إدلب – عفاف جقمور
حازت طالبة الأول الثانوي، إسلام دردورة، على المركز الأول في مدرستها، متفوقة على أقرانها في المعرض المدرسي، الذي نظمته مع مدرّساتها وزملائها في مدرسة “العز بن عبد السلام” بإدلب، الخميس 16 آذار الجاري، برعاية مؤسسة “قبس” التربوية، وحمل عنوان “نبض الورود”.
ترفد النشاطات والمعارض التي تنظمها المؤسسات التعليمية، المادة العلمية التي يتلقاها الطلاب والتلاميذ في مدارسهم، ويرى بعض التربويين، الذين استطلعت عنب بلدي آراءهم، أنها تكمّل بعضها، للوصول إلى سلوكيات تربوية أفضل.
“شخصية الطالب تظهرها أعماله“
هدفت “قبس” من المعرض إلى الترفيه عن الطلاب بطرق مختلفة، وفق أحمد الخطيب، رئيس مجلس الإدارة في المنظمة، ولم تكن الغاية منه عرض الأعمال الفنية التي صنعتها الطالبات فقط.
ويعتبر الخطيب أن تكلفة المعارض “ربما تكون مرتفعة إلى حد ما” ولكن نتائجها مثمرة، فشخصية الطالب لا يمكن اكتشافها إلا من خلالها.
“العمل التربوي ضخم، ويجب أن يشمل كافة الجوانب”، يقول الخطيب، مؤكدًا على ضرورة الاهتمام بالمادة العلمية وصقل موهبة الطلاب في آن واحد.
المعارض الفنية توصل فكرة
لا تتوقف الأعمال الفنية على درس رسم أو نشاطٍ رياضي أسبوعي، يضع المدرّس علامته على أساس مستوى الطالب العام، بل يمكن أن تكون طريقة في ترسيخ المعلومات التي يكتسبها الطالب خلال تعليمه، وفق الدكتورة رنيم اليوسفي، أستاذة علم النفس في جامعة إدلب.
وترى اليوسفي، في حديثٍ إلى عنب بلدي، أن المعارض تساعد المعلم في إيصال الأفكار والمعارف وتدعيم المقررات، كما تعتبرها مرجعًا تعليميًا للتلاميذ.
“يمكن أن تكون المعارض عامل إثارة للتلاميذ نحو دراسة موضوع جديد”، وفق أستاذة علم النفس، وتعتبرها وسيلة “فعّالة” تُعين على زيادة شغف التلاميذ للدراسة، والاطلاع وتحسين عملية التدريس.
تُساعد النشاطات المدرسية في زيادة تركيز وانتباه الطلاب، وتوجهه اهتمامهم في موضوع محدد، وتوضح الأستاذة الجامعية أنها “تعرض المفاهيم والمبادئ المجردة بصيغ محسوسة عن طريق وسائل تفاعلية”، واصفةً تلك النشاطات بأنها “مكان مناسبٌ للمنافسة الشريفة بين التلاميذ، تبرز مواهبهم وقدراتهم، وتحقق نوعًا من الربط بين المؤسسات التعليمية وأولياء الأمور والمجتمع”.
توافق ظلال عكوش، مسؤولة الأنشطة والحماية في مدرسة “الظاهر بيبرس”، وجهة نظر الدكتورة اليوسفي، مدللة على ذلك بتجربتها في المعرض المدرسي، الذي أقيم مطلع كانون الثاني الماضي، لتلاميذ المرحلة الابتدائية، ووصفته بـ”الناجح”.
وتدعو مسؤولة الأنشطة إلى الاستمرار في تنشيط التلاميذ والطلاب، “ما يعطي فعالية وبصمة واضحة”، مشيرةً “نحن في مدرستنا ننظم نشاطين خارج الصفوف أسبوعيًا، إضافة إلى الأنشطة اليومية، كما أن عرض جهد الطلاب خلال المعارض بشكل مبتور يضعف نفسيتهم ويقلل من تأثيرها”.
شاركن رغم الدراسة
التجهيز للمعارض يحتاج وقتًا وجهدًا، وفق المسؤولة عن الحماية والنشاطات في مدرسة “العز بن عبد السلام”، منى زريق، والتي توضح أن طالبات المدرسة “كُنّ متحمسات جدًا ليظهرن مواهبهن وإبداعاتهن وأفكارهن”.
رغد قوصرة، طالبة من المدرسة، شاركت بعمل فني شكّلت فيه مدرج مدينة بصرى في درعا، وتقول إن المعرض أعطاها دافعًا، “عملُنا بأيدينا عزز من نفسيتنا لنقبل على الدراسة بتفاؤل أكبر، بعد أن أتيحت لنا فرصة التعريف بإبداعاتنا وهواياتنا”.
“تنوعت الأفكار في المعرض، وربما شغلنا أيامًا عن الدراسة، إلا أننا سُعدنا بالمشاركة فيه”، تقول آمنة الدقاق، الطالبة من الصف الأول الثانوي، التي شاركت أعمالًا مختلفة، وتوافقها زميلتها نور جمالي، التي شاركت في المعرض بنموذج مزرعة وبيت ريفي”.
“الكثيرون نسوا أهمية الحيوانات والبيت الريفي ذي الطبيعة النقية”، وفق جمالي، التي تؤكد “كنا في حالة نفسية سيئة وسط المجازر التي تكررت في المدينة، إلا أن المعرض أدخل السعادة إلى قلوبنا”.
تُعزز المعارض الموهبة إلى جانب العلم، كما ترى خريجة معهد الفنون، راما سيفو، التي حضرت المعرض ونشاطات متنوعة أخرى في مدينة إدلب، وترى أنه “في الحالة الصعبة التي نعيشها نحتاج إلى فنٍ وجمال، يعزز ثقافة الطلاب والتلاميذ، ويُساعدهم في تجازوها”.