردت قوات الأسد بقصف عنيف على الأحياء السكنية فيها.

وأفادت «الهيئة العامة للثورة» أن مطار حميميم في القرداحة في ريف اللاذقية استقبل صباح الخميس «طائرة محملة بجثث قتلى قوات النظام من المنطقة»؛ حيث تم نقل هذه الجثث من مناطق الاشتباكات في الغوطة والقلمون إلى العاصمة اللبنانية، بسبب قطع الثوار للطريق الدولية.

وتشكل منطقة القلمون قواعد خلفية للغوطة الشرقية، ويسعى الطرفان لتأمين أوتستراد دمشق-حمص الذي يربط دمشق بالمنطقة الساحلية ذات الغالبية العلوية المناصرة للأسد، وإحراز تقدم ميداني قبل الذهاب إلى مؤتمر جنيف-2 المقرر في كانون الثاني المقبل.

مقالات متعلقة

سياسة

المزيد من سياسة