لطالما شجّعت هدى ابنتيها خلال عملهما كمعلمتين، فاحتضنت أحفادهما الصغار، تاركة المجال أمامهما لتحضير معرض الأعمال اليدوية المدرسي، الذي أقيم داخل مدرسة “العز بن عبد السلام” في إدلب، الخميس 16 آذار.
عملت المدرّستان بحماس، وفق ما تحدثتا لعنب بلدي، مؤكدتين أن المعرض الذي جاء تزامنًا مع ذكرى الثورة، “أشعرنا بالسعادة والفرحة، بعيدًا عن جو الحزن الذي طغى على المدينة في ظل مجازر وقصف شبه يومي”.
ورعى المكتب التربوي في مؤسسة “قبس” المعرض المدرسي “نبض الورود”، وشمل طالبات الإعدادية والثانوية في المدرسة، عرضوا خلاله أعمالًا يدوية ووسائل تعليمية ومجسمات لمعالم سوريا التاريخية.
راما سيفو (25 عامًا) خريجة معهد فنون، حضرت المعرض، وقالت لعنب بلدي إنه كان “فنّيًا فالإبداع كان واضحًا لدى الطالبات رغم صغر أعمارهنّ”.
واعتبرت أن المعارض “تعزز الموهبة إلى جانب العلم”، مؤكدة “كانت الأعمال مميزة وهادفة، وفي الحالة الصعبة التي نعيشها نحتاج إلى فن وجمال كهذا لكي نستطيع أن نتجاوزها”.
بدوره قال أحمد الخطيب، رئيس مجلس الإدارة في “قبس”، إن المعرض “جاء رسالة تأكيد على اهتمامنا بأبنائنا وبناتنا، ورعاية الموهوبين والمبدعين منهم، لتحقيق التعاون المثمر بين الطلاب والمعلمين”.
الخطيب اعتبر في حديثٍ إلى عنب بلدي، أن مثل هذه المعارض “مهمة جدًا في السلك التربوي، إذ استطعنا أن ننجزه رغم القصف والصعوبات”، مردفًا “نتحدى مدارس النظام أن ينظموا مثله داخل دمشق نفسها”.
شملت الأعمال مجسمات لمدرج بصرى في درعا، وقلعة حلب والقصر البلدي في المدينة، الذي كان يُسمى سابقًا، “قصر الموت”، لتمركز قناصة النظام عليه واستهدافهم المدنيين.
بينما أكد الخطيب أن المعرض “رسالة للنظام بأن تلك الأماكن، لن تبقى بيده طويلًا”.
لم تكن الطالبة يمان دحنون متأكدة من إمكانية تنظيم المعرض، وقالت لعنب بلدي “في البداية اعتقدت أنه سيُلغى بسبب الطيران الذي يستهدف المدينة”، مضيفةً “افتتاحه جاء تأكيدًا على أنه من المستحيل أن تتوقف الحياة بل لابد أن نستمر”.
أما الطالبة إسلام دردورة، فاعتبرت أن المعرض “فرصة لتظهر مواهبنا”، مشيرةً “كنت أدرس في المدرسة ذاتها قبل تحرير إدلب، ووجدت فرقًا كبيرًا في التعامل وتنظيم الفعاليات والنشاطات التي لم تكن موجودة أصلًا حينها”.
تشرف مديرية التربية “الحرة” على إدارة المدارس في محافظة إدلب، منها ما يتبع لمنظمات عاملة في مجال التعليم، كمؤسستي “قبس وارتقاء”، وتديران أربع مدارس في المدينة.
–