أسفرت قرعة ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا عن مواجهات نارية ستجمع زعماء القارة الأوروبية، وتحمل اعتبارات كروية كبيرة، ليس فقط على المستطيل الأخضر بل تتعداه إلى دكة المدربين، وإلى لاعبين سيعودون إلى ملاعبهم الأولى ليخوضوا مباراة التاريخ ضد أنديتهم.
ستكون المهمة صعبة على الجميع، فالكبار سيواجهون بعضهم، لا صغار في ربع نهائي التشامبيونزليغ، خاصة بعد تمكنهم من الوصول عقب مواجهات حاسمة خاضتها الأندية في دور الستة عشر.
فتمكن برشلونة من العودة من بعيد أمام باريس سان جرمان، بنتيجة سجلت على أنها تاريخية.
كما تمكن الريال من كسب رهان نابولي ذهابًا وإيابًا وامتص غضب الإيطاليين.
والبايرن غريم الإنكليز أذل أرسنال في ألمانيا وإنكلترا، بينما تمكن الإسباني الثالث أتلتيكو مدريد من إنهاء مسيرة بايرليفركوزن الألماني في المسابقة، وعمل موناكو على إبطال خطة برشلونة السحرية مع مانشستر سيتي.
وحصد أبناء السيدة العجوز بطاقة التأهل على حساب بورتو البرتغالي، وأقصى بطل الدوري الإنكليزي ليستر سيتي الطامح إشبيلية، ليكون الممثل الوحيد لإنكلترا في دور الثمانية الكبار.
بينما كان دور دورتموند الألماني إنهاء مشوار بنفيكا البرتغالي.
الآن وقد انتهت إثارة دور الستة عشر، والذي وصفت مبارياته بأنها شملت كل شيء في عالم كرة القدم، الأهداف والتكتيك والمهارات التدريبية وتألق حراس المرمى واللعب حتى الرمق الأخير، جاءت قرعة دور الثمانية بمباريات ربما تنسي ندّيتها وإثارتها مباريات الدور الفائت.
البافاري ضد الملكي
المباراة التي يعتبرها محللو كرة القدم الأقوى، حيث يلتقي نخبة من نجوم كرة القدم يضمهم الفريقان في مباراتي ذهاب وإياب، سيكون التأهل فيهما من نصيب زعيم إسبانيا أو ألمانيا.
ستشهد مواجهة الريال والبايرن عودة إنشيلوتي مدرب البايرن إلى معقل النادي الملكي في البرنابيو ليواجه تلميذه زين الدين زيدان، الذي يقود دفة الملكي، فيراهن كلاهما على الفوز، سيما وأن البايرن منتشٍ بفوز عريض على أرسنال أعاد له الهيبة الأوروبية، ومدريد متصدر الدوري وبطل النسخة الماضية من دوري الأبطال.
ويعترف الرئيس التنفيذي لبايرن ميونيخ، كارل هاينز رومينيجه، أن ريال مدريد هو النادي الوحيد المتفوق على البايرن أوروبيًا، وأكد أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يعترف أيضًا بهذا الأمر، من خلال التصنيف الدوري الذي يصدر من اليويفا، والذي يأتي فيه البافاري في المركز الثاني خلف الريال متقدمًا على برشلونة.
من جهته اعتبر زيدان أنها المواجهة بينه وبين إنشيلوتي من نوع خاص، خاصة وأنه عمل مع الريال لفترة طويلة وحقق فيها العديد من الإنجازات للنادي. وأضاف أن البايرن فريق قوي والحظوظ في التأهل متساوية.
تاريخيًا كانت نتائج مواجهات الفريقين متقاربة نسبيًا، إذ لعبا في البطولات الأوروبية 22 مباراة، حقق فيها البايرن 11 فوزًا، بينما كان الفوز في تسع مواجهات من نصيب الريال، والتعادل في مواجهتين، وكانت آخر مواجهة جمعتهما في نصف نهائي دوري الأبطال في 2014، والتي حسمها الملكي ذهابًا وإيابًا بمجموع خمسٍ نظيفة.
بينما يحتفظ البايرن برقم مميز سجله اللاعب الهولندي السابق روي ماكاي، حيث سجل أسرع هدف في تاريخ التشامبيونزليغ في شباك الريال، والذي جاء بعد عشر ثوان من صافرة البداية.
البارسا ضد السيدة العجوز
تكرار لمواجهة نهائي البطولة الأوروبية عام 2015، والتي انتهت بفوز البارسا بثلاثة أهداف مقابل هدف، واحدة من أقوى المواجهات أيضًا، والتي ستكون كما يتوقعها جماهير الكرة مباراة تجمع القوة والصلابة الإيطالية أمام المهارة والتكتيك الإسباني.
وستتوجه الأنظار في المباراة إلى النجم البرازيلي داني الفيش الذي سيعود ليلعب مباراة في صفوف اليوفي ضد فريقه برشلونة في الكامب نو.
بوفون قائد يوفنتوس تحدى بهذه المناسبة النجم الأرجنتيني وأفضل لاعب في العالم ليونيل ميسي، إذ نشر عبر حسابه الرسمي في “تويتر”، صورة لهما جنبًا إلى جنب معلقًا عليها بـ “لا يهم من يكون الخصم، يكفي الحضور هناك”.
وكان بوفون ذاته قد تمنى أن يكون ميسي لاعبًا عاديًا في نهائي 2015، بعد أن وصفه بأنه لاعب من كوكب آخر.
بينما صرح إنريكي مدرب البارسا أن اليوفي يمتلك أسلحة قوية تدعو أي مدرب إلى القلق عند مواجهة هذا الفريق، ولكنه أكد أنه “من الطبيعي أن تنتظرك مباراة قوية في دوري الثمانية، ويوفنتوس يعرفه لاعبو البرسا جيدًا فقد لعبنا معهم أهم مباراة قد يلعبها فريقان وهي نهائي دوري الأبطال”.
تاريخيًا التقى الفريقان في تسع مباريات، بواقع خمس مواجهات، ثلاث في دوري الأبطال، ومواجهة في كأس الاتحاد الأوروبي، ومواجهة في كأس الكؤوس الأوروبية، وفاز البارسا في ثلاث مباريات وتعادلا في لقاءين، بينما كانت الغلبة لليوفي في أربع مباريات.
والتقى الفريقان في ربع النهائي مرتين، تأهل اليوفي مرة عام 2003، بينما تأهل برشلونة مرة عام 1985، ويعتبر أكبر فوز ليوفنتوس 2/1 في إياب ربع نهائي 2003، بينما أكبر فوز للبارسا في نهائي 2015 بثلاثة مقابل هدف.
الريخي بلانكوس ضد ليستر
لقاء قد يراه البعض سهلًا لأتلتيكو مدريد، رغم أنه لقاء صعب، نظرًا لأن الفريق الإنكليزي الممثل الوحيد لإنكلترا وصاحب المعجزة في الموسم الماضي في الدوري الإنكليزي الممتاز، لذلك سيكون خصمًا عنيدًا في المباراة.
استطاع الفريقان تصدّر مجموعتهما بسهولة حيث تصدر ليستر سيتي المجموعة السابعة برصيد 13 نقطة فيما حقق أتليتكو خمسة انتصارات وخسر لقاء وحيدًا.
تاريخيًا التقى الفريقان في أربع مباريات، بواقع مواجهتين لم تكونا في دوري الأبطال، بل مواجهة في كأس الكؤوس، ولقاء آخر في كأس الاتحاد الأوروبي اليوروباليغ.
لم يتغلب ليستر في أي لقاء، حيث فاز أتليتكو في ثلاثة لقاءات، وتعادلا في أول لقاء بينهما بكأس الكوؤس 1962، بهدف لمثله، وكانت أكبر نتيجة تغلب فيها أتلتيكو بهدفين دون رد.
دورتموند ضد موناكو
المواجهة الرابعة ستكون بين الألماني بروسيا وموناكو الفرنسي، وتعتبر المباراة الأولى بين الفريقين في دوري أبطال أوروبا، والمسابقات الأوروبية كلها.
يملك الفريقان عددًا جيدًا من اللاعبين بطراز رفيق، ويسعى كبار القارة الأوروبية لكسب ودهم في الانتقالات الصيفية، ووصفت المباراة بأنها ستجمع عددًا من النجوم الناشئة في القارة والتي سيكون لها صيت كبير في المستقبل القريب.
تاريخيًا التقى موناكو مع الفرق الألمانية في 16 مباراة، تغلب في سبع مباريات وتعادل في خمس وخسر في أربع.
كما التقى بوروسيا مع الفرق الفرنسية 16 مباراة، وأحرز نفس نتائج موناكو مع الفرق الألمانية، وتصدر الفريقان مجموعتيهما، فموناكو تصدر المجموعة الخامسة برصيد 11 نقطة، بينما تصدر بوروسيا المجموعة السادسة برصيد 14 نقطة، متفوقًا على ريال مدريد الوصيف.
تجري جميع مباريات دور ربع النهائي في 11 و12 من شهر نيسان المقبل، بينما ستكون مباريات الإياب في 18 و19 من الشهر ذاته.
بينما تجرى قرعة الدور قبل النهائي في 21 نيسان، وستقام لقاءات الذهاب لهذا الدور يومي 2 و3 أيار، والعودة يومي 9 و10 من نفس الشهر.
وأخيرًا تقام المباراة النهائية للبطولة يوم السبت 3 حزيران، على الملعب الوطني في ويلز كما حدّدها اليوفيا مسبقًا.