أسماء رشدي
(س.م) أم لأربعة أطفال، تقول إنها تصرخ عليهم بشكل متكرر، وإنها ضاقت ذرعًا بحالها، وبدأت تشعر بالخجل من جيرانها، وتريد أن تتخلص من هذه المشكلة.
كل النصائح التربوية التي يمكن أن تقرأها أو تسمعها الأم من أي مختص، تشير إلى ضرورة الابتعاد عن الصراخ، وذلك لآثاره السلبية والمشاكل التي يمكن أن يخلفها في البناء الأسري والتكوين النفسي للأبناء، إضافة إلى خطورة ابتعاد الأم عن دورها كمصدر للأمان والحب، لتصبح مصدر تهديد وعدم أمان.
إن الغضب والصراخ والعصبية أمر يحصل لدى معظم الناس، وهو أمر طبيعي إلى حد ما، ولكن المشكلة تكمن في اعتياد هذا السلوك في التعامل مع الأطفال.
فيما يلي بعض النصائح التي قد تسهم في التخفيف والتقليل من صراخك وعصبيتك على أطفالك:
تذكري بأنك عندما تمتلكين القدرة على ضبط نفسك، فإن أطفالك بشكل أوتوماتيكي سوف يهدؤون. تذكري أن الهدوء والقلق هو سلوك مُعد، يعني إذا كنت أمًا عصبية وتستخدمين الصراخ كطريقة تعبيرية، فإن ذلك سوف ينتقل لأطفالك بشكل تلقائي، وإذا كنت لا تملكين القدرة على ضبط أعصابك فأنت بهذه الحالة تسهمين بخلق جو، أنت نفسك تحاولين أن تتجنبيه.
حاولي البحث عن السبب الذي يدفعك إلى الصراخ على طفلك، قد يكون جائعًا، عطشًا، متعبًا، مريضًا، أو أنه يقوم بشيء لا يحبه… إلخ. ثم وجهي له أسئلة محددة تساعدك فى العثور على السبب الحقيقى، مثل: “هل تشعر بالجوع؟ هل تريد أن تنام؟ هل تشعر بالبرد؟… إذا كنت متأكدة من أنه ليس هناك أي من هذه الأسباب، وشعرت بأنك على وشك أن تفقدي أعصابك، بهذه الحالة حاولي تهدئة نفسك بمغادرة المكان لدقائق، وتذكري أن بكاءه لن يتسبب بأي أذية له، وإنما صراخك ونهرك له هو الأمر الذي سوف يترك تأثيرًاعلى نفسيته وشخصيته.
في اللحظة التي تشعرين بأنك على وشك الانفجار، فكري بالجوانب السلبية والمشاكل التي سوف يتسببها صراخك عليه. أثبتت الدراسات أن الآثار السلبية للصراخ والعصبية على الأطفال سوف تصل إلى كل ركن من أركان حياتهم في طفولتهم، ابتداءً من ذكائهم وعلاقاتهم الشخصية، إلى احتمال ارتفاع تعاطي المخدرات عند الكبر.
فكري أن صراخك لن يعود بأي نتيجة، وحتى لو أتى بنتيجة لبعض الوقت، ولكن مع تكرار هذا السلوك فإن فعاليته سوف تتوقف، ومن الممكن أن يتصعد إلى مراحل أعنف حتى يستجيب لك الطفل.
اجلسي مع زوجك وتناقشا من أجل الوصول إلى حل مناسب لكل المشاكل الأسرية، إن وجدت، وحاولا العمل على تخفيف العبء عنك من المسؤوليات داخل وخارج المنزل، الأمر الذي قد يؤدي إلى تخفيف نوبات الغضب لديك.
ابحثي عن بدائل مناسبة قد تسهم في تهدئة أعصابك بتلك اللحظات، فمن المفيد جدًا أن يكون لديكِ الكثير من الحيل التى تختارين منها ما يناسب الموقف، مثلًا الخروج في الهواء الطلق.
ارصدي عدد المرات التي يتسبب لك فيها الطفل بالعصبية والصراخ، مثلًا قومي بوضع جدول يوضح عدد المرات التي صرخت فيها خلال النهار لمدة أسبوع وهكذا.
بالنسبة للطفل بعمر صغير، مثلًا تحت ثلاثة أشهر، مهما كنت تشعرين بالعصبية، ابتعدي عن هزه حتى لو كان يبكي، لما في ذلك من آثار سلبية جدًا على دماغه مثل تلف بالدماغ.
إن وضع الحدود ومعرفة كل فرد بواجباته وحقوقه داخل البيت يسهم في تخفيف الصراخ والمشاكل بين الوالدين والأطفال بشكل عام.
وأخيرًا، ليس من المخجل أن تلجئي إلى المساعدة اللازمة بحال عدم قدرتك على ضبط أعصابك وانفعالاتك مع أطفالك بشكل طبيعي.