عنب بلدي – خاص
لم تكن الاجتماعات المتتالية في الفترة السابقة، بين وفد لجنة حي الوعر المحاصر من جهة، والجانب الروسي ونظام الأسد من جهة أخرى، لصالح حي الوعر وقاطنيه، بل أفضت لتسليم آخر معقل للمعارضة السورية في مدينة حمص، وخروج مقاتليه وعائلاتهم إلى الشمال السوري، بعد حصار دام أكثر من خمس سنوات.
شهد الأسبوع الأول من آذار الجاري اجتماعات مكثفة ومتتابعة بين اللجنة المفوضة من قبل أهالي حي الوعر والجانب الروسي، توصلت إلى وقفٍ لإطلاق النار وبنود غير محددة للاتفاق الأساسي، لتتعاقب فيما بعد اجتماعات اتضحت فيها النية الأساسية للنظام، وهي السيطرة بشكل كامل على الحي وإفراغ مدينة حمص بشكل كامل من أي وجود لمقاتلي المعارضة.
الاتفاق عقد والخروج خلال أيام
السبت، 10 آذار، اجتمعت لجنة أهالي حي الوعر مع رئيس شعبة المخابرات العامة، ديب زيتون، وخلص الاجتماع إلى اتفاق يقضي بتسليم “محتم” للنظام، إلا أنه على دفعات بضمانات روسية.
وكانت الاجتماعات بين الجانبين شهدت خلافًا على أعداد الخارجين من الحي، إذ شهدت حديثًا عن خروج 300 شخص فقط، لكن الاجتماعات الأخيرة توصلت إلى خروج أعداد أكبر.
وتتضمن بنود الاتفاق، التي حصلت عليها عنب بلدي، مساء السبت، خروج من يرغب من الحي على دفعات كل سبعة أيام، وتقدر أعداد كل دفعة بحوالي 1500 إلى أن ينتهي عدد الخارجين.
وفيما يخص الوجهة التي سيخرج إليها المقاتلون والأهالي، حددت مدينة إدلب والريف الشمالي لمدينة حمص مع تردد من قبل النظام السوري في الموافقة على الخروج إلى مدينة جرابلس في الريف الشمالي لمدينة حلب.
إضافة إلى ذلك، يضمن هذا الاتفاق الحكومة الروسية، وتبدأ عملية تسوية أوضاع من يرغب بالبقاء في مناطق النظام بعد ستة أيام من التوقيع، إذ تتضمن التسوية التي تم الحديث عنها تسليم السلاح، ليتم بعد فترة زمنية محددة اعتقال ومحاكمة من يثبت عليه أي جرم.
شرطة روسية وسورية خلال ستة أشهر
وفي ذات السياق تضمنت بنود الاتفاق، الذي من المقرر توقيعه صباح الأحد 11 آذار، أن النظام لن يدخل إلى الحي إلا بعد ستة أشهر.
وستدخل الشرطة السورية والشرطة الروسية في هذه الفترة المحددة، وستشكل لجنة من الحي لمتابعة أمور التفاوض، إضافةً إلى “بقاء 300 مسلح لضمان أمن الحي بتنسيق مع النظام”.
في حين أشارت البنود إلى فتح الطريق لعودة أهالي الوعر وخروج الموظفين والطلاب وإدخال الطعام ومستلزمات الحي.
وكانت مراسلة عنب بلدي في الحي أكدت قبل يوم من الاجتماع المعلن أن عمليات تفريغ الحي قد تطال نحو عشرة آلاف مدني نحو الشمال السوري، ليبقى في الوعر حوالي 40 ألف مواطن تتكفل لجنة من المدنيين بحمايتهم، دون تحديد آلية عملها حتى الآن.
ونقلت المراسلة عن مصدر مقرب من لجنة الحي، تأكيده أن أولى عمليات التفريغ ستتم في الأسبوع المقبل، على أن تستمر الدفعات بشكل تدريجي.