أعلن لواء التوحيد يوم الاثنين 18 تشرين الثاني خبر استشهاد قائده العسكري عبد القادر الصالح، متأثرًا بجراحٍ بالغة أصيب بها إثر استهداف طيران الأسد لإحدى اجتماعات القادة العسكريين في اللواء داخل مدرسة المشاة في حلب التي يسيطر عليها التوحيد منذ قرابة العام.
عبد القادر الصالح هو أحد شباب الريف الحلبي، من مواليد عام 1979، المؤسس والقائد العسكري للواء التوحيد، متزوج وأب لخمسة أطفال، كان يعمل في تجارة الحبوب والمواد الغذائية، كما وعمل داعيًا إسلاميًا في كل من سوريا والأردن وتركيا وبنغلادش، وذلك بعد أن أنهى خدمته العسكرية في وحده الأسلحة الكيماوية.
كان الصالح من أوائل المنظمين للنشاط السلمي والمظاهرات في مارع، وأطلق عليه حينها لقب «حجي مارع». انتقل إلى العمل المسلح بعد بداية الثورة بشهور؛ واختير ليكون قائد الكتيبة المحلية في البلدة، ثم اختير ليقود مجموعة من الكتائب العسكرية للقتال في الريف الشمالي لحلب تحت اسم «لواء التوحيد».
مع تشكيل لواء التوحيد في تموز 2012، تم اختيار الصالح ليكون القائد العام للعمليات العسكرية التي ينفذها اللواء ضد قوات الأسد. فقاد الصالح العديد من المعارك، وأهمها معارك السيطرة على مدينة اعزاز الحدودية مع تركيا، ومدن الراعي وجرابلس والعديد من البلدات الكبرى في ريف حلب الشمالي.
كما وشارك في العديد من المعارك الأولى في مدينة حلب، حيث شارك في السيطرة على المراكز الأمنية في النيرب والشعار وهنانو والصالحين ومقر الجيش الشعبي وثكنة هنانو ومضافة آل بري، ومدرسة المشاة، ومشفى الكندي.
ومن المعروف عن الصالح تواجده في الصفوف الأمامية، فقد كان من أوائل من خرج لمؤازرة المقاتلين في القصير قبيل سيطرة النظام عليها، كما وشارك في معارك تحرير اللواء 80 بعد أن قطع اجتماعًا كان يحضره في الريحانية على الأرضي التركية، كما قال الناشط أسامة أبو زيد ممثل المجلس المحلي لمدينة داريا ولواء شهداء الإسلام في تركيا، «أصر عبد القادر الصالح إلى العودة إلى سوريا حين علم عن اشتداد المعارك في اللواء 80، ومع محاولة الكثير من الحضور إقناعه بالبقاء إلا أنه أبى إلا أن يكون بين مقاتليه جنبًا إلى جنب».
لعب الصالح دور الوسيط في مدينة اعزاز بين لواء عاصفة الشمال والدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش». كما كان همه توحيد جميع الفصائل الإسلامية تحت راية واحدة، فاجتمع قبيل استشهاده بأيام مع قادة كل من جيش الإسلام، حركة أحرار الشام الإسلامية، وصقور الشام لهذه الغاية.
استشهد الصالح بعد متأثرًا بإصابات بالغة إثر قصف طائرة تابعة للنظام اجتماعًا لقادة لواء التوحيد في مدرسة المشاة كان مخصصًا للتخطيط لاستعادة السيطرة على اللواء 80 قرب مطار حلب، والذي تمكنت قوات النظام من استعادة السيطرة عليه في وقت سابق. ووري عبد القادر صالح الثرى في مسقط رأسه في مدينة مارع بقبرٍ حفره بنفسه وأوصى بأن يدفن فيه.
يذكر أن الصالح كان قد تعرض لأكثر من محاولة اغتيال، كما أن النظام السوري وضع مكافأة مالية وقدرها 200 ألف دولار لمن يعتقله أو يقتله.