رسائل عودة الخطيب إلى المنتخب
في خمس دقائق نزل خلالها إلى أرضية الملعب، بديلًا اضطراريًا للمواس، تمكّن فراس الخطيب من كتابة اسمه مجددًا بالخط العريض في تصفيات كأس العالم “روسيا “2018.
وأثارت عودة اللاعب المعارض فراس الخطيب إلى تمثيل المنتخب، الذي يديره النظام السوري، جدلًا كبيرًا في أوساط المعارضين كما المؤيدين، فهو الذي أعلن ولاءه للثورة وقاطع اللعب في صفوف المنتخب مادام مدفع يقصف في سوريا.
ولكن بعد عودته كلاعب خبرة تنتظره الجماهير السورية بعد غياب خمس سنوات كاملة عن لعب أي مباراة دولية بسبب موقفه السياسي، أصر المدرب أن يستخدم عقلية الإقصاء والمحسوبيات السائدة في سوريا بشكل عام وفي كرة القدم السورية بشكل خاص، وتركه على مقاعد البدلاء حتى الرمق الأخير من المباراة، ولم يكن ليشارك فيها لولا إصابة المواس عمود خط وسط المنتخب.
غير السوريين كانوا ينتظرون مشاهدة الخطيب بقميص المنتخب من جديد أكثر من السوريين أنفسهم، فما حصل بعودة الخطيب كان تحديًا لإدارة المنتخب من جهة قدرتها على جلب لاعب معارض للعب من جديد في صفوف المنتخب السوري، ولفراس من جهة أخرى، الذي يمثل مع عدد من اللاعبين السوريين، الرياضيين السوريين الأحرار المعارضين.
قد تكون خطوة عودة الخطيب مقدمة لعودة لاعبين آخرين، رفضوا المشاركة قبلًا، إذ بادر النجم عمر السومة المعروف برفضه اللعب للمنتخب، بالمباركة بفوز المنتخب السوري على الأوزبك عبر صفحته في “فيس بوك”، وأخذت مبادرته على أنها ربما رغبة منه بالتفكير في الأمر مجددًا.
واعتبر الكثيرون من جماهير كرة القدم السورية، أن الفوز هو فوز لـ “أبو حمزة”، الذي أثبت في النهاية أنه هو الوحيد القادر على جلب الهدف وتحقيق الفوز، رغم تفضيل المدرب لزملائه البدلاء عليه طيلة فترات المباراة.
ولكن محللين يرون أن ترك الخطيب على مقاعد البدلاء يشكل هاجسًا غير مطمئن للاعبين الراغبين بالعودة، فقد سبق وأن حصلت مواقف غير مفهومة من إدارة المنتخب، كاستبعاد لاعبين دون أسباب مقنعة، رغم حصولهم على فرص جيدة خارج حدود سوريا.
ورغم تفضيلهم لقميص سوريا، لم تكن إدارة المنتخب على قدر المسؤولية، كسنحاريب ملكي الذي استبعد من قبل المدرب السابق فجر إبراهيم لأسباب غير مقنعة، رغم أدائه الجيد والمقنع في جميع المباريات التي خاضها.
والسؤال هنا، هل كان حقًا بدلاء المنتخب السوري في خط الوسط والهجوم أفضل من الخطيب في مباراة أوزباكستان، أم تعمّد الحكيم توجيه رسالة له أن قدومه لا يعني تفضيله على المنتخب.
حظوظ المنتخب السوري
بعد فوزه على نظيره الأوزبكي، أنعش المنتخب السوري حظوظه في التأهل إلى مونديال روسيا، لا سيما وأن كوريا وصيف المجموعة قد تلقت خسارة مفاجئة من التنين الصيني.
بثماني نقاط خلف أوزباكستان بفارق نقطة، وباثنتين عن كوريا، يقبع المنتخب السوري في المركز الرابع، برصيد فوزين وتعادلين وخسارة.
وتنتظره مباراة مهمة أمام كوريا الجنوبية يوم الثلاثاء المقبل 28 آذار، وفي حال تمكنه من حصد نقاطها الثلاث سيصعد إلى المركز الثاني خلف إيران، إن تعادل الأوزبك أو خسروا.
وسيحل في المركز الثالث فيما إذا تمكن الأوزبك من تجاوز المنتخب العنابي القطري.
وفي كلتا الحالتين ستكون حظوظ السوريين قائمة للمنافسة على أحد المقاعد الثلاثة الأولى.
ولكن نتيجتي التعادل أو الخسارة لن تكونا لصالح المنتخب السوري على الإطلاق، وستعني، في حال فوز الأوزبكي على قطر، انتهاء آماله بالتأهل إلى حدّ بعيد.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :