
صورة تعبيرية (إنترنت)
صورة تعبيرية (إنترنت)
د. أكرم خولاني
تساقط الشعر مشكلة شائعة بين الناس، يعاني منها الكبار والصغار، ومع أنها ظاهرة مألوفة جدًا عند الرجال، إلا أنها قد تحدث أيضًا عند النساء والأطفال، وتقدر اليوم نسبة الأطفال الذين يعانون من مشاكل فقدان الشعر بـ 5% منهم، وهي مشكلة خطيرة، لما تسببه من آثار جمالية ونفسية، وهذا يستدعي معرفة أسبابها حتى يتم علاجها قبل حدوث أي مضاعفات أو فقدان الشعر بشكل كامل.
يمر الشعر بتغيرات عدة في السنوات المبكرة من حياة الطفل، حيث يكون شعر رأس الأطفال المولودين حديثًا ناعمًا جدًا، وقد يغطي أو لا يغطي فروة الرأس، كما يوجد شعر ناعم رقيق فاتح اللون على جبهة الوليد وأكتافه وظهره، هو عبارة عن شعر مؤقت يسمى بالزغب يختفي بعد مرور أسابيع من الولادة.
وعادة ما يخسر الطفل شعر رأسه في الأشهر الأربعة الأولى ويستبدل بشعر جديد، ويرجع سبب هذا الصلع التدريجي إلى تغير مستويات الهورمونات في جسم الطفل، فقبل الولادة يملك الجنين مستويات عالية من الهورمونات التناسلية تنتقل إليه من أمه، وبعد الولادة تنخفض هذه المستويات تدريجيًا فيتساقط شعر الرضيع.
وقد يبقى العديد من الأطفال صلعانًا حتى عيد ميلادهم الأول، لكن يلاحظ وجود شعيرات رفيعة جدًا وناعمة وفاتحة اللون على فروات رؤوسهم.
ومن فترة 2-3 سنوات تزداد كثافة الشعر، وتتغير خصائصه، فقد يتحول من شعر مسترسل إلى أجعد أو العكس ضمن هذه الفترة.
من عمر 2-5 سنوات يكتسب شعر الأطفال الكثافة، ويصبح الشعر في سن الخامسة مشابهًا لحالته عندما يصل الطفل سنوات المراهقة الأولى.
أما في مرحلة البلوغ فإن ازدياد الهرمونات قد يؤدي إلى أن تفقد نسبة بسيطة من الأطفال (الذكور والإناث) بعض شعرهم، خصوصًا إذا كانوا يعانون من فرط إنتاج هرمون الأندروجين أو كانت حالة الصلع تصيب الذكور في العائلة، وقد يكون هذا أمرًا نادرًا لكنه قد يبدأ بوقت مبكر.
هناك أسباب غير مرضية لتساقط الشعر لا ينبغي القلق بشأنها، مثل:
أما الأسباب المرضية لتساقط الشعر عند الأطفال فأهمها:
إذا ظهر تساقط مفرط للشعر بعد الأشهر الستة الأولى من عمر الرضيع فيجب استشارة الطبيب، لأن ذلك قد يكون إشارة إلى وجود مشكلة غذائية أو صحية.
ولكن بشكل عام لا يتوجب على الوالدين القلق إلا عند تساقط شعر الطفل بعد عمر السنتين، وعندها يجب البحث عن وجود مسببات مرضية محتملة.
عادة لا توجد تحاليل خاصة لتشخيص سبب تساقط الشعر، وإنما يعتمد تشخيص الطبيب على شكل الإصابة ودراسة التاريخ المرضي حتى الأشهر الثلاثة قبل بدء التساقط، فأي نوع من تساقط الشعر قد يكون وثيق الصلة مع مشاكل طبية أخرى، ويتم أحيانًا إجراء بعض الفحوصات المخبرية لتشخيص بعض الحالات المرضية المسببة (فقر الدم، قصور الدرق، السكري).
هناك بعض الحالات التي لا تستدعي القلق ولا تحتاج إلى علاج، مثل حالات تساقط شعر الوليد، أو نتيجة الاحتكاك بالوسادة، أو تساقط الشعر بسبب حمى شديدة أو شدة نفسية عابرة أو تناول بعض الأدوية، وهنا يكفي الانتظار لينمو الشعر مجددًا، حيث يبدأ بالنمو في غضون 3 – 4 أشهر من زوال المسبب، ويعود لوضعه الطبيعي بعد 6 – 12 شهرًا.
وهناك حالات أخرى يعتمد علاجها على علاج المرض المسبب، كحالات سوء التغذية أو فقر الدم أو قصور الغدة الدرقية أو السكري أو الإصابة بالثعلبة أو السعفة الفطرية، وهنا يقوم الطبيب بتحديد العلاج المناسب لكل حالة، وفي حالة نتف الشعر القهري فإن التعامل مع الظروف المسببة لهذا السلوك يمكن أن تساعد الطفل في التغلب عليها، وفي بعض الأحيان يحتاج الطفل لمراجعة طبيب نفسي.
وبشكل عام يمكن أن يوصف للمرضى شامبو مضاد للقشرة مرة إلى مرتين أسبوعيًا، وإعطائهم فيتامينات فموية، إضافة للعلاج الأساسي لكل حالة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى