ريف حماة – طارق أبو زياد
لتلك النشاطات تأثير “كبير” في قلوب الطلاب وذويهم، يصف منير شبلان، مشروع تمكين اللغة العربية الفصحى، الذي بدأته مديرية التربية “الحرة” في حماة، بالتعاون مع جمعية“مجد الشام” الخيرية، ومنظمة “التطوير والعدالة“.
أولى فعاليات المشروع كان عرضًا مسرحيًا أداه تلاميذ مدارس جمعية “مجد الشام” في ريف حماة الشمالي، 8 آذار الجاري، وجسدوا أدوارهم متحدثين باللغة العربية الفصحى خلال مسرحية “شريعة الغاب”.
“المشروع يحفز الطلاب على المضي للتفوق، وفق شبلان، ولي أمر أحد التلاميذ، ويقول لعنب بلدي، إن تلك النشاطات “مختلفة عن الروتين التعليمي المعتاد، وترفيهية في الوقت ذاته، ما يُساعد في توفير الجهد على التلميذ في الحفظ والتعلّم”.
يعتبر مجد العمرين، أستاذٌ من ريف حماة، أن أساسيات التعليم يجب أن تكون متلازمة بشكل دائم مع البرامج التعليمية التربوية، ويشير إلى أنه “من الضروري أن تستمر النشاطات في المدارس، فلا أحبذ أن يُنظّم نشاط محدد يختفي أثره بعد فترة”.
ويرى المدرّس أن على مديرية التربية وضع برامج ثابتة لكل فئة عمرية، تشمل نشاطات مشابهة لمشروع “لغتي ما أحلاها”، داعيًا، في حديثٍ إلى عنب بلدي، أن “توضع ضمن المنهاج الدراسي السنوي، كي يكون الأمر ثابتًا في الهيكلية التعليمية”.
تمكينٌ للمهارات وتأهيلٌ للمدرّسين
يهدف المشروع بشكل أساسي لتمكين اللغة العربية الفصحى، وفق أحمد العرعور، المسؤول العام لمديرية التربية والتعليم “الحرة” في حماة، الذي يرى في حديثٍ إلى عنب بلدي أن اللغة العربية، مادة أساسية ترتكز عليها المواد التعليمية الأخرى، “من خلال تمكين المهارات الأساسية للغة بالطريقتين الشفهية والكتابية”.
وتُغطي النشاطات مدارس معينة في ريف حماة، وتحديدًا التي تديرها “مجد الشام” الخيرية ومنظمة “التطوير والعدالة”، وتطمح المديرية، لتوسيع رقعة المشروع الجغرافية، لتشمل كافة مدارسها.
يقول العرعور إن أهم محاور المشروع يكمن في تأهيل وتدريب المدرسين وتجهيزهم، باعتبارهم “الركن الأساسي للعمليّة التعليمية”، موضحًا أن التأهيل “يجري عن طريق سلسلة من الدورات بالتشارك مع (مجد الشام) و (رابطة العلماء السوريين)، التي تختص بدورات قراءة اللغة العربية الفصحى وإتقانها بشكل أكاديمي”.
دوراتٌ من نوع آخر تجري تزامنًا مع التأهيلية، وتهدف بحسب العرعور إلى “الترغيب باللغة العربية وإبراز أهميتها، من خلال تغيير القناعات لدى المدرّسين، والتأكيد على الجدوى وفعالية استخدامها في التدريس”، مشيرًا “سنجري دورات مطولة لتمكينهم ولكنها ستضم عددًا محدودًا كخطوة أولى”.
نشاطات تستهدف التلاميذ والطلاب
مسرحيات ومسابقات وقصص باللغة الفصحى، جميعها نشاطات تستهدف التلاميذ والطلاب، ضمن المشروع نفسه، وتأتي “لتمكين الملكات الشفهية سمعًا وفهمًا”، وفق مدير التربية.
يستمر العمل في المشروع غير المحدد بفترة زمنية، ويقول العرعور إن النشاطات ستكون متجددة ومتغيرة باستمرار، مؤكدًا “نعمل على تجهيز دورات للعطلة الصيفية وروضات يتعلمون فيها اللغة العربية منذ الصغر، وهي المرحلة الأكثر تأثيرًا على ذهن التلميذ”.
يواجه “لغتي ما أحلاها” صعوبات، يتحدث عنها مدير التربية، وتتمثل بالدعم المادي، “يعتمد برنامج المشروع بشكل أساسي على المتطوعين من المدرّسين، العاملين في نفس الوقت ضمن مدارس المديرية، ويجب منحهم حوافز إلى جانب رواتبهم الرمزية، ليساعد على انطلاق المشروع بشكل أفضل”.
ويشرح مدير المكتب التعليمي في “مجد الشام”، حمزة السريحيني، دور الجمعية في المشروع، موضحًا في حديثٍ إلى عنب بلدي، أنها تدعم بعض المتطوعين فيه ماديًا، وتشرف على الأنشطة التي تُنفذ خلاله.
تنوّعت النشاطات التي تديرها المنظمات في سوريا، ويرى من استطلعت عنب بلدي آراءهم بخصوص أنشطة “لغتي ما أحلاها”، أنها ضرورية “فهي تمزج بين الترفيه والفائدة، وتخفف بعضًا من أعباء الحرب عن السوريين وخاصة الأطفال منهم”.
يختم مدير تربية حماة “الحرة” حديثه، موجهًا نصائح للمعلمين والمستفيدين، “لا يمكننا أن نتقدم في العلم دون إتقان اللغة التي نتحدث بها، المهمة أساسًا للتفوق في الطب والهندسة والعلم الشرعي، باعتبارها ركيزة أساسية”.