“مبادرة تعلّم”.. لتوحيد العملية التعليمية في ريف دمشق

  • 2017/03/19
  • 11:23 ص
اجتماع موظفي التربية ضمن مبادرة تعلم- 13 آذار 2017 (عنب بلدي

اجتماع موظفي التربية ضمن مبادرة تعلم- 13 آذار 2017 (عنب بلدي

عنب بلدي – الغوطة الشرقية

تعمل مديرية التربية والتعليم في ريف دمشق، ضمن مبادرة تعلّمعلى تعزيز دورها في إدارة العملية التعليمية، ساعيةً إلى توحيدها في كامل قطاعات الغوطة الشرقية، في ظل توزع الإشراف على المدارس، بينها وبين جهات أخرى.

تُدير التربية القسم الأكبر من المدارس، بينما استطلعت عنب بلدي آراء بعض أهالي الغوطة، وتحدثوا عن أن الجهات تدير بعض المدارس “الأهلية”، وفق رؤية ومنهج إداراتها، داعين إلى توحيد طريقة التعليم في مدارس الغوطة.

المبادرة تمتد على عامٍ دراسي كامل

تتبع قرابة 150 مدرسة لمديرية التربية في الغوطة، تضم تلاميذ وطلاب المراحل الثلاث من الأول الابتدائي إلى الثالث الثانوي.

تستمر المبادرة على مدار عام دراسي كامل، منذ أن بدأت مطلع تشرين الأول الماضي، على أن تنتهي في 31 أيار المقبل، واعتبر المهندس راتب العلي، رئيس دائرة التخطيط والإحصاء في المديرية، أحد المستفيدين من المبادرة، أنها نجحت في جعل المديرية مركزية، تتبع لها الفروع والمجمعات، التي تتواصل بدورها مع مدارس المديرية.

وتُقدّر المديرية عدد الطلاب والتلاميذ بـ 40 ألفًا، يشرف على تدريسهم قرابة ثلاثة آلاف مدرّس، بينما تحمل جهات أخرى جزءًا من ملف التعليم في ريف دمشق، وقدّرته المديرية بـ 30%.

ورأى العلي أن المبادرة مكّنت من التعرف على سياسات وإجراءات جديدة، “تعلمنا من خلالها ترتيب الأولويات وتحديد الاحتياجات، وهذا مفيد شخصيًا وعلى مستوى المديرية ككل، واستفدنا من آلية وضع الخطط الاستراتيجية، بالاعتماد على سُلّم الأولويات لتحقيق الأهداف من خلال خطة العمل”.

ووفق رؤيته، بدأ أثر المبادرة بالظهور، “ولكن لا يمكن تقييمها بشكل كامل إلا عند انتهائها”، مؤكدًا “الفائدة الكبيرة كانت على الصعيد الشخصي، فعندما يشعر الموظف بضبط الإجراءات والعمل وفق أسس محددة ومتينة، يتأكد من أن عمله لا يضيع”.

آلية العمل ضمن المبادرة

للوقوف على آلية سير المبادرة، تحدثت عنب بلدي إلى مديرها ورئيس دائرة الإعداد والتدريب في المديرية، صبحي عبد العزيز، وقال إنها تهدف إلى تدريب كادر المديرية الإداري، وتوزيع العمل بين الإدارة المركزية وفروعها والمجمعات وإدارات المدارس، وتدريبهم على إدارة الأموال والتخطيط.

“تعلّم” مبادرة لتقوية الخبرات، وفق رؤية عبد العزيز، وأضاف أن أهم ما تتميز به “يكمن في أنها ليست مشروعًا تمويليًا فقط، وإنما دعم مادي وتدريب على أسس العمل الحكومي، من حيث التشاور مع كافة شرائح المجتمع، والإدارة الرشيدة ووضع خطط تنفيذ المشاريع من خلال تحديد نقاط القوة والضعف والاحتياجات واختيار الأولويات، لتكون الاستفادة عظمى”.

تضع المديرية ثلاثة أهداف تسعى لتحقيقها من خلال المبادرة، أولها تكافؤ فرص الحصول على التعليم، فهناك طلابٌ مازالوا خارج المدارس، ومن الضروري استقطابهم، إضافة إلى البحث عن سبب عدم التحاقهم، بين الخوف أو الفقر أو البعد الجغرافي عن المدرسة”، بحسب مدير المبادرة.

وشرح عبد العزيز المبدأ الثاني، وحدده بالحماية والمعيشة الجيدة في المدرسة، أما الثالث فيشمل تحسين المرافق والخدمات، “ما يُشعر الطالب بالارتياح ليضع جل اهتمامه بالعملية التعليمية، بعد تأهيل المرافق المدمرة وتوفير مياه الشرب النظيفة والأثاث المدرسي والكتاب والوسائل التعليمية”.

