حقائب "مليئة بالذكريات"
الحصار لم يُبقِ لأهالي الوعر ما يحملونه في رحلة نزوحهم
حمص – جودي عرش
في الدقائق الأخيرة وُدّعت الشوارع وحُزمت الأمتعة، وتوجه الأهالي إلى الباصات الخضراء التي أصبحت في أيامنا الماضية “أكبر الكوابيس”.
تصف إحدى نازحات حي الوعر إلى مدينة جرابلس وتدعى سمر الأيمن، اللحظات الأولى لمغادرة الدفعة الأولى من أهالي الوعر إلى مدينة جرابلس شمال حلب.
تقول الشابة الحمصية “حقائب المهجرين لم تمتلئ سوى بالقليل من الأمتعة البسيطة، والذكريات الكثيرة، فالحرب لم تُبقِ شيئًا من ممتلكات الأهالي أو قوتهم، بل كانت كفيلة بإجبارهم على بيع كل ما يملكون سبيلًا للبقاء في ظل الحصار”.
وتضيف في حديث مع عنب بلدي “لم أحمل في حقيبتي الكثير، فما أملكه يقتصر على بعض الثياب الرثة الخاصة بأطفالي، والتي قدمتها لنا الجمعيات الخيرية”.
وعانى الأهالي المدنيون في حي الوعر الحمصي خلال سنوات الحصار الثلاث السابقة، أنواع القصف، والنقص الحاد في المواد الغذائية والطبية، ما انعكس على حالتهم المادية بشكل عام.
كما دمرت الغارات الجوية أكثر من 50% من الأبنية السكنية والممتلكات الخاصة لدى المدنيين.
تشير سمر إلى أن “معظم الأهالي خرجوا بلا مال أو ملبس، ولم يحملوا معهم سوى أشياء صغيرة تذكرهم بمن رحلوا، كالخاصة بشهدائهم، أو أخرى رمزية كانوا قد قدموها لهم”.
وكان ألم أهالي الحي المرافق الوحيد لهم في الرحلة الأخيرة، ويعود ذلك إلى أنه “النزوح الأخير والنهائي.. وفرصة العودة إلى الحي لن تتكرر”.
استقبال ينسي “آلام التهجير“
تحدثت عنب بلدي مع عبد الحسيب التلاوي، أحد شبان حي الوعر الذي غادر ضمن القافلة الأولى من الحي ووصل إلى مدينة جرابلس بريف حلب الشمالي، للوقوف على ظروف النازحين الأولى حال وصولهم إلى النقطة الأخيرة من الاتفاق.
يقول الشاب “استقبلنا الأهالي استقبالًا جميلًا وقاموا بفتح منازلهم لنا وقدموا لنا الطعام، لننقل بعدها إلى المخيمات المجهزة بشكل مبدئي، إذ مددت لها الكهرباء والماء وشبكة الإنترنت”.
واعتبر أن “كلمات المواساة” التي قدمها أهالي ريف حلب الشمالي رفعت معنويات أهالي الوعر بشكل كبير، كما أنستهم بعضًا من “آلام التهجير والرحلة الصعبة”.
في حين أشار مدير المكتب الإعلامي في مدينة جرابلس، أبو قصي الكجك، إلى تجهيزات قامت بها منظمة “الطوارئ التركية” و”الهلال الأحمر” التركي، تركزت في بناء المخيمات، وتأمين مستلزماتها من بطانيات وإسفنج ومواد أولية، إضافةً إلى مواد غذائية وزعت بشكل فوري على المدنيين.
إلا أن الكجك أوضح لعنب بلدي أن “وضع النازحين غير مستقر حتى الآن، نظرًا لضيق الوقت”، مضيفًا ” التهجير قاس جدًا، ومهما قدم الشخص المستضيف للشخص المهجّر ستبقى نفسية المهجَّر محطمة بسبب بعده عن منزله وأرضه”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :