فتحت مكاتب المؤسسات والمنظمات المدنية، التي طالها الإغلاق على خلفية المقال المسيء لـ “الذات الإلهية” في مجلة “طلعنا عالحرية”، أبوابها مجددًا اليوم، الاثنين 13 آذار، بعد قرار قضائي ينص على ذلك، مستثنيًا مكتب المجلة.
وأعيد اليوم افتتاح مكاتب “مركز توثيق الانتهاكات” وشبكة “حراس الطفولة” ومكتب “التنمية لدعم المشاريع الصغيرة” في الغوطة الشرقية، وكانوا أغلقوا بقرار مجلس “القضاء الأعلى” في الغوطة، بتاريخ 8 آذار الجاري.
افتتاح المكاتب كان بحضور رسمي في الغوطة الشرقية، في مقدمتهم الأستاذ أكرم طعمة نائب رئيس الحكومة المؤقتة، والأستاذ أبو عمر صقر المكلف بتسيير أعمال محافظة دمشق، ورؤساء المجالس المحلية في دوما وحرستا، وأعضاء من الدفاع المدني وأشخاص من مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني.
وقال ثائر حجازي، مدير مكتب “مركز توثيق الانتهاكات في سوريا” في الغوطة الشرقية، إن قرار اليوم هو بمثابة “رفع الظلم عن هذه المؤسسات”، وفتحها بشكل علني ومباشر بحضور فعاليات وشخصيات في الغوطة الشرقية، وبحضور مديرية المنطقة التي “سلمتنا المكاتب واستلمنا كامل الجرد فيها”.
وأوضح حجازي لعنب بلدي، أن مدير المنطقة محمد خير حوا، أمر بوضع حراسة على مدار الساعة أمام المؤسسات إلى حين انتهاء التوتر.
وأضاف “شكرنا من نظر بعين المسؤولية والعدل في قضية المؤسسات التي أغلقت، وحملنا مسؤولية للقائمين على الغوطة، أن يتحملوا مسؤوليتهم في التحريض الذي استخدم ضدنا في بعض المساجد والطرقات، من خلال صور ومظاهرات خرجت الجمعة الفائت، والتي اتهمتنا بالكفر والإلحاد وأفضت إلى تهديد مباشر بالقتل لنا”.
من جهته، اعتبر أسامة نصار، مدير مكتب “التنمية لدعم المشاريع الصغيرة”، أن “التهييج كان يراد منه شيء معين، لكن القضاء أخذ مجراه، مضيفًا “نتمنى من المسؤولين أن يؤكدوا ويوقفوا حملة التحريض وخلط الأوراق ببعضها”.
وكان المقال المنشور في العدد 86 الصادر في 21 شباط الماضي، احتوى على “ألفاظ مسيئة للذات الإلهية”، وسعت المجلة لاحتواء الأزمة بعد انتقادات أخذت منحى تصاعديًا، فحذفت المقال من موقعها الإلكتروني، وأصدرت توضيحًا اعتذرت من خلاله لمتابعيها.
لكن قضاء الغوطة والنيابة العامة كان لها رأي مختلف، فأغلقت مكتب المجلة والمكاتب المدنية الموجودة معها في ذات المبنى بمدينة دوما، لتعلن كل من رئيسة تحريرها ليلى الصفدي، ونائب رئيس التحرير أسامة نصار استقالتهما، وتعلن المجلة تعليق عملها.
وتزامن ذلك مع قيام مجهولين في دوما ومسرابا وسقبا بوضع صور لكل من أسامة نصار وزوجته ميمونة العمار، وشوكت غرز الدين، وليلى الصفدي، وبيان ريحان، وثائر حجازي، وعماد العبار، وعبد الرحمن الحلبوني، وعبادة الحلبوني، وفادي الكحلوس وزوجته، في منشورات ألصقت على الجدران، واحتوت تهديدات مبطنة ومطالب بطردهم من الغوطة الشرقية.
–