انتهت المرحلة الأولى من المبادرة، وتتمثل بتجهيز المديرية وتأهيلها من مكاتب ومنظومة كهربائية ومستلزمات، بينما يجري العمل على المرحلة الثانية، من خلال توفير الخدمات للمدارس، متضمنة الوسائل التعليمية التي تكسر التدريس التقليدي، ووسائل رياضية أخرى.

وبحسب المديرية، فقد ركزت على زيادة ساعات العمل، والتواصل “الفعّال” بين مؤسسات المديرية، بعد وضع خطة بالتشاور مع المدرسين والطلاب، على أساس الاحتياجات في المدارس، “درسنا الأولويات التي ينعكس أثرها بشكل أكبر على الطالب وبما يتوافق مع المبلغ المتوفر”.

ورشات خاصة بالكوادر والمدرسين

تتضمن المبادرة ورشات تدريب للكوادر والمعلمين في مديرية التربية، ووصفها عبد العزيز بأنها “تخصصية”، موضحًا “يناقش المتخصصون في كل قسم (الرياضيات، العلوم..)، طرائق التدريس الخاصة بكل مادة على حدة، وتوزيع المنهاج والعقبات التي تواجههم مع الطلاب والتلاميذ، ويطرحون حلولًا لها”.

وتجري الدورات بإشراف مدربين مختصين بالإدارة والتخطيط، من خلال برنامج محاضرات تفاعلي مباشر عبر الإنترنت، وفق عبد العزيز، الذي أشار إلى أن الخطط “وضعت ضمن مبدأ الشفافية”.

تركز المبادرة على دعم مديريات التربية والتعليم، لأنها حكومية مدنية مستقلة، وفق رؤية عبد العزيز، الذي أكد أنها “الضامن الوحيد لوحدة التعليم في ريف دمشق وسوريا”، لافتًا إلى أن المبادرة “مرحلة تجريبية وبناء على تقييمها، سيكون إما الخضوع لمرحلة تجريبية أخرى، أو مناصرة وتمويل مستدام (صندوق لتمويل التعليم لمدة سنة على الأقل)”.

ومن وجهة نظر عبد العزيز، فإن تأثيرها على المديرية “ظهر بشكل أكبر من خلال زيادة حيوية ونشاط الدوائر والمهام وضغط العمل، بعد تعزيز دور المديرية المركزية، ما أثر إيجابًا على المدرسين والطلاب على حد سواء”.

كوادر المديرية تُقيّم المبادرة

عنب بلدي استطلعت آراء بعض العاملين في المديرية حول المبادرة، وقال محمد رسلان، رئيس دائرة الرقابة والمتابعة، إنها “مفيدة شخصيًا وإداريًا”، ما ينعكس بدوره على الطلاب.

ورأى رسلان أن الاحتياجات في الغوطة، أكبر من الإمكانيات المتوفرة، موضحًا “لو تحدثنا من الناحية الإدارية، فقد تكون المبالغ غير متناسبة مع حجم العمل وهذا ينعكس بدوره على الطلاب، كما أننا مرهونون بالمبلغ الذي يصلنا، رغم أننا نستطيع تطوير العمل”.

إلا أن رئيس دائرة الرقابة، أكد أن المبادرة “مفيدة وضرورية رغم أن التعليم في المناطق المحاصرة متطلباته كبيرة”.

ياسر برخش، رئيس دائرة التوجيه والمناهج، خضع لورشات تدريبية خلال المبادرة، مشيرًا “المشاورات خلالها كانت مبدئية، ولكن ذلك يدل على ترابط بين المديرية ودوائرها الفرعية والمجمعات، وصولًا إلى المدارس، وهذه حوكمة جيدة للعمل”.

وأكد رئيس الدائرة “قطفنا الثمار الأولى للمبادرة، ونتطلع أن يكون هناك دعم وتوحيد للعملية التعليمية من خلال برامج مناصرة لاحقة”، مشددًا على أن ما قدمته المبادرة “جزء صغير”.

“سياسة المبادرة حازمة”، كما ختم برخش حديثه، موضحًا “ربما هناك احتياجات رفضت بناء على هذه السياسة، فمثلًا المبادرة تتيح شراء الجديد فقط، وهذا ما لا يتوفر في الغوطة، كما أن المديرية تتخوف من استهدافه، ما ساهم في رفض شراء الحافلة الضرورية لنقل الموجهين من وإلى الدائرة”.

مقالات متعلقة

فعاليات ونشاطات

المزيد من فعاليات ونشاطات