عنب بلدي – وكالات
اجتماعان يتوقع انعقادهما بشأن الملف السوري خلال الأيام المتبقية من الشهر الجاري، الأول تحت مسمى “أستانة 3” في العاصمة الكازاخية بين الأطراف الضامنة للتهدئة (روسيا وإيران وتركيا) وبين وفدي النظام وفصائل المعارضة السورية.
أما الاجتماع الثاني فسيكون تحت مسمى “جنيف 5”، ومن المتوقع أن يشهد مفاوضات بين النظام والمعارضة السورية، للبدء بمناقشة “السلال الأربعة”، التي أعلنها المبعوث الأممي، ستيفان دي ميستورا، في نهاية الاجتماع الماضي (جنيف 4)، وهي إنشاء حكومة جديرة بالثقة، وشاملة للجميع غير طائفية خلال ستة أشهر، وبدء عملية صوغ دستور جديد خلال ستة أشهر أيضًا، وإجراء انتخابات حرة نزيهة إضافة إلى السلة الرابعة التي أضيفت وهي مكافحة الإرهاب.
دي ميستورا يدعو الأطراف إلى “جنيف 5″
مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، أعلن في مؤتمر صحفي، الأربعاء 8 آذار، عن تحديد موعد الجولة الخامسة من مفاوضات جنيف، قائلًا “الحكومة السورية والمعارضة مدعوتان إلى استئناف مفاوضات جنيف في الثالث والعشرين من آذار الجاري”.
إعلان دي ميستورا جاء بعد تقرير قدمه إلى مجلس الأمن الدولي، بشأن نتائج الجولة الأخيرة التي انتهت، في الثامن من الشهر الجاري.
وأكد المبعوث الأممي أن “الجولة الجديدة ستتركز على الحكم والعملية الدستورية والانتخابات ومكافحة الإرهاب، وربما يكون هناك نقاشات حول إعادة الإعمار”، مطالبًا الأطراف المتفاوضة القدوم قبل المفاوضات بيوم، ومشيرًا إلى أن المفاوضات لن تكون مباشرة.
الإعلان عن “جنيف 5” تزامن مع تحضيرات العاصمة الكازاخية لاجتماع “أستانة 3” بين الأطراف الضامنة والنظام وفصائل المعارضة السورية، يومي الأربعاء والخميس المقبلين، 14 و15 آذار.
خريطة لمواقع “النصرة“ وتنظيم “الدولة“
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة الماضي، أن مباحثات أستانة المقبلة ستنتهي بوضع خريطة لمواقع انتشار تنظيم “الدولة الإسلامية” و”جبهة النصرة”، وستتمحور حول تحديد مواقعهما بشكل دقيق.
من جهتها أكدت وزارة الخارجية الكازاخية أنها وجهت دعوات إلى الأمم المتحدة وأمريكا والأردن، للمشاركة في الاجتماع، فضلًا عن الدول الضامنة، تركيا وروسيا وإيران.
ومن المقرر، وفق الخارجية الكازاخية، أن يشهد اليوم الأول من المباحثات جولة تمهيدية، على أن تعقد الجلسة العامة في اليوم الثاني.
شروط لوفد “قوى الثورة” للمشاركة
وفد “قوى الثورة” المشارك في أستانة أكد تلقيه الدعوة للمشاركة في الجولة المقبلة من محادثات أستانة، لكنه ربط مشاركته بمحددات أبرزها وقف كامل لإطلاق النار، ومنع عملية التهجير من حي الوعر في مدينة حمص.
وفي بيان حصلت عنب بلدي على نسخة منه، السبت 11 آذار، أوضح الوفد أن مشاركته في أي جولة تفاوضية مقبلة مرتبطة بمحددات أربعة هي “الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار في المناطق الخاضعة للتشكيلات الثورية، وإيقاف التهجير القسري والتغيير الديموغرافي في حي الوعر، وتأجيل موعد لقاء أستانة حول سوريا إلى بعد نهاية الهدنة المعلنة في الغوطة الشرقية من 7 إلى 20 آذار الجاري، وترتبط استمرارية الاجتماعات بتقييم نتائج الهدنة، إضافة إلى استكمال مناقشة وثيقة آليات وقف إطلاق النار قبل الذهاب إلى أستانة، كما كان متفقًا عليه في أنقرة”.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت، الثلاثاء الماضي، عن فرض نظام تهدئة لوقف الأعمال القتالية في الغوطة الشرقية قرب دمشق، بدءًا من السابع من آذار حتى العشرين منه.
ويفرض نظام التهدئة وقف الأعمال العسكرية من كافة الأطراف، وكذلك يمنع استخدام السلاح بأنواعه.
إلا أن مراسل عنب بلدي في ريف دمشق أكد، الأربعاء 8 آذار، أن تصعيدًا عسكريًا مكثفًا من قبل الطيران الحربي والمدفعية الثقيلة التابعة لنظام الأسد على مدن الغوطة، أدى إلى مقتل خمسة مدنيين، اثنان منهم في دوما، إضافة إلى قصف مدن حرستا ودوما، وزملكا، وسقبا، وعربين، وجوبر، وحمورية، كما طال القصف حيي القابون وبرزة وتشرين.
دي ميستورا يعلن: لا وجود لانتخابات في ظل الأسد
دي ميستورا اعتبر في مقابلة مع قناة العربية، الجمعة 10 آذار، أن اجتماع أستانة “مهم”، قائلًا “هؤلاء الذين لهم نفوذ على وقف القتال يجب أن يتفقوا فيما بينهم، وحتى الآن وقف النار الذي تم التوصل إليه في أستانة متماسك، لأن الضامنين (روسيا وتركيا وإيران) اتفقوا على قواعد اللعبة، لهذا محادثات أستانة مهمة، ولو أمكننا وقف العنف في سوريا عبر وقف إطلاق النار وتثبيته، فهذا سيساعدنا في محادثات جنيف”.
وحول محادثات “جنيف 5” المقبلة أكد المبعوث الأممي أنه “لا يمكن أن يكون هناك دستور جديد أو مفوضية جديدة لإنجازه في ظل بقاء كل شيء على حاله، ولا يمكن أن تجرى الانتخابات التي تسيطر عليها نفس الحكومة حاليًا”.
الأسد يتوقع محادثات طويلة في جنيف
رئيس النظام السوري، بشار الأسد، اعتبر بدوره، في حديث إلى قناة “فينيكس” الصينية، السبت 11 آذار، أنه غياب “المفاوضات” في جنيف جعلها تخرج دون نتائج.
وقال الأسد “لم نكن نحن من صاغ هذه الآلية (آلية المفاوضات) بل تمت صياغتها من قبل دي ميستورا والأمم المتحدة، وبنفوذ من الدول التي أرادت استخدام تلك المفاوضات للضغط على سوريا، وليس للتوصل إلى حل”.
وأضاف رئيس النظام السوري أن “هذه المرة لم يكن هناك مفاوضات في جنيف، وهذا أحد أسباب عدم توصلها إلى شيء، الأمر الوحيد الذي ناقشناه في جنيف كان جدول الأعمال والعناوين، ما سنناقشه لاحقًا ، هذا كل ما هنالك”.
الأسد اعتبر أنه لكي يكون اجتماع جنيف مثمرًا، يجب أن تكون المفاوضات سورية- سورية، لأنه في جنيف “توجد مجموعات مختلفة، هناك أشخاص وطنيون لكنهم لا يمثلون أحدًا بل يمثلون أنفسهم وحسب، وهناك آخرون يمثلون الإرهابيين، وهناك إرهابيون يجلسون إلى الطاولة، وهناك آخرون يمثلون أجندة دول أجنبية مثل السعودية وتركيا وفرنسا وبريطانيا وربما الولايات المتحدة، وبالتالي فإن الاجتماع لم يكن متجانسًا”.
وأكد الأسد أنه لم يتوقع أن ينتج جنيف شيئًا، “لكنه خطوة على طريق ستكون طويلة، وقد تكون هناك جولات أخرى سواء في جنيف أو في أستانة”.
ومع استمرار توالي أرقام الاجتماعات في “جنيف 5” و”أستانة 3″، يبحث السوريون، الذين تدخل ثورتهم عامها السادس الأسبوع المقبل، عن مخرج من جحيم الحرب، في ظل استمرار القصف والتهجير، الذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 400 ألف سوري، وتهجير نصف الشعب السوري من منازلهم، بحسب تقارير حقوقية محلية ودولية.