ثلاثة منتجات تحولت سوريا إلى استيرادها خلال الحرب

camera iconمرفأ اللاذقية (انترنت)

tag icon ع ع ع

تحولت سوريا خلال الحرب المستمرة منذ سنوات إلى مستورد لعدد من المنتجات النفطية والزراعية، بعد أن كانت مصدرة لها.

أسباب كثيرة أسهمت في تحول سوريا من مصدرة إلى مستوردة، منها نشوب صراعات مسلحة في مساحات واسعة من الأراضي السورية، عبر عدد من الأطراف (النظام، المعارضة، تنظيم “الدولة”، القوات الكردية)، إضافة إلى الجفاف وقلة الأمطار والقصف المستمر من قبل النظام السوري.

تراجع المساحات المزروعة بالقمح

الحرب حولت سوريا من الاكتفاء الذاتي بمادة القمح الاستراتيجية إلى مستورد لها، بعدما تراجع إنتاج القمح بشكل كبير خلال السنوات الماضية.

فبعد أن بلغ محصول سوريا من القمح خلال 2011 نحو 3.4 مليون طن، تراجع الإنتاج إلى 1.7 مليون طن العام الماضي، بحسب مصادر النظام، في حين تقدر منظمة الأغذية والزراعة (فاو) التابعة للأمم المتحدة المحصول بـ1.3 مليون طن فقط، بنسبة انخفاض 55%.

الانخفاض دفع حكومة النظام السوري إلى البحث عن بدائل من أجل توفير القمح، فتعاقدت مع روسيا، التي تتصدر قائمة مصدري القمح العالمين، لشراء آلاف الأطنان.

وآخر هذه الدفعات كانت، أمس، عندما وصلت الباخرة الروسية “ليفروسو” المحملة بـ 31.5 ألف طن من القمح، بحسب ما قاله مدير عام مؤسسة تجارة وتصنيع الحبوب، ماجد الحميدان.

الحميدان كشف، في تشرين الأول الماضي، عن نية حكومة النظام السوري استيراد حوالي مليون طن من القمح الروسي الطري المعد للطحن.

وكانت منظمة (فاو)، ذكرت في نيسان الماضي، أن النقص الذي تعاني منه سوريا في محصول القمح يزداد، بعد تقلص المساحات المزروعة لهذا العام.

وأكدت أن المساحة المزروعة بالقمح والشعير لموسم 2015-2016 تقلصت إلى 2.16 مليون هكتار، بعد أن كانت 2.38 مليون هكتار في موسم 2015.

دراسة لاستيراد زيت الزيتون

قبل الثورة كانت سوريا تحتل المرتبة الرابعة عالميًا والأولى عربيًا في إنتاج الزيتون، كما احتل زيت الزيتون السوري المرتبة الثالثة عالميًا من حيث جودته.

وبعد أن كانت سوريا من المصدرين الأساسيين لزيت الزيتون، أعلنت حكومة النظام السوري عن وجود دراسة لاستيراده، بعد سنوات من الحرب.

وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حكومة النظام السوري، عبد الله الغربي، قال لصحيفة “الوطن”، المقربة من النظام، الأربعاء 22 آذار، إن “الوزارة تدرس خيار استيراد كميات محددة من زيت الزيتون، لتحقيق التوازن في السوق المحلية بين العرض والطلب، وتحقيق استقرار سعري لهذه المادة كونها من المواد الأساسية في الغذاء اليومي للمواطن”.

ويأتي ذلك بعد دراسة سعرية للسلع، عن شباط الماضي، نفذها مركز دعم القرار في رئاسة مجلس الوزراء، أظهرت أن أسعار مادة زيت الزيتون سجلت زيادة بنسبة 56.6% مقارنة مع الشهر ذاته من العام الماضي.

إلا أن معاونه، جمال الدين شعيب، نفى نية الوزارة استيراد زيت الزيتون، قائلًا “لا توجد نية لاستيراد زيت الزيتون، لكن في حال استمرار الارتفاع بشكل غير مقبول قد نلجأ للاستيراد عندها، لكن لا يوجد نية حاليًا”.

المشتقات النفطية

كانت المشتقات النفطية تشكل 74% من قيمة الصادرات السورية قبل الثورة، لكنها تأثرت بالحرب بشكل كبير، فقد وصلت صادرات النفط إلى الصفر، بسبب خروج معظم آبار النفط عن سلطة النظام ووقوعها بيد تنظيم “الدولة”، وخاصة حقول النفط الواقعة في الشمال والشمال الشرقي وحوض الفرات.

وزير النفط والثروة المعدنية في حكومة النظام، علي غانم، قال الأسبوع الماضي، إن “قطاع النفط تعرض لخسائر جسيمة وصلت إلى أكثر من 65 مليار دولار، جعلتنا نتحول من مصدرين للنفط إلى مستوردين”.

ونتيجة لذلك سارع النظام السوري إلى استيراد المشتقات النفطية من أجل سد النقص الحاصل من الدول الداعمة له، وخاصة إيران.

ووصلت الشهر الماضي ناقلات نفط إلى ميناء بانياس في الساحل السوري، بعد أزمة محروقات عصفت بمناطق النظام، أدت إلى شلل في الطرقات نتيجة توقف إيران عن توريد المتشقات النفطية إلى سوريا، بحسب تقارير إعلامية، ما دفع الحكومة إلى استيرادها من الجزائر.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة