ما بعد جنيف2.. والاحتمالات الممكنة

  • 2013/12/01
  • 10:37 م

عنب بلدي – العدد 93 – الأحد 1/12/2013

جمال الزعبي

لا شك أن هناك شيء ما قيد التحضير في مطابخ السياسية الدولية، قد تنجلي عنه الغشاوة في مؤتمر جنيف2 المرتقب في أول العام المقبل، ويزداد التحضير له كلما اشتد الخناق على النظام لإيجاد مخرج آمن للعاصمة قبل سقوطها بيد المجاهدين، وعلى ما يبدو من هذا المؤتمر أنه سيقلص من حدة الصراع بين الأطراف، عن طريق تحييد بعض المتصارعين كالنظام وإيران وضمان استمرار مصالح روسيا، ومن جهة أخرى إرضاء بعض أطراف المعارضة بحكومة انتقالية تحافظ على مؤسسات الدولة في مراكز المحافظات وبصلاحيات تنفيذية واسعة، وبالتأكيد سيكون هناك دعم خارجي لهذا التشكيل السياسي الجديد ليفرض نفسه في الساحة السورية، ومن هنا بالتحديد ستتحول سوريا إلى الشكل العراقي أو اللبناني.

هذه الحكومة المشكلة تحظى برفض من قبل الفصائل الإسلامية المتشددة والمعتدلة، وتشكيل الجبهة الإسلامية مؤخرًا بقوام 100 ألف مسلح وإصدارها بيانًا برفض الائتلاف يعطينا تصورًا واضحًا عن تعقد المسألة، ونذير شؤم بنشوب الاقتتال طويل الأمد، والتفسير واضح، فعشرات الشهداء الذين يسقطون يوميًا والجهود المبذولة والتضحيات لتحرير مناطق سوريا يرى المجاهدون أنها ليست قربانًا يقدم لمن تختارهم الدول الغربية أوصياءً على البلاد، والذين لطالما تشدقوا برفضهم استجداء الخارج، كما حصل في العراق، وحكومة المالكي، تعتبر رديفًا لذلك كما يصف البعض، تضع يدها على موارد البلاد، وحدود العاصمة بغداد ومعظم المحافظات خارج السيطرة.

قد يقوم الثوار بالسيطرة على بعض موارد البلاد الاقتصادية وهذا بدوره بالتأكيد سيعرقل استقرار البلاد وتشكيل أي حكومة انتقالية، لأنه وحسب مجريات الأحداث لن يتمكنوا من الاستحواذ على مناطق العاصمة ومؤسساتها قبل أي تسوية سياسية يكونون هم خارج اللعبة فيها، فنحن بأمس الحاجة لقادة مخلصين يولدون من رحم الثورة ومن قلب الحدث، عرفوا بأفعالهم ولا مكان لديهم للمزاودة وبيع الولاءات.

في الحقيقة واهم من يعتقد أن هناك ديمقراطية عربية حقيقية، فإن وجد في بعض الدول العربية هامشٌ من الحرية، بالمقابل لا يوجد تعددية سياسية، إنما سلطة تتوارثها الأجيال، إما على أساس ملكي وجمهوري أو على أساس تحييد الأكثرية، مهمتها الحفاظ على الحدود التي قُسم إليها الوطن العربي، وكل ما دون ذلك لا يتعدى الشعارات الرنانة العاطفية التي أعدت للمتاجرة بالشعوب.

مقالات متعلقة

رأي

المزيد من رأي