مالك عبد المجيد – إدلب
يعاني الريف الإدلبي، ومنذ عامين تقريبًا، سوءًا وتقصيرًا في الخدمات في كافة النواحي والمجالات. مدينة معرة النعمان وريفها الشرقي فتحت فصلًا جديدًا لهذه المعاناة، تمثلت بالانتشار الواسع للفئران والجرذان وتمددها داخل البيوت والمحال التجارية بشكل كبير جدًا، وذلك بعد هجران مناطق سكنية والتوجه لأخرى لفترة طويلة من الزمن إثر معارك وادي الضيف، أي لمدة سنة تقريبًا، ناهيك عن وجود كميات كبيرة من الأنقاض نتيجة تهدم البيوت والمباني، الأمر الذي جعلها مكانًا مناسبًا لانتشار القوارض، إضافة لغياب دور الجمعيات الفلاحية والوحدات الإرشادية الزراعية التي حلها النظام كغيرها من المؤسسات داخل الأراضي المحررة، والتي كانت تقدم فيما مضى خدمات وأدوية لمكافحة القوارض، فعدم وجود بدائل لها جعل انتشار الفئران ونزوحها من الأراضي الزراعية نحو المناطق المأهولة أمرًا غير قابل للسيطرة عليه.
وقد ظهرت نتائج هذا الانتشار المدمرة مع الأهالي لمناطقهم، حيث ساهمت الفتحات التي أحدثتها الجرذان في الجدر إلى زيادة تصدعها، كذلك قامت بإتلاف المحاصيل التي ذاق الفلاح الأًمرين في جمعها، والحال نفسه بالنسبة للمواد التموينية التي خزنها أصحابها نتيجة إتلاف الأكياس والأواني التي تحفظها، علاوة عن جعلها غذاءً تتناوله الفئران.
وبالنسبة لتوفير مبيدات للحد من انتشارها، فقد أصبح أمرًا شبه مستحيل كما يقول علي، الطبيب البيطري في حديث لجريدة عنب بلدي ويكمل قائلًا: «الدواء السوري التقليدي أصبح نادرًا بسبب قلة إنتاجه ووجوده بكميات قليلة وبأسعار مرتفعة في المناطق الخاضعة لقوات النظام، لذا لجأنا إلى السم التركي واستوردنا أنواعًا عديدة ولكن جميعها أثبتت عدم كفاءتها ولم تعط أية نتيجة».
الفئران دخلت كل بيت ومبنى سكني تقريبًا، وألحقت به أضرارًا كبيرة كما يقول أبو عبدو أحد الأعضاء السابقين في إحدى الوحدات الإرشادية في ريف مدينة معرة العمان، ويتابع أبو عبدو.. «أصبح منظرًا مألوفا أن تجد الفئران داخل البيت، حتى أصبح بإمكانك مشاهدة مساكنها والأضرار الكبيرة التي تسببها لسكان المنزل، ونحن توجهنا بنداءات وقدمنا شكاوى للمجالس المحلية والتي بدورها قامت بتقديم طلبات لجهات عديدة تقيم بتركيا وإلى الآن ننتظر الأفعال».
هكذا أصبح المواطن السوري، ما إن يغلق فصلًا من فصول المعاناة حتى تنهال عليه فصول أخرى أكثر مرارة من سابقاتها على حد تعبير بعض الناشطين والأهالي.