تنصّلت “قوات سوريا الديمقراطية” من استهدافها سد الفرات الواقع قرب مدينة الطبقة في ريف الرقة الغربي، رغم الدلائل التي تشير إلى تورّط “التحالف الدولي” بالمسؤولية عن القصف المباشر.
بينما أطلق تنظيم “الدولة الإسلامية” تحذيرات حول إمكانية انهياره في أي لحظة، موضحًا احتراق غرفة التحكم فيه.
“قسد” تبرئ التحالف
وجاء في بيان أصدرته “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) مساء أمس، الأحد 26 آذار، أن سد الفرات هو “مؤسسة وطنية”، و”قواتنا حريصة كل الحرص على تحريره وسلامته وحمايته”.
وأكدت القوات، التي تعد “وحدات حماية الشعب” الكردية المكون الرئيسي لها، عدم صحة استهداف طيران التحالف الدولي محيط أو جسم سد الفرات.
وأضاف البيان “لهذا قمنا بعملية الإنزال بمحيط مدينة الطبقة وتتم عملية التحرير عبر اشتباكات مباشرة مع إرهابيي داعش، ومن أجل ألا يلحق الأذى بسد الفرات، ولأن إرهابيي داعش يتحصنون فيه”.
وأشارت “قسد” إلى أن “عملية التحرير والسيطرة على سد الفرات تتم ببطء وبشكل دقيق، ولهذا يتطلب تحرير سد الفرات مزيدًا من الوقت”.
دلائل تؤكد استهداف السد
ونشر ناشطون أمس صورًا لوكالات كردية محلية، تظهر تعرض مبنى السد لقذائف قالوا إنها للمدفعية الأمريكية الداعمة لـ “قسد” على الأرض، خلال آذار الجاري.
المحلل البريطاني إليوت هيغنز نشر أمس صورة جوية حديثة لمنطقة السد، مأخوذة بتاريخ 23 آذار الجاري، تظهر ركود المياه على جانبيه بشكل واضح، ما يعني أن بوابات السد مغلقة بشكل كامل، ما يعزز نظرية ارتفاع منسوب المياه.
الأمم المتحدة كانت حذّرت في 15 شباط الفائت من انهيار السد، بعد ارتفاع طرأ على منسوبه بنحو عشرة أمتار، منذ 24 كانون الثاني الماضي.
وذكر التقرير أن أضرارًا بالغة لحقت بمدخل السد بسبب الضربات الأمريكية الجوية، مؤكدة أن الغارات الجوية على ريف الرقة الغربي، بتاريخ 16 كانون الثاني، استهدفت مدخل السد، وهذا قد يؤدي بحال استهدافه مرة أخرى لانهياره.
احتراق غرفة “الكونترول”
ونشرت وكالة “أعماق” التابعة لتنظيم “الدولة” مساء أمس، صورة تظهر احتراق غرفة التحكم الرئيسية لسد الفرات جراء الضربات الأمريكية.
وتأكدت عنب بلدي من مهندس عمل سابقًا في منشأة السد، ويقيم حاليًا في تركيا، من صحة الصور، مؤكدًا أنها موجودة في مبنى إدارة سد الفرات.
لكن المهندس، الذي فضل عدم ذكر اسمه، استبعد انهيار السد فيما لو لم يتعرض لقصف جوي جديد، منوهًا إلى وجود آلية يدوية لفتح البوابات دون الحاجة للتيار الكهربائي، ومشيرًا في الوقت ذاته إلى صعوبتها جراء افتقار تنظيم “الدولة” للخبراء والتقنيين.
نزوح ورعب في المنطقة الشرقية
وشهد يوم أمس، حالة نزوح غير مسبوقة في قرى دير الزور والرقة، على خلفية إعلان تنظيم “الدولة” خروج السد عن الخدمة والتحذيرات التي أطلقها من انهياره المفاجئ.
ونشرت صفحات ووسائل إعلام محلية صورًا لأهالي من المنطقة الشرقية يفترشون الطرقات خوفًا من “الكارثة” المحتملة.
وبحسب المصادر المتطابقة، فإن سيارات “الحسبة” التابعة للتنظيم، دعت الأهالي إلى العودة إلى منازلهم بعد “زوال خطر الانهيار”، بعد أن طالبتهم بالخروج من الرقة، وهو ما أثار بلبلة غير مسبوقة.
وذهب ناشطون إلى أن تنظيم “الدولة” تعمّد إحداث فوضى في المدينة، وتهويل قضية السد، للضغط على التحالف وقوات “قسد” بوقف العملية العسكرية في منطقة الطبقة، أو السعي إلى هدنة توقف استنزاف في قواته، وانحسار مناطق سيطرته.
وتبلغ الطاقة الاستيعابية لسد الفرات نحو 11 مليار متر مكعب من المياه، ويوفر الكهرباء لمدينتي الرقة والطبقة وبعض بلدات دير الزور، وتؤكد تقديرات متطابقة أن انهيار السد سيتسبب بغرق كامل لمدينة الرقة، وغرق جزئي في مدينة دير الزور، ومسح عشرات القرى في المحافظتين عن الخارطة.
–