عنب بلدي – خاص
يعيش أهالي محافظة الرقة، على وقع المجازر التي خلّفتها مقاتلات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، والتي اتسمت بـ “الدموية”، خلال الأسبوع الفائت، في ظل العمليات العسكرية التي تشنها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وتدعمها واشنطن لطرد تنظيم “الدولة الإسلامية” منها.
أسبوع دموي برعاية التحالف
وأحرزت “قسد” والقوات الأمريكية الداعمة لها، تقدمًا ملحوظًا في محيط مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي، وباتت تسيطر على أجزاء من سد الطبقة وعلى مقربة من المطار العسكري في المدينة، وذلك بالاعتماد على غطاء جوي للتحالف، كان مسؤولًا عن عدة مجازر، أبرزها استهداف مدرسة تؤوي نازحين في بادية المنصورة، في 20 آذار الجاري، واستهداف مساكن الطبقة في اليوم ذاته.
منظمة “Air wars” الحقوقية، أوردت أرقامًا “مهولة” عن ضحايا التحالف الدولي في سوريا والعراق خلال الأسبوع الفائت، وقالت إن 440 مدنيًا قتلوا في الرقة والموصل خلال أسبوع، موضحة أن بين 7091- 9790 مدنيًا قتلوا بنيران التحالف في البلدين، في الفترة الممتدة من آب 2014 وحتى 24 آذار الجاري.
المحامي والناشط الحقوقي أسيد الموسى، ابن مدينة الرقة، أوضح أن جميع المستشفيات المتبقية في ريف الرقة أصبحت خارج الخدمة حاليًا، مشيرًا إلى أن المستشفى الوحيد في الرقة المدينة، يعمل بأقل من ربع طاقته.
وأضاف الموسى، في حديث إلى عنب بلدي، أن قصف كل الجسور التي تربط المدينة بالريف، منع نقل الجرحى لتلقي العلاج، كما جعل فرارهم من المدينة أكثر صعوبة، وتابع “يوجد أكثر من مئتي ألف مدني في الرقة، وتشهد ازدحامًا كبيرًا دعا بعض الأهالي لاستئجار الخيام التي وصل سعر الواحدة منها إلى مئتي ألف ليرة سورية”.
التمهيد لما بعد “داعش“
تخضع مدينة الرقة لسيطرة تنظيم “الدولة”، وبات وجوده فيها مسألة وقت بحسب المعطيات الميدانية التي تشير إلى اقتراب معركة المدينة، التي تدعم فيها واشنطن “قسد” ذات الغالبية الكردية، وتمهّد حاليًا لإنشاء جهاز شرطة كردي ومجلس حكم مدني ذي صبغة عشائرية، بحسب ما صرح مسؤولَين كرديَين لوكالة “رويترز”، الجمعة 24 آذار.
وألمح المسؤولان الكرديان، إلى أن “حزب الاتحاد الديمقراطي” (PYD) يسعى إلى دعم مجلس يتكون من ممثلين عن العشائر العربية والكردية الموجودة في المنطقة، وأنه رغم وجود ممثلين عن العشائر العربية في المجلس المتوقع إنشاؤه، إلا أنّه سيكون تحت جناح “الإدارة الذاتية”، في تجربة مشابهة لما جرى في مدينة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي.
الإداري في لجنة العلاقات الدبلوماسية في “حزب الاتحاد الديمقراطي”، عواس علي، أوضح لـ “رويترز”، أنه سيصبح عضوًا في المجلس الذي سيتم الإعلان عنه في نيسان المقبل، وأكّد أنّه سيضم، بالإضافة إلى ممثلي العشائر، أشخاصًا يعيشون حاليًا في الرقّة.
وبحسب تصريحات لمسؤولين كرد، فإنّ “المئات” يتلقون تدريبات في بلدة عين عيسى (شمال الرقة)، على يد التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، وبمساعدة “قسد”، وهو ما تطابق مع حديث عوّاس علي حينما شدد على أن مدينة الرقة ستضم إدارة لـ “الأمن الداخلي”، وهي إدارة “مدنية بحتة” ليس لها علاقة بالتحركات العسكرية، بحسب تعبيره.
تركيا، ورغم الاستغناء الفعلي عن خدماتها في الرقة، تبدو أنها مازالت تبحث عن دور في دخول المدينة أو الإشراف على إدارتها مستقبلًا، بهدف تقليص نفوذ كرد “الإدارة الذاتية”، وهو ما سيكون محور مباحثات الأتراك مع وزير الخارجية الأمريكية، ريكس تيلرسون، الذي يزور أنقرة في هذه الأثناء، وهو ما أكده مسؤولون أمريكيون للصحفيين.
وكانت “قوات سوريا الديمقراطية” أعلنت في تشرين الثاني من العام الفائت معركة “غضب الفرات” للسيطرة على الرقة، بدعم واسع من واشنطن والتحالف الدولي، ونجحت في ثلاثة أشهر بفرض حصار من ثلاث جهات على المدينة وريفها القريب.