قرآن من أجل الثّورة 92
خورشيد محمد – الحراك السّلمي السّوري
- الموعظة لنا
مهمتنا الأساسية هي مراقبة الجسد المريض وعدم التدخل إلا لتخفيف العبء عنه ليستطيع هو بنفسه إجراء إصلاحاته الداخلية. أفضل خدمة نقدمها للمريض هي توفير جهد المعارك الجانبية عليه ليستغل طاقته في علاج آفته. جسم الإنسان معقد لدرجة لا يوجد أي تدخل خارجي دون عواقب جانبية لذلك يجب أن يبقى إسعافيًا وداعمًا للجهود الداخلية لا بديلاً عنها. الأمر نفسه حين تواسي منكوبًا، مصيبته تستهلك جزءًا كبيرًا من طاقته في وقت يحتاج فيه أن يمارس حياته اليومية ومهامه الحياتية. عليك بدل أن تلقي عليه المواعظ وقصص مصائبك وبطولاتك في الصبر عليها وتجاوزها أن تقوم بحمل أعباء حياته اليومية حتى يستطيع صرف طاقته في مصيبته ويخرج منها بأقل الخسائر. كذلك في تربية الأطفال مهمتك أن تعينهم على أن يجدوا طريق الكمال المقدر لهم وفق خلقتهم الفريدة لا أن تجعلهم نسخًا مشوهة عنك باتباع الوصاية والحماية. كذلك الرسل لم يكن أحد منهم حسيبًا أو وكيلاً على الناس بل جاؤوا لكسر الأغلال ورفع الآصار ليقتحم الناس عقباتهم بأنفسهم ويرسموا خارطة قدرهم. بين طلب المساعدة والتطفل شعرة، الأولى لإطلاق الشخصية والثانية لسجنها. لو فهم الناس هذه المسالة لاكتشفنا أن الشخص الوحيد الذي يحتاج موعظة وتوجيهًا هي أنفسنا ولانشغلنا بها في سبيل إزالة عقبات الآخرين. {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} (سورة التوبة، 105).
- شكر النعمة
شكر النعمة على المستوي الفردي يكون بالالتزام الأخلاقي وصرف النعمة في مصارفها الحق دون تبذير أو إسراف. أما على مستوى المجتمع فتكمن في نشر العدل والحرية والتزام المحاسبة وفق ميزان منفعة الناس وهذا هو الضامن للزيادة. من هذه الجهة الغرب متقدم على مجتمعاتنا بمراحل -رغم أنه لا يزال متخلفًا وفق هذه المفاهيم- ولذلك فهو يستمر وينمو ونحن في نكوص نمشي مكبّين على وجوهنا! {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} (سورة إبراهيم، 7)
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :