سياسة التجويع المفروضة على أهالي الريف الحموي
محمد صافي – حماه
مع ازدياد حدة المعارك واشتداد القصف على قرى الريف الحموي، تزداد معاناة الأهالي في تأمين مستلزمات معيشتهم وبخاصة «الخبز» الغذاء الأول والرئيسي للأسرة.
تتركز معاناة الأهالي بتأمين المادة الأولى في صناعة الخبز وهي الطحين، حيث وصل سعر كيس الطحين إلى 3800 ليرة، إن وجد، فقوات النظام تمنع دخول الطحين لقرى الريف الحموي المحرر، لتقوم التنسيقيات والمجالس المحلية بالبلدات المحررة بشرائه من التجار الذين يستوردونه من تركيا أو يحصلون عليه من المناطق الخاضعة لسيطرة النظام.
المخابز في الريف الشمالي لحماة قصف أغلبها بطائرات النظام، فاضطر الأهالي للعودة إلى الطرق التقليدية وتحضير الخبز في المخابز المنزلية أو ما يسمى «التنور»، أو يقومون بشراء الخبز المهرب من مدينة حماة الذي يسيطر عليها النظام بسعر 175 ل.س لربطة الخبز الواحدة.
يعقوب عبدو، عضو تنسيقية اللطامنة يقول لعنب بلدي أن قوات النظام حرمت مدينة اللطامنة من مادة الطحين منذ أكثر من 7 أشهر، كما قطعت المازوت والكهرباء عنها، فضلاً عن القصف اليومي الذي يمنع الناس من التجمع أمام مخابز القرية إن وجدت المواد الأولية للعمل، مع العلم أن عدد سكان اللطامنة 27 ألف نسمة بالإضافة لـ 10 آلاف نسمة نزحوا نتيجة المعارك الدائرة في الريف الشمالي والغربي، ليبقى حوالي 10% من الأهالي يعتمدون على فرن التنور المنزلي، وقسم كبير من الأهالي يعتمد على الخبز المقدم من الجمعيات الخيرية، وقسم آخر يشترون الخبز القادم من مدينة حماة.
ويتحدث أمير الحموي، عضو تنسيقية مدينة كفرزيتا، لعنب بلدي قائلًا: مخبز كفرزيتا تعرض لقصف من قبل النظام أوقع العديد من الجرحى وأضرارًا مادية بسيطة في المخبز، والمخبز الآن لا يعمل إلا كل 48 ساعة وينتج لكل فرد رغيف واحد في اليوم. ويضيف: المواد الأولية لصنع الخبز مقدمة من حركة أحرار الشام وبعض الجمعيات الخيرية حيث أن المسؤولين في نظام الأسد امتنعوا عن توزيع الطحين المخصص للمدينة منذ بداية شهر أيلول في العام الحالي.
بالانتقال إلى ريف حماة الشرقي يزداد الحال سوءًا، فالنظام قطع الطحين والمازوت عن جميع المخابز التي يسيطر عليها الجيش الحر، إضافة لقصف العديد منها بطائراته. يقول أبو عبدو، المشرف العام على تنسيقية الريف الشرقي لحماة أن «غالب الأفران الواقعة تحت سيطرة الجيش الحر متوقفة عن الإنتاج، فرن قري العطشان تم قصفه وهو متوقف عن العمل منذ أكثر من سنة، وفرن قصر بن وردان تم حرقه من قبل قوات النظام بعد معركة الجسد الواحد، وفرن مسعود وأفران ناحية عقيربات متوقفة عن العمل بسبب القصف اليومي التي تتعرض له المنطقة إضافة لعدم توفر المواد الأولية للعمل».
من ناحية أخرى فإن النظام استمر في توفير المازوت والطحين لبعض البلدات، كبلدة السعن ذات الغالبية الإسماعيلية، وبلدة الصبورة العلوية والمؤيدة للنظام، بالإضافة إلى أن أفران ناحية الرهجان التي تعمل وتوزع الخبز على المناطق الموالية للأسد.
الأهالي الذين يعيشون في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر يحصلون على الخبز من المجالس المحلية حيث تقوم المجالس المحلية بتوزيع الطحين على الأهالي المقدم من الجهات الداعمة، كما تقوم بعض الجمعيات الخيرية بتوزيع الطحين ويقوم الأهالي بخبزه بالأفران المنزلية، كما تقوم هيئة شام الإسلامية بتوزيع الخبز على الأهالي بأسعار رمزية ولكن بنسب قليلة وبشكل متقطع.
هذا ما آلت إليه حال أرياف حماة، سياسة تجويع وحرمان يفرضها النظام على الأهالي لإشغالهم بتأمين كسرة الخبز لأطفالهم عن العمل على تحقيق أهداف الثورة التي لطالما حلموا بها.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :