عنب بلدي – وكالات
لم تمض أربعة أيام على تفجيرين استهدفا باصات تقل زوارًا عراقيين في منطقة باب مصلى في دمشق، في 11 آذار الجاري، وراح ضحيتها 70 شخصًا، حتى هز دمشق تفجيران جديدان، الأسبوع الماضي، تسببا بمقتل 31 شخصًا وإصابة العشرات من المواطنين.
التفجير الأول ضرب بهو القصر العدلي في شارع النصر وسط العاصمة دمشق، وأنهى الإعلام الرسمي للنظام والموالي له تخبطه عن سبب التفجير، وأعلن أنه ناتج عن تفجير انتحاري بعدما أعلن أنه ناتج عن عبوة ناسفة.
وبعد دقائق فجر انتحاري نفسه في أحد مطاعم منطقة الربوة السياحية شمال غرب دمشق، بعدما كان ملاحقًا من قبل دورية أمنية، مسببًا مقتل شخص وإصابة 23 آخرين، بحسب الرواية الرسمية.
تنصل وإدانة
وعقب التفجيرين سارع الفصيلان البارزان في الساحة السورية، “حركة أحرار الشام” و”جيش الإسلام”، إلى إصدار بيانات إدانة للتفجيرات واصفين إياها بـ “الإرهابية”، لأنها استهدفت المدنيين بشكل رئيسي.
أما “هيئة تحرير الشام”، التي تبنت تفجير باب مصلى، والتفجيرات التي ضربت المراكز الأمنية في حمص، في 25 شباط، وأطاحت بضباط وعناصر من الأمن العسكري وأمن الدولة، نفت مسؤوليتها عن التفجيرين، وجاء في بيان مقتضب لها أن “تحرير الشام تنفي صلتها بتفجيرات دمشق، وتؤكد بأن أهدافها منحصرة في الأفرع الأمنية والثكنات العسكرية للنظام المجرم وحلفائه”.
آراء متضاربة حول المسؤول عن التفجيرين
التفجيران آثارا آراءً متضاربة واتهامات متبادلة بين أطراف محسوبة على النظام وأخرى على المعارضة السورية، حول المسؤول عنهما، خاصة في ظل عدم تبني أي جهة مسؤوليتها عن التفجيرين حتى الآن.
الطرف المؤيد اعتبر أن “الفصائل الجهادية” المنضوية في صفوف المعارضة، بدأت بنقل معركتها إلى داخل مناطق النظام وخاصة العاصمة دمشق وجميع المدن التي تعتبر آمنة بشكل نسبي، بهدف الانتقام والتعويض عن خسارتها مدنًا وبلدات بالقرب من دمشق والأحياء الشرقية في حلب أواخر العام الماضي.
وكان القائد العام لهيئة تحرير الشام، هاشم الشيخ، قال في تسجيل مصور، الجمعة 17 آذار، بمناسبة مرور ستة أعوام على انطلاق الثورة السورية، “إننا سنصعد عملياتنا في قادم الأيام، وسيصلهم جنودنا في قلب حصونهم، وما عملية دمشق وحمص عنهم ببعيد”.
أما الطرف المعارض فاعتبر أن التفجيرين من صنيعة النظام، كون المنطقتان محصنتين أمنيًا بشكل كبير ويصعب الوصول إليهما، وهدف النظام هو لصق “تهمة الإرهاب” بالثورة السورية والمعارضة، وإيهام دول العالم بأنه يقاتل الإرهاب الذي يستهدف المدنيين، خاصة وأن التفجيرين تزامنا مع اجتماع الأطرف الضامنة لوقف إطلاق النار (تركيا وروسيا وإيران) في أستانة 3، إذ تعوّد النظام أن يفتعل التفجيرات مع عقد الاجتماعات الدولية المعنية بالشأن السوري.