أحمد الشامي
أظهرت وثائق اﻷرشيف مؤخرًا أن الاستخبارات البريطانية قد امتنعت عن اغتيال «هتلر» أثناء الحرب العالمية الثانية رغم عدة فرص! بررت استخبارات صاحبة الجلالة اﻷمر بخشيتها من أن يكون خليفة «هتلر» أكثر ذكاء منه ويغير مسار الحرب أو يضع حدًا لها قبل هزيمة ألمانيا. برأي أساطين الاستخبارات فعدو أخرق «كهتلر» هو ثروة لا يجوز التفريط بها…
هذا يفسر لنا العمر المديد للكثير من معارضي اﻷسد وتعفف النظام عن إبادة المجتمعين في ضواحي دمشق ﻹعلان إقامة جيش عرمرم أقواله أكثر من أفعاله. هكذا أيضًا نفهم لماذا اغتيل رجال مثل «مشعل التمو» و»عبد القادر الصالح» و «غياث مطر» وغيرهم، في حين تنعم مقرات «داعش» وأخواتها بالهدوء واﻷمان، تمامًا كقادة هذه العصابات.
ذات المنطق ينطبق على العمر المديد للمأفون «حسن نصر الله» الذي يدعي أن إسرائيل تريد اغتياله وهي التي اغتالت سابقيه، أنى ﻹسرائيل أن تفقد صديقًا مثل «الشاطر حسن» الذي جعل من حزبه عدوًا لمليار مسلم سني…
العدو يحاربنا بذات التكتيكات اﻹسرائيلية التي تستفيد من نزعتنا «لشخصنة» القيادات ومن اعتماد الحراك الثوري على العلاقات المباشرة والفردية في مجتمعنا المتخلف، هكذا فعلت إسرائيل مع «فتح» ثم «حماس» حيث قامت بتصفية القيادات الميدانية التي لا تناسبها.
عدونا يعلم أن الحرب ستكون طويلة وأن أحلام «القيادات التاريخية» واﻷشخاص الاستثنائيين لازالت متحكمة بعقولنا، في حين أن المرحلة تقتضي حرب تحرير لامركزية، تهدف إلى جعل الاحتلال «اﻷسدي الفارسي» مرتفع الكلفة ومنهكًا.
على عكس الاستراتيجية «الطالبانية» والفاشلة التي تنتجها المعارضة المسلحة حاليًا، يحتاج الحراك الثوري لنفس جديد ولاستلهام الاستراتيجية الفيتنامية، وقبلها استراتيجية المقاومة الفرنسية للنازي، في تشكيل خلايا صغيرة سريعة الحركة، موحدة في الهدف ومختلفة في التكتيك، دون الدخول في مواجهات مفتوحة غير متكافئة ودون الحاجة ﻷسلحة متطورة ومكلفة، فالطائرة لا تطير دون طيار والدبابة تحتاج لطاقم يمكن «التعامل» معه مباشرة!
حين يصبح هم السوريين اﻷوحد هو الخلاص من النظام المحتل، نصبح جميعًا «حجي مارع».