بعد حصار مطبق استمر لأشهرٍ عديدة على الغوطة الشرقية لمدينة دمشق، أفاد ناشطون أن الجيش الحر تمكن من فك الحصار عن بلدات الغوطة، وأحكم سيطرته على بلدة العتيبة الاستراتيجية؛ وفي الوقت الذي استشهد فيه قائد لواء القعقاع بن عمرو، تمكن الثوار من قتل قائد «الجيش الوطني».
وشارك في عملية تحرير العتيبة التي تعد طريقًا رئيسيًا لإمداد الغوطة الشرقية كل من «جبهة النصرة» و “الجبهة الإسلامية» و “الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام” و “كتيبة عيسى بن مريم»، بتنسيق مشترك.
وأفاد «اتحاد تنسيقيات الثورة» بأن المواجهات في الغوطة الشرقية أدت إلى مقتل العميد مازن الصالح، وهو قائد «الجيش الوطني» الذي شكلته قوات الأسد من المدنيين الموالين له، كما أعلن الاتحاد عن مقتل قائد عمليات حزب الله في الغوطة الشرقية واستسلام 40 من عناصر الحزب بعد محاصرتهم في إحدى الجبهات.
كما بث ناشطون تسجيلات مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي قالوا إنها تعود لعناصر من حزب الله تم أسرهم في الغوطة.
بدوره أوضح المرصد السوري لحقوق الانسان أن خمسة من عناصر حزب الله لقوا مصرعهم وأصيب 12 آخرين في منطقة المرج بالغوطة الشرقية. كما بثت جبهة النصرة صورًا لما قالت إنها تعود لإعدام وقطع رأس مقاتل من عناصر حزب الله كان يقاتل إلى جانب قوات الأسد في الغوطة الشرقية.
وقد خسر الثوار في معارك الغوطة القائد عبد الغفور درويش، الذي استشهد أثناء تحرير بلدة الدير سلمان، بالقرب من العتيبة، وهو من أوائل الملتحقين بالعمل المسلح، إذ أسس كتيبة «أبو عبيدة بن الجراح» أول كتيبة في الغوطة الشرقية، ثم عيّن قائدًا للواء الحبيب المصطفى، وبعدها قائدًا للواء القعقاع بن عمرو التميمي. وشارك درويش بعدة معارك في الغوطة الشرقية أهمها معركة سقبا الأولى، كما ساهم في تحرير كتيبة الإفتريس وتحرير حاجز حرملةبجوبر.
وبفك الحصار عن الخاصرة الجنوبية للغوطة يستطيع الجيش الحر الآن إعادة خط الإمداد لقواته، ومساعدة آلاف السكان المحاصرين بإدخال الغذاء والأدوية وتقديم يد العون لهم بعد أشهر من الجوع والمرض الذي فتك بأهالي الغوطة الشرقية.
وسبق لكتائب الثوار أن تمكنوا قبل أيام من تحرير بلدات الزمانية والقيسا والبحارية والجربا والقاسمية والعبادة والدير سلمان الأسبوع الماضي، في الوقت الذي تحاول وسائل إعلام الأسد وشبكاته الإخبارية التعتيم على الأحداث الميدانية في ريف دمشق، بالتأكيد على أن المناطق التي حررها الثوار لم تكن تحت سيطرة قوات النظام أصلًا.
وتحاول قوات الأسد تشديد الخناق على المقاتلين في الغوطة خصوصًا من محور جوبر والعباسيين وبرزة والقابون، خوفًا من اقتحامات محتملة للعاصمة دمشق، التي يتحصن بها الأسد